الدول العربية تحت الانتداب الغربي بقلم: م. إبراهيم الأيوبي

الدول العربية تحت الانتداب الغربي.....بقلم: م. إبراهيم الأيوبي الربيع العربي المثمر يجني ثماره الغرب !!!! منذ منتصف القرن الماضي الزعماء الدكتاتوريون العرب تولوا حكم دولهم المطلق بصك ملكية الشعب , فعملوا على تبديد ثرواته وتقوقعوا داخل حلقة من البطانة الفاسدة يُزورون الانتخابات ويقمعون الشعوب ويحيكون المكائد...... فأين كانت الدول الغربية وما موقفها من هذه الأنظمة وهي في الحكم. نجد أنها كانت مساندة لها بل تتغنى بتطور الاقتصاد المصري المزعوم والانفتاح التونسي , والديمقراطية اليمنية .....الخ . بعد قيام ثورتي الشعب التونسي والمصري تدارك الغرب أن هناك صحوة عربية كبرى سوف تسحب البساط من تحت أقدامهم وهم لا يشعرون , لذلك دخلوا دوامة الثورات العربية ليحيدوا اتجاهها ويوجهوا دفة مسار الثورة من اعتصامات سلمية لمواجهات مسلحة غير متكافئة , حتى يعطي الغرب ذريعة لنفسه ليتدخل عسكريا بحجة حماية المدنيين . في ظل المواجهات المتوقعة بين الأنظمة وشباب الثورة وسقوط المئات من الشهداء وبمعرفة الغرب بطبيعة الأنظمة العربية وحكامها الذين لن يتوانوا عن ارتكاب المجازر بحق شعوبهم للحفاظ على كرسي الحكم ولن يتركوا الحكم إلا بتسليم الوطن والشعب لمندوب سامي غربي . تذكرني هذه اللحظات بفترة الثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية والوعود التي أعطيت للشعوب والثوار العرب في ذلك الوقت ولا ننسى لورانس العرب ضابط المخابرات البريطاني الذي لعب دورا رئيسيا في تجنيد الثوار العرب وتسليحهم وإعطائهم الوعود بالاستقلال والحرية , وبالفعل قامت الثورة العربية الكبرى بمقاتلة الأتراك جنبا إلى جنب مع القوات الغربية وكان الثوار وقود الحرب لأنهم وضعوا في الجبهة الأمامية للقتال ولخبرتهم في معالم صحاريهم الكبرى مما أدى إلى انتصار التحالف الغربي لكن ما إن انتهت الحرب وانهارت الخلافة العثمانية اختفى لورانس وتبخر وتبخرت معه وعود المملكة البريطانية وكذلك التحالف الغربي بالحرية والاستقلال , وكانت المكافئة العرب دعم العصابات الصهيونية والاعتراف بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين وتقسيم الدول العربية كغنيمة من الخلافة العثمانية المهزومة فيما بينها بما يعرف باتفاقية سايكس بيكو عام 1916 . التاريخ يعيد نفسه فمع المد الثوري الجامح للشعوب العربية نحو التغير والحرية أخشى أن ننسى أن هناك من يتربص بنا ليحصد ثمار الربيع العربي المثمر. تحية كل التحية للشعوب العربية البطلة والتي أثبتت للعالم تحضرنا الفطري وأننا شعوب حية لن تقهرها سطوة جلاد ولن تسرق منا الامبريالية الغربية أحلامنا بغد أفضل.