المحتوى الرئيسى

بالأحرف الأولى كأننا دول صديقة!!بقلم: زياد ابوشاويش

04/28 20:14

بالأحرف الأولى كأننا دول صديقة!! بقلم: زياد ابوشاويش حين قرأت الخبر بصياغته المتضمنة توقيعاً على اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بالأحرف الأولى شعرت بالدهشة وتسابقت تعابير السخرية للخروج من فمي لكني توقفت عن ذلك وبدأت في استرجاع صورة الواقع الفلسطيني على امتداد السنوات الماضية وكيف سطرنا عشرات المقالات نتمنى على هؤلاء الموقعين بالأحرف الأولى أن يخرجونا من المأزق التاريخي الذي وضعونا فيه باقتتالهم على المغانم والنفوذ. في كل حال لدينا اتفاق لابد أن يكتمل فصولاً بالحوار مع باقي الفصائل لإقناعها بالتوقيع بعد أخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار وبعد أن نصفي قلوبنا وعقولنا ونحاول استعادة الثقة فيما بيننا على أرضية ترتبط بكوننا شعب واحد له قضية واحدة ويعاني من ذات الظلم وله نفس العدو. الاتفاق أمر مهم وانجاز كبير بغض النظر عن الدوافع والظروف التي ألزمت أو أرغمت كلا الطرفين على توقيعه بعد تردد وشكوك أهدرت وقتنا وأنهكت قوانا جميعاً. إن كل كلمة كتبت للتحريض على الوحدة وكل صوت ارتفع في هذا السياق، وكل فعل أو تحرك استهدف استعادة لحمتنا الوطنية يستحق اليوم كلمة ثناء بذات القدر الذي نطلب فيه ترسيخ الاتفاق على أرضية المجابهة مع المشروع الأمريكي الصهيوني فوق أرضنا، كما على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني، وتمثيلها لشعبنا في الداخل والخارج بمشاركة الجميع في مؤسساتها عبر انتخابات ديمقراطية. كنا نقول دائماً أن أطرافاً خارجية تعمل على تخريب كل جهد من أجل استعادة وحدتنا الوطنية وأشرنا بهذا الخصوص لكل من أمريكا والعدو الصهيوني، اليوم تطالعنا مواقف أمريكية وإسرائيلية تؤكد ما ذهبنا إليه وتهدد السلطة في رام الله بالويل والثبور إن أكملت مصالحتها مع حماس، وقد سمعنا تصريحات نتنياهو المهينة وبات من الضروري الرد عليه ليس بتصريحات زاجرة ترد له الصاع صاعين، بل بفعل كفاحي يأخذ عدة أشكال تضيق الخناق على الكيان الصهيوني وتضع حكومته العنصرية في أضيق زاوية نستطيع وضعهم فيها. إن وحدتنا الوطنية هي السلاح الأقوى للرد على الصفاقة الأمريكية الصهيونية، وإذا كانت أمريكا تهددنا بقطع معونتها عنا فلا بأس، والكرامة الوطنية واحترام شهدائنا تلزمنا بالبحث عن تمويل يحفظ حرية قرارنا السياسي، والأجدر بنا أن نعتمد على أنفسنا وأشقائنا. اليوم بات ملحاً الشروع في تجهيز الأرضية السليمة لتطبيق الاتفاق وجعله أسلوباً لا رجعة عنه أو انقلاباً عليه لعملية تصالحية وإصلاحية تعيد لشعبنا المكافح صورته المشرقة بين أشقائه وحلفائه وأصدقائه، وفي كل بقاع الدنيا. لن يكون هناك برنامجاً وطنياً دون مضمون يحدد طبيعة المرحلة ووسائل انجاز أهدافها في طريق تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ودون أن يكون برنامجاً مضاداً بشكل مطلق لكل السياسة الإسرائيلية الاحتلالية ونقيضاً لمشروعها في الأرض المحتلة وعموم المنطقة العربية. إن القضايا الإجرائية والاتفاق على التفاصيل لن تأخذ وقتاً طويلاً أو هكذا يفترض لنبدأ مباشرة في إعادة تأسيس الحياة السياسية والنضالية للشعب الفلسطيني بكل مكوناته المجتمعية والفكرية. إن إعادة الروح للمقاومة في ظل التغيرات النوعية الجارية في المنطقة سيكون منسجماً مع تطلعات الشعوب العربية المنتفضة من أجل الحرية والكرامة، كما سيجعل أي مواجهة مع العدو سواء كانت عسكرية أو سياسية أقل خطراً وأفضل نتائجاً من الفترة السابقة ومن عملية "السلام" الأمريكية التي انخرطنا بها وتسببت في تمزيق وحدتنا. يبقى أن تعيد كافة الأطراف وخاصة فتح وحماس النظر في تكتيكها السابق وفي كل تصرفاتها وبرامجها، وتدرس بشكل جدي وعميق الأسباب التي أوصلتنا إلى ما كنا فيه من انقسام وحقد. ليس هذا فحسب بل على قوى اليسار الديمقراطية أن تفكر ملياً في مستقبل عملها وقدرتها على لملمة صفوفها وتوحدها لتعود كما كانت ذات يوم ضمانة للبرنامج الوطني بعيداً عن الاستئثار والمصالح الفئوية، ومقاومة أي محاصصة تفرغ كل الجهد الوطني من مضمونه الثوري. يبقى أخيراً التذكير لمن يعنيهم الأمر أن التوقيع بالأحرف الأولى يكون عادة لمعاهدات أو اتفاقيات أو بيانات يتم الاتفاق عليها بين جهات مختلفة، والأفضل أن نبدأ باستخدام تعابير تنسجم مع مرحلة التحرر الوطني والمقاومة ضد العدو من الآن، وكم أشعر بالامتعاض حين تتم مخاطبة أحد المسؤولين الفلسطينيين بتعابير مثل معاليك وعطوفتك بدل كلمة أخ أو رفيق. اتفقنا وتصالحنا فدعونا نعود للينابيع وحين نحرر وطننا نقول ما نريد. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل