المحتوى الرئيسى

من كانت مصلحته في الإنقسام ، نهايته جحيم الشعب بقلم:زياد مشهور مبسلط

04/27 17:47

لن أتحدث هنا كمؤسس ومفوض إعلامي رسمي لمبادرة المثقفين العرب المساندة للحراك الشعبي الفلسطيني لإنهاء الإنقسام الفلسطيني والإحتلال الإسرائيلي ، بل سيكون حديثي من خلال هذه النافذة ترجمة ً صادقة ً لإحساس المواطن الفلسطيني العادي بمرارة الألم وتراكم المعاناة كما ً وكيفا ً ؛ من المفارقات الغريبة والعجيبة أن شعبنا الذي علّم كافة الشعوب المعاصرة الثورات والإنتفاضات والنضال بكافة أشكاله السلمية والمسلحة بطاقة عالية من الصبر وبعزيمة وإرادة لاتعرف الكلل والملل هو الشعب ذاته الذي مازال يناشد أطراف الإنقسام أن تنهي هذا السلوك المدمّر وطنيا وإنسانيا وإقتصاديا ونفسيا وإجتماعيا في الوقت الذي تهب فيه شعوب تنادي بإسقاط أنظمتها ومحاكمة الفاسدين ؛ الغريب والعجيب يكمن في عدة أسباب من أهمها أن شعبنا الفلسطيني ليس عاجزا ً عن تفجير ثورات وإنتفاضات ، وحراكه السلمي الهادىء لايكمن في أسباب ضعف أو خوف ، بل هو وعي هذا الشعب بأهمية وضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة كل التحديات ؛ والوحدة الوطنية المنشودة هي وحدة الأخ وأخيه ؛ فكيف ، والحال هكذا ، يستطيع المواطن أن يفكر بشكل آخر من أشكال الإحتجاج والرفض الكلي لهذا الإنقسام ؛ فلو حدث – لاسمح الله – مالم ُيحمد عقباه ستكون النتائج وخيمة مدمرة لا يستطيع المراقب والمتابع أن يتنبأ بها ولا يجزم بطبيعة نهايتها وإنعكاساتها على مستقبل هذا الشعب وقضيته ؛ لذا ، وعلى ضوء هذه القراءة ، لم يكن موقف الشعب حتى اللحظة يعبّر عن ضعف أو خوف بل هو الوعي بذاته ، ولكن ، وكما ُيقال ( إنما للصبر حدود ) ؛ فهل سيبقى الشعب بكامل وعيه وجلده وصبره الى أن يشاء الله ، وهل يعتقد المستفيدون من حالة الإنقسام أن بمقدورهم إبقاء الوضع على ماهو عليه الى مالا نهاية ؟؟ لايوجد عاقل على الأرض يعتقد أن الصبر لاينفذ وأن الحليم لايغضب وأن المماطل سيبقى يمارس لعبته بنجاح أو على الأقل بدهاء ، ولا يوجد فاسد ، مهما طال الزمن أو قصر ، يستطيع أن يتمادى في فساده دون حسيب أو رقيب . إذن ، على من يظنون أو يوهمون أنفسهم أنهم قادرون على إبقاء الإنقسام على حاله يتحملون كامل المسئولية أمام الشعب الفلسطيني ، ونهايتهم حتيمة ، لكنها الى جحيم الشعب .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل