المحتوى الرئيسى

مسلم أم مسيحى؟: ليس هذا هو السؤال

04/28 08:15

طالبنى القارئ أحمد مبارك تعليقاً على قولى إن الحجاب مبالغة فى التحشم، ولكنه حرية شخصية مثل إطلاق اللحية، بأن أعتذر للمسلمين إذا كنت مسيحياً، أو أعلن توبتى إن كنت مسلماً «وإلا فأبشر بغضب من الله»!. اسمى الذى عرفت به كصحفى يمكن أن يكون لمسلم أو مسيحى، ولكن من المؤسف ألا تدل كتابتى على دينى عند أحمد مبارك لأن دين كل إنسان جزء من ثقافته، وثقافة كل كاتب تتضح من كتاباته. أقول للقارئ فقط إنه لا يحق لمخلوق أن يتحدث باسم الخالق، ويقرر متى يغضب سبحانه وتعالى، ومتى يرضى، وهناك خمسة شروط للمسلم ليس من بينها أى شرط يتعلق بالأزياء أو حلاقة الشعر، كما أن القرآن الكريم يجعل رحمة الله واسعة، وفيه بالنص أنه يغفر كل الذنوب إلا الشرك به. وأغلب الناس يتصورون أن عدم الشرك بالله ترديد أنه لا شريك له، ولكن عدم الشرك هو الامتحان الأكبر للإنسان لأنه يعنى ألا تخاف من الحاكم ولا تخاف من الفقر أو المرض، ولا تخاف من أى شىء إذا كنت مؤمناً حقاً بأنه لا شريك للخالق. ألتمس العذر من أستاذى فؤاد زكريا فى العالم الآخر والذى لا شك حلقت روحه فى ميدان التحرير أثناء الثورة، فقد تعلمت منه أن الحوار مع المتطرفين الدينيين من أى دين يجب أن يكون من خارج دائرة الدين، أى لا يأتونك بآية فترد عليهم بأخرى، ولكن يا أستاذى إنهم الآن يسعون إلى تدمير الثورة ويستغلون تدين الشعب المصرى الضارب فى التاريخ، وذلك لأغراض سياسية بحتة، ولا علاقة لها بأى دين، ولابد من إيضاح هذا الأمر بقدر ما يستطيع كل فرد، دفاعاً عن مصر الوطن ومصر الثورة بل ودفاعاً عن الدين. المصريون المسلمون يا أحمد مبارك لم يؤمنوا بالإسلام مع بث الفضائيات المسماة «دينية» منذ عشرين سنة، وإنما آمن أغلبهم بالإسلام منذ ألف وأربعمائة سنة ويزيد. ولم يكن إيمانهم خشية سيوف عمرو بن العاص مع بداية الغزوات الإسلامية بعد وفاة الرسول، وإنما لأنهم عرفوا منطق التوحيد قبل الأديان السماوية الثلاثة، ولأنهم وجدوا الله سبحانه فى القرآن الكريم يقول لرسول الإسلام ما عليك إلا البلاغ، ووجدوا الرسول عليه الصلاة والسلام يخضع لأمر ربه، ولم يرسل إليهم جيوشاً، ولم يرفع سيفه إلا دفاعاً عن النفس وعن المسلمين الأوائل داخل حدود بلاده. ووجدوا رسول الإسلام تزوج من صفية اليهودية ومن ماريا القبطية، ووجدوا القرآن يقر بالميلاد العذراوى للمسيح، ويعتبر مريم أطهر نساء العالمين، أى عالمنا والعالم الآخر. ليس السؤال: «مسيحى أم مسلم»؟، وإنما «مصرى أم غير مصرى؟». [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل