المحتوى الرئيسى

بطة حكومتنا العرجاء

04/28 12:38

في الولايات المتحدة يصفون ادارة الرئيس الأمريكي في السنة الأخيرة لولايته بالبطة العرجاء حيث يكون مغلول اليد وغير مطلق السراح لاتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية وتشريعية مهمة ربما تؤثر نتيجتها علي من يخلفه في البيت الأبيض ومع اقتراب انتهاء مدة الولاية يصبح الرئيس في وضع من يسير أعماله يوما بيوم.البطة العرجاء مصطلح يمكن أن نطلقه أيضا علي حكومات تسيير الأعمال ومنها حكومة د.عصام شرف الحالية..والمعني أن شرف وأعضاء حكومته من المفترض بداهة علمهم بأنهم يسيرون أعمال البلاد والعباد لمدة شهور قليلة قادمة لاتتجاوز خمسة أشهر علي أقصي تقدير..وتحديدا بعد اعلان نتيجة انتخابات مجلس الشعب في ستمبر القادم حيث سيتولي الحزب الفائز تشكيل الحكومة الجديدة.وإذا كان الأمر كذلك فإنه لاينبغي لحكومة شرف أو أحد من أعضائها أن يتوغل بقدميه في قضايا معقدة سوف يستلزم الدخول فيها اتخاذ عدد من القرارات الكبيرة والمؤثرة والمهمة والتي ربما تزيد الأحوال تعقيدا أمام الحكومة القادمة.ننتقل من العموميات الي التفاصيل وسأقدم لك عدة نماذج لبعض تلك القضايا التي قررت حكومة شرف الدخول فيها:1-قضية الأجور:حيث أعلنت الحكومة علي لسان رئيسها دراسة تلك القضية المهمة التي تمس غالبية بيوت المصريين لكنها وكما تعلم فهي قضية مجتمعية قبل أن تكون اقتصادية في المقام الأول وينبغي دراستها من كافة الأوجه..مما يعني أن بضعة شهور –هي عمر حكومة شرف- لاتكفي لانجازها..فلماذا إذن قررت حكومتنا الإدلاء بدلوها في تلك القضية.2-عجز الموازنة:نعلم جميعا أن الاقتصاد المصري قد تأثر-وسوف يتأثر-كثيرا جراء الأحداث التي جرت في مصر خلال الشهور الأخيرة..ونعلم أيضا أن الموازنة العامة تعاني عجزا مزمنا وكنا نتصور أن وزير المالية الحالي د.سمير رضوان سوف يبحث عن مصادر تمويل عاجلة تكفي وزارته الشهور الخمس القادمة لكنه أعلن عن رغبة وزارته في اقتراض ثمانية مليارات دولار –حتة واحدة-من المؤسسات المالية الدولية..وهو مبلغ ضخم يقترب من الخمسين مليار جنيه وسوف يكون علي الحكومة القادمة سداد أقساطه كما أن الشعب سوف يتحمل مغبة هذا القرار..فلماذا أيضا قرر وزير المالية توريطنا بهذا القرار.3-السياسة الخارجية:نعلم أن سياسة مصر الخارجية أثناء حكم الرئيس السابق انعكست سلبا علي مصر ومكانتها مثل علاقة مصر بدول حوض النيل وبقية العمق الأفريقي وكذلك علاقتنا بايران..ومعالجة تلك الملفات يحتاج أفق ورؤية أمام صانع القرار لسياسة مصر الخارجية في الحكومة المنتخبة القادمة وكذلك الرئيس الجديد لكن حكومة شرف ووزير الخارجية الحالي دخلوا عبر تصريحاتهم في تلك الملفات بدلا من أن تكون مهمتهم فقط هي نقل صورة صادقة لما يجري في مصر حاليا للخارج.عندي أمثلة كثيرة في سياق القرارات والسياسات التي تتبعها حكومة شرف والتي تنقلها من وصف حكومة تسيير الأعمال الي حكومة منتخبة لمدة خمس سنوات ومن ثم ربما لايرغب شرف وحكومته وصف البطة العرجاء علي حكومته ويفضل لقب (الحصان الجامح).ظني أن الملفين المهمين اللذين كان –ولايزال- ينبغي علي حكومة شرف انجازهما خلال المدة المتبقية للحكومة الحالية هما استعادة الأمن ثم تهيئة المناخ الاقتصادي ودوران عجلة الانتاج..لكن ربما للحكومة الحالية وجهة نظر أخري لانعلمها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل