المحتوى الرئيسى

جدارية على أسوار بغداد فاطمة الخليل

04/27 19:54

من كلكامش ... الى صدام خليفة العيثاوي : مرثية اورك لم يقتلوك بل اردوا قتل الحلم فينا تنتظرك الصغيرات من اليتامى في مدرسة الايتام اللواتي كنت لهن ابا واما واخا ، تنتظرك تلك المراة الطاعنة في السن التي كنا نسميها عجوز الهندية ، تلك العجوز التي طرقت باب بيتها المتواضع في شهر رمضان عند الفجر ، التي افقدتها الحياة كل شيء فكنت لها بلسما ودواء ، لازلنا نعيش تلك اللحظات ، حين طرقت بابها أجابت بصوت حزين شجي يميل الى الاسى... من في الباب ؟؟؟ من ياترى سيسأل عني في هذا الليل ؟؟؟ هل من احد يستذكرني ، ياترى ؟؟ فجاء صوتك الحنون ،، انا ابنك ،، انا صدام اااااااااااااااااااااااااااااااه ياقاهر الجبابرة ......... اين انت ياكلكامش العصر ؟؟؟ لازالت تلك العجوز الفلسطينية التي كانت تحمل مفتاح بيتها القديم في داخل اسوار القدس ، ذلك المفتاح الذي تعلقه في عنقها منذ طفولتها وهجرتها الاولى ،، تنتقل في المنافي وتنسى كل شيء إلا ذلك المفتاح الذي صار جزءا منها لانه كل ذاكرتها ، ولكنها يوم قابلتك نزعت المفتاح من عنقها ، نزعت ذاكرتها وحلمها وامالها ، والبسته لك امانة في عنقك ، سيدي الكريم ورفيق دربي : تلك العجوز الان تعيش اخر ايامها ، ولكنها ترفض ان تموت قبل ان تراك ياكلكامش ، فأين انت ياكلكامش ؟؟؟ هي عجوز في النزع الاخير ولكنها لن تسلم الروح قبل ان يعود كلكامش ليخبرها مصير مفتاح بيتها . جدارية على أسوار بغداد ولن يموت كلكامش العصر , لأنه في كل ميلاد له ينتفض ويثور . مهداة إلى أخي خليفة العيثاوي الذي علمني كيف يكون الوفاء قيمة دونها كل القيم , وكيف يكون الشموخ قمة دونها كل القمم . حنظلة الأبابيل المهاجر يا كلكامش أيها العابر فينا كما الخيال , لازال كثير منا يبحث في خيالاتك عن جذوة أخرى , قرب المغيب .. قرب السور هناك .. قرب معبر أو جدار ينوء بحثاً عن الخلود بعيداً عن الغزاة . سطر فينا كلكامش ذاكرة أخرى , وأشرعها للميلاد والأماني , حيث لازالت ذاكرتنا مفتوحة على الأحزان والغياب , وصهوات حلم صار رهن الهزيمة , ومع هذا فلازال المشردون يحملونك أغنيات لانتصارات قديمة على ثغر البراءة , أبحرت في ذاكرة طفلة وعجوز غادرت بهما الأحلام والأماني , وأيقنتا أنهما في كل جرح فينا .. في كل أمل أو يراع , إلى وطنهما سوف تعودان .. سوف تعودان , مع الفجر الذي أنداح على براري بغداد وأسوارها قبيل قدوم التتار .. أنداح في خيالات الفقراء حصاداً وميلاداً . ولازال تموز رهن الليالي , يبحث عن فصل جديد يعيد للحلم جناحيه .. ولكلكامش فينا أشواق الخلود . في السطور .. في المشاهد .. في أساطير بعيدة تتحدث عن كلكامش فينا .. عن خيول أتعبتها الأماني وخطوات السفر , وغفت تحلم أن يعود كلكامش , كي يدرك أن الخلود تحمله أشواق المتعبين , من حلم راح يكبر كي يغتال فينا الجراح والأشواك في دروب الحالمين . كلكامش مر منذ عصور , ولازالت الصور والنقوش تمر ببابل كي تصنع جدارية للحياة والخلود , بحثاً عن ميلاد جديد كان هنا , وجنين أتعب المغول وهو يسجل انتصاره الأخير ثم الخلود قرب المقابر .. قرب أسوار القدس القديمة لازال الغزاة يغتالون الأجنة لأنها تحلم أن تولد وتكون , يغتالون أشواقنا , وفي أحلامنا كل حين يعبثون , وهل من بعث جديد يعيد لكلكامش جناحين لأسطورة أخرى ؟؟؟!!! مرت بنا خطى الراحلين نحو الفيافي , تحمل جناحين من انتصار وأماني , فهل ستعود فينا كلكامش ذات نهار لتدك حصون التتار , ويعود النخيل شامخاً كما الجبال .. كما الضفاف ؟؟؟!!! قرب ثغور القدس ويافا كل يوم التتار يعبرون , وليس من يرفع الآذان وينادي براية انتصار وليد , لأننا منذ قرون ودعنا زمن الانتصارات والأساطير , وأصبحت ذاكرتنا ضائعة شريدة , تبحث عن أبطال من أوراق ودمى بكل جراحي لا تبالي . كلكامش سطر هنا نقوش خيالات .. سطر لنا جدارية أخرى تحمل أشواق المتعبين الحالمين تحت ظلال الخيام الممزقة - رغم الغدر ووحشة الطريق ومخلب كلب التتار وهم لازالوا في الحصار – يحلمون أن يولدوا من جديد في غد ليس ببعيد .. يحلمون أن يولدوا طيور أبابيل كي يرجموا أبرهة العصر الجديد . لا لن تموت البراري .. لن تموت المآذن في عينيّ كل طفل يقاتل .. لن تموت المنابر والقباب , هي مسيرة أخرى للميلاد والحضور , وفي غد سيقامر الأطفال بأعمارهم .. بابتسامة البراءة على شفاههم .. بقبس من مغاني فوق الحقول والبيادر .. فوق القباب .. فوق المقابر , كل بدمه المباح يقامر ليسطر أسطورة أخرى للحياة .. للحياة . لا لن تموت الجراح في المآقي , ولا الحروف بين سطر ويراع , فكل يقامر , كي تولد من دمه جذوة أخرى لكلكامش وصدام قرب أسوار بغداد . مر التتار .. رحل التتار , ولازال الشهيد مسربلاً بالميلاد والخلود فأنى له أن يموت .. أنى له أن يموت , وهو يرفض كي حين أن يغادر الأشواق والقلوب ؟؟!! لأنه كل حجر في بغداد يقاتل .. وكل طفل بدمه يقامر .. وكل نقش على أسوار بغداد يناور .. وكل جدارية تبحث لها عن جناحين من ميلاد وشهادة . فدعوا الشهيد مسربلاً بالأشواق والأماني .. دعوه في علياءه , فلكل الشهداء فينا مقاماً جليلاً , فعودوا يا يباب العصور إلى العتمات والجحور كما الأفاعي , فقد مر اليوم قبس ميلاد بأوطاني , فقتلتموه لكنكم لم تعرفوا أن الشهيد كما الحلم فينا لا يموت .. لا يموت . عودا إلى جحوركم فقد أوشك الصباح أن يسطر لنا الميلاد الجديد , ولن يموت فينا الشهيد بعد الشهيد , لأنه في كل وطن شامخ سوف يحيا ويعيش , في كل انتصار لنا وليد سوف يحيا ويعيش , ولن تقتلوا الفجر ولا أغاريد العيد قرب بابي , لأنني منذ اليوم سأطلق الجناحين وعلى كل التتار سوف أثور .. سوف أثور . هي بقايا لم يقامر بها بعد الغزاة , لأنها وحي صبح من أشواقي ودمي .. وذاكرة حنين لغدي , هذا دمي المصلوب هناك يخاطب فيكم الوحي والمسرى , لأنكم كي حين أنبياءكم تقتلون , ليظل إبراهيم غريبا , يحمل أشواق السماء وديناً جديداً , لكنكم كل حين إياه ترجمون . دعوا الشهيد مسربلا بأشواقه .. دعوا الطفل يقامر بكل ما لديه , فلن يموت عاشق عرف كيف يولد الحر وهو يصلب دمه قرب أسوار بغداد ٍ, ليعود كما كلكامش وهو يحتضن جراحه قبيل الغياب , عشبة شهادة وخلود , وسور من بعد سور , سنعرف كيف نرتل آيات الوحي والخلود , وستصدح بعد وقت المآذن في بغداد والقدس , لتعلن لكل عاشق وثائر قيامة لمحمد وللمسيح , وصدام فينا لن يموت .. لن يموت , وهل يموت حلم كان طي الحنايا والصدور , سيظل ميلاداً لنا كل صبح فينا يثور .. كل صبح فينا يثور . كتائب الفتح المبين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل