المحتوى الرئيسى

مسامير وأزاهير 238 ... خاتمة أحزان شعب فلسطين!!بقلم:سماك العبوشي

04/28 20:27

مسامير وأزاهير 238 ... خاتمة أحزان شعب فلسطين!!!. ما رأينا ولا سمعنا من قبل موقفاً متشنجاً مهدداً لنتن ياهو إزاء خبر يعلن عن تقارب فلسطيني فلسطيني، فلقد اعتادت حكومة يهود إبداء عدم اكتراثها لأنباء تحدثت عن لقاءات بين قيادتي حركتي فتح وحماس وجهود مصالحة فلسطينية، هكذا كان يبدو للناظر والمتابع أيام تلك الجهود المبذولة لرأب الصدع ووأد فتنة الاقتتال والتناحر، لاسيما تلك التي كانت تجري برعاية نظام مصر إبان عهد مبارك المرتهنة إرادته بالولايات المتحدة الأمريكية، فإذا بالأنباء تتسارع اليوم لتنقل لنا موقفاً متشنجاً غاضباً من حكومة يهود، إثر الإعلان عن خبر التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق المصالحة الفلسطينية في قاهرة المعز والعروبة التي تحررت إرادة حكومتها من سطوة وفساد نظامها السابق ورئيسها المخلوع مبارك الذي ارتهن طويلاً بإرادة ولايات الشر الأمريكية!!. لربما كان النتن ياهو قد استقرأ هذه المرة مجريات الأحداث وشعر بأن جواً صادقاً شفافاً من تفاهمات فلسطينية فلسطينية تجري برعاية مصرية ميمونة غير مكبلة بإملاءات واشتراطات أمريكية صهيونية، فخرج إلى الملأ ليعلن بمنتهى وضوح القباحة والوقاحة: إما المفاوضات وما يسمى جزافاً بالسلام مع كيانه الغاصب وإما التقارب والتصالح بين فتح وحماس وإنهاء حالة الانقسام بينهما!!، فبأي منطق هذا الذي يتحدث به النتن ياهو!؟، وبأي حق يشترط ويضع خياريه ذاكما!؟، عن أي خيار للسلام المزعوم ذاك الذي يتحدث عنه، أذاك الخيار الذي كانت قيادة السلطة الفلسطينية قد جربته طويلاً من خلال مفاوضات ثبت عبثها، ودرب تسوية لسنوات طوال اتسعت خلالها الرقعة الجغرافية للكيان الصهيوني من خلال قضم أراضي مدن وقرى الضفة الغربية!؟، وعن أي خيار للسلام المزعوم في ظل مفاوضات جرت برعاية غير نزيهة للوسيط الأمريكى المنحاز دوماً وأبداً للكيان الصهيوني!؟، وأي وقاحة تلك التي ظهرت على نبرة النتن ياهو وهو يشترط ويتوعد، بعدما رأت قيادة السلطة الفلسطينية بأم عينيها حجم التضليل الأمريكي والتسويف والمكر، وما سمعته عن أوباما لمرات ومرات وهو يعلن من على منصة "الايباك" بأن أمن "إسرائيل" من أمن أميركا، وأن من يهدد "إسرائيل" فإنه بالتالي يهدد أميركا، وأن القدس عاصمة أبدية لها، كما وطالب العرب والفلسطينيين بالاعتراف بيهودية ما يسمى بدولة "إسرائيل"، فماذا كانت النتيجة يا ترى!؟. لقد كانت أمام النتن ياهو فرصة تحقيق السلام الحقيقي مع قيادة السلطة الفلسطينية يوم سعت الأخيرة صادقة لهدف تحقيق إقامة دولة فلسطينية من خلال خيار التسوية والمفاوضات، فكانت نتيجة ذاك المسعى فشلا ذريعاً مدوياً – كما توقعها شرفاء أمتنا- نتيجة منطقية لتعنت حكومة يهود وعدم احترامها لأي اتفاقيات كانت قد وقعتها سابقاتها من حكومات يهود من جانب، وللتدليس الذي مارسته إدارات البيت الأبيض الأمريكي وكيلها الدائم بمكيالين مختلفين صب دائماً لصالح الكيان الصهيوني من جانب آخر، هذا ولطالما كان السيد الرئيس عباس قد أبدى امتعاضه الشديد إزاء ذاك الفشل المروع نتيجة عدم مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية وفشل أوباما بأداء دوره الضاغط على الكيان الصهيوني لإنجاح جهود المفاوضات، حيث أشار بمرارة إلى ذلك بقوله وأقتبس "صعدنا معا إلى الشجرة ومن ثم نزل هو وأنزل السلم"، كما وأضاف بأن "أوباما نزل لاحقا عن الشجرة وأسقط السلّم وقال لي: اقفز.. فعل ذلك ثلاث مرات"... انتهى الاقتباس!!. إننا بصدق نأمل بأن تكون قيادة السلطة الفلسطينية قد أدركت أخيراً حجم الخديعة الأمريكية، وظهر لها جلياً عبث ما انساقت إليه في أوسلو وخارطة طريقها التي سارت بها اجتهاداً منها لتحقيق أحلام شعب فلسطين، وأن الفرصة قد باتت سانحة لإنجاح ما أعلن عنه من اعتماد الطرفين للورقة المصرية وتجاوز القضايا العالقة بين الحركتين، وعن تنظيم متزامن لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني فلسطيني وذلك بعد عام من تاريخ توقيع اتفاقية الوفاق الوطني من قبل القوى والفصائل الفلسطينية، وما أعلن عن اتفاق على إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية – إلى حين إعادة بنائها وفقاً لما سيتم التوصل له بين الأطراف المتحاورة- غير قابلة للتعطيل وبالشكل الذي لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية للمنظمة، يحدونا الأمل في ذلك انطلاقاً من إدراك قيادة السلطة الفلسطينية وتلمسها للنتائج والمعطيات التالية: 1. أن خارطة الضفة الغربية قد تغيرت كثيراً منذ الاحتلال الصهيوني لها قبل أكثر من أربعة عقود، حيث تحولت المستوطنات إلى مدن في عمق وخاصرة الضفة، فأصبحت تشكل العقبة الرئيسية في إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا!!. 2. تلك اللعبة الخبيثة التي طالما لعبتها حكومات يهود التي تعاقبت منذ انطلاق أوسلو والمتمثلة بعدم جديتها بعملية ما سمي جزافاً بالسلام، وأنها كانت غير معنية بالمرة بنجاح المفاوضات، فيما راحت تمارس المراوغة في مفاوضات طالما كانت عبثية، وتفننت باستحداث ذرائع ومطالب جديدة بهدف وضع العصي في دواليب عملية ما يسمى بالسلام!!، فيما وقفت دول الغرب عاجزة منبطحة أمام إرادة "إسرائيل" وثبت بطلان وزيف ضماناتها الوهمية، وأن جل ما كان يعني النتن ياهو بالأمس واليوم وغدا إنما يتمثل بإرضاء ناخبيه وإنقاذ تماسك ائتلاف حكومته من الانهيار وتحقيق حلمها بابتلاع ما أمكنها من أرض مدن وقرى الضفة الغربية!!. 3. حقيقة نوايا ومساعي وممارسات أوباما الهادفة لديمومة المفاوضات تلك بأي صورة كانت وذلك من أجل تحقيق نصر يسجل لحساب حزبه في الانتخابات النصفية القادمة، وكيف أنه استخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الصهيوني, وممارسته الضغط على قيادة السلطة لمنعها من طرح مشروع الدولة الفلسطينية عبر أروقة الأمم المتحدة!!. 4. إن أوسلو في حقيقة الأمر لم تكن إلا محطة قد حقق فيها العدو الصهيوني مآربه المتمثلة باتساع رقعته الجغرافية، وأنها كانت خدعة أمريكية بلا ضمانات حقيقية تماماً كما ورد بحديث للشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي جاء فيه وأقتبس نصاً " إن أوسلو لم تكن في حقيقة الأمر إلا اتفاقا أمنيا يفتقر إلى أي أفق سياسي، وكان يظن الموقعون عليها أنهم إذا ما استوفوا الشروط الأمنية التي التزموا بها فستفتح لهم الأبواب نحو الحل السياسي، واعتمدوا في ظنهم هذا على وعود ضبابية وضمانات وهمية أمريكية وأوروبية يمكننا القول أنها كانت مجرد تضليل وخداع انطلى على الموقعين على الاتفاق، ولم تصمد عند الاختبار أمام التعنت الصهيوني"... انتهى الاقتباس!!. 5. أن تشبثها الطويل بخيار التفاوض واعتباره خياراً استراتيجياً تاريخياً لا مناص منه قد فسر من قبل حكومات يهود على أنه ضعف من تلك القيادة مستثمرة إياه بعمليات تجريف الأراضي ومصادرتها واستمرار عمليات الاستيطان!!. لقد كان واضحاً للجميع ومنذ البدء بأن طريق تحرير فلسطين وحلم العودة وإقامة دولة فلسطينية ما كان له أن يتحقق إلا من خلال تحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف والكلمة، فذاك لعمري هو منطق العقل ولا منطق غيره، والجميل في الأمر كله أن كلا الطرفين – السلطة الفلسطينية وفتح من جانب وحماس من جانب آخر- قد ناديا طويلاً وطالبا برأب الصدع وتوحيد الكلمة وإنهاء الصراع والانقسام الفلسطيني، وأن كليهما يدركان بأن تحقيق حلم العودة وإقامة الدولة الفلسطينية لن يتما أبدً في ظل هذا الخلاف والصراع والتناحر، أما الغرابة في الأمر كله فإنه - وبرغم تلك المؤشرات والقناعات التي ذكرناها آنفاً- إلا أن جهود المصالحة ووأد فتنة الاحتراب والشقاق قد تعثرت وباءت جميعها بالفشل الذريع حتى ساعة إعلان الخبر المنوه عنه آنفاً!!. نرفع أكفنا مبتهلين إلى رب العزة والجلال، العزيز القدير، في أن يكون لقاء التصالح الفلسطيني هذا خاتمة أحزان أبناء شعب فلسطين وشرذمة صفه، وأن تتكلل جهود المصالحة الفلسطينية بالنجاح هذه المرة، لاسيما في ظل رعاية مصرية عربية النهج صادقة بعيدة عن ضغوطات أمريكا واشتراطات ومصالح يهود، لتتعانق من جديد الضفة الغربية والقطاع بعد طول فراق قسري، ويتم إعادة بناء البيت الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية لتكون ممثلاً شرعياً ووحيداً تضم جميع الفصائل والقوى الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة. يقول الله تعالى في محكم آياته: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" ( البقرة: 120). سماك العبوشي [email protected] 28 / 4 / 2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل