المحتوى الرئيسى

تحليل- حكام دول الخليج قلقون من التغيرات السياسية في مصر

04/28 13:16

دبي (رويترز) - خلال مؤتمر عقد في الاونة الاخيرة بابو ظبي عبر أحد مساعدي ولي عهد دولة الامارات العربية المتحدة عن خيبة أمله لسقوط حليف رئيسي اعتقد حكام دول الخليج ذات يوم أن أقدامه راسخة في الحكم بقدر رسوخ أقدامهم.وقال المساعد لرويترز في اشارة للاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك "كيف يفعلون هذا به.. كان الاب الروحي للشرق الاوسط. كان رجلا حكيما قاد المنطقة دوما... لم نكن نريد أن نراه يخرج بهذه الطريقة. نعم الشعب يريد الديمقراطية لكن ليس بهذه الطريقة. هذا أمر مهين."لكن حاكم الامس القوي أصبح دكتاتور اليوم الساقط.وتمت الاطاحة بمبارك بعد احتجاجات شعبية استمرت ثلاثة أسابيع وفاجأت حلفاءه. ويواجه مبارك الان المحاكمة بتهم اساءة استغلال النفوذ لتحقيق ثروات واصدار أوامر للشرطة بفتح النار على المحتجين الذين أطاحوا به قبل 76 يوما.وعلى مدى ايام حملت الصحف الخليجية تعليقات قلقة عن سقوط مبارك وكتب خلف الحبتور وهو عميد عائلة تجارية كبيرة في دبي في مقال بصحيفة جلف نيوز الاسبوع الماضي "هناك خطر حقيقي جدا من أن يدمر حكم الغوغاء سمعة مصر واستقرارها واقتصادها."ولم يكن مبارك صديقا لحكام دول الخليج وحسب بل لعب ايضا دورا حيويا في صياغة السياسة العربية خلال العقود الثلاثة التي قضاها في الحكم ووضع المعايير لنهج الدول العربية تجاه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وقدم للسعودية ودول الخليج دعما قويا في حربها الباردة مع ايران.وقال شادي حامد المحلل بمركز بروكينجز في قطر "لا شك أن السعوديين قلقون جدا بشأن التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية المصرية. مصر غيرت بالفعل سياستها الخارجية خلال فترة قصيرة من الزمن."وسمح المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يحكم مصر بعبور سفينتين حربيتين ايرانيتين قناة السويس في فبراير شباط على الرغم من اعتراضات صريحة من اسرائيل واستياء واشنطن في مؤشر على أن مصر الجديدة تريد أن تلعب بمجموعة مختلفة من القواعد.وقال وزير الخارجية المصري الجديد نبيل العربي هذا الشهر ان مصر مستعدة لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع ايران والتي قطعت بعد قيام الجمهورية الاسلامية بقليل في وقت كانت فيه مصر تمضي قدما في ابرام معاهدة سلام مع اسرائيل.وتعتزم مصر محاكمة سبعة مسؤولين بينهم وزير سابق للبترول بشأن مبيعات الغاز بأسعار منخفضة لاسرائيل والتي أثارت جدلا واسعا. وسهلت مصر بعد مبارك تحرك الفلسطينيين من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) عبر حدودها مع غزة.وكل هذه مؤشرات تحيد عن السياسة التي تناغمت بشدة مع الروح الموالية للغرب التي ميزت السياسة الخارجية في معظم العواصم الخليجية لعشرات السنين.وقال تيد كاراسيك المحلل في شؤون الدفاع المقيم في دبي "صناع السياسة في الخليج يشعرون بالقلق من تسلل ايران الى مصر."وأضاف "السعودية تسعى الى استعادة ثقلها في المنطقة وتقوم بهذا بأسلوب حازم جدا. انها لا تريد أن ترى مصر تمحو اي مكاسب سعودية."وتستضيف السعودية الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بعد أن أطاحت به انتفاضة شعبية في يناير كانون الثاني وتبنت نهجا قويا في مواجهة التهديدات المحتملة من جراء الاضطرابات في الخليج.وأرسلت السعودية والامارات قوات الى البحرين الشهر الماضي للمساعدة في اخماد حركة الاحتجاجات الداعية للديمقراطية التي قادتها الاغلبية الشيعية والتي تعتبرها النخبة السنية الحاكمة عرضة للتأثر بالنفوذ الايراني.وساعدت الرياض ايضا في جمع مساعدات قدرها 20 مليار دولار من كبار منتجي النفط بالخليج لمساعدة البحرين وسلطنة عمان في اخماد الاحتجاجات.وأكدت ايران البالغ عدد سكانها اكثر من 70 مليون نسمة فيما يبدو مخاوف حكام الخليج حين اشتكت للامم المتحدة من "الغزو" السعودي للبحرين الدولة الصغيرة التي زعمت السيادة عليها يوما.وخلال جولة خليجية هذا الاسبوع تبنى رئيس الوزراء المصري عصام شرف نهجا تصالحيا بشأن أمن الخليج الذي وصفه بانه "حائط أحمر" لكنه دافع عما وصفها بأنها "صفحة جديدة."وقال شرف عقب لقائه بالعاهل السعودي الملك عبد الله الذي أغدق 130 مليار دولار على السعوديين لتشجيعهم على عدم اثارة المطالب الداعية للديمقراطية "نحن بدأنا صفحة جديدة تخلو من أي شيء كان مبنيا على أساس شخصنة الامور. ايران مثلها مثل غيرها من الدول لكن عندما يتعلق الامر بأمن الخليج فان أمن الخليج جزء من الامن القومي المصري."وأضاف "أمن الخليج ليس فقط خطا أحمر بل هو حائط أحمر ناهيك عن العلاقات التاريخية والدينية والانسانية بيننا وبين دول الخليج."لكنه ايضا دافع عن الديمقراطية وعن محاكمة مبارك قائلا "بدأنا طريقا ذا اتجاه واحد للديمقراطية ولا رجوع عنه... نحن نحاول طلوع السلمة الاولى في دولة القانون ولا أحد فوق القانون أيا كان."وتشمل جولة شرف الخليجية الامارات وقطر والتي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها حجبت النفوذ المصري من خلال قناة الجزيرة الفضائية وعن طريق فتح قنوات مع حركة حماس وحزب الله اللبناني وايران وكلهم حلفاء مناهضون للميل للولايات المتحدة في المنطقة.وقد يوفر احتياج مصر للمساعدات المالية فرصة لدول الخليج للتأثير على اتجاه سياساتها.وتحتاج مصر الى قروض تصل قيمتها الى عشرة مليارات دولار لانها تتوقع أن يصل العجز في ميزانيتها الى تسعة في المئة في العام المالي الحالي. وقال شرف يوم الثلاثاء انه يأمل أن تقدم الكويت أو دول خليجية أخرى المزيد من المساعدات السنوية.وقال للصحفيين ان الحصول على المال من الاصدقاء افضل من الحصول عليه من صندوق النقد الدولي.ونفى شرف ايضا توتر العلاقات مع الامارات بشأن التأشيرات للمغتربين المصريين الذين يعمل الملايين منهم في الخليج.وبدأت البحرين تطرد اللبنانيين ثأرا فيما يبدو لانتقاد حزب الله للحملة التي شنتها على الشيعة.وقال حامد من مركز بروكينجز في قطر "مصر لا تريد أن تبعد دول الخليج كثيرا. تستطيع الاستفادة بشدة من المساعدة المالية في وقت عصيب."من اندرو هاموند(شاركت في التغطية امنة بكر ومروة رشاد وايمان جمعة)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل