المحتوى الرئيسى

مَنْ خيّال بلدى؟

04/27 08:07

هل تراها انتهت تأشيرة حلم اليمامة؟ وهل للحلم تأشيرة كتلك التى فرضتها الأنظمة لدخول أوطاننا؟ وهل ترانى أستطيع تمديدها من قنصلية (القدر)؟ ربما «نعم» وربما «لا»، وربما ما أكتبه اليوم لا يعدو سوى تهيؤات وهلْوَسات ما هى إلا إفراز مهدّئات ومسكّنات ونشوة إحساس بمقال ما قبل الرحيل، خاصة لكاتبة تجد فى الورقة بساطاً سحرياً يسافر بها إلى ما تحب.. مقْوده قلم وحروفه نجيمات.. يَرى ولا تُُرى منه غير ومضات..  تنسحب من جسدها روح شفافة تجتاز أسوار اللاممكن.. تخترق جدران المشفى الجليدى وهمهمات الأنين وضجيج همس ملائكى كأنه مطارق تهوى على رأس أتعبه سر الساعة الخامسة والعشرين الخارجة عن الزمن والفصل الخامس الخارج عن الفصول.. لم تكن تلك مقدمة سوداوية الحروف والمعنى جاءت من خيال، بل واقع أعيشه اليوم وصراع متكافئ بين قدر عادل فى تنفيذ ما حُفر عليه من خُطى إجبارية، وبين مقدرة إيمانية على تقبل ذلك والسير على خطاه.. صراع بين أحلام وكوابيس، أمل ويأس، وبقاء من أجل من تحب لا من أجل ما تحب.. ابتلاءات مذابة فى كأس رضا وإيمان.. نشوتها دروس وعبرة وإعادة نظر بما فات وما هو آت، اختبار لآدمية وإنسانية بشر عراة النفوس تشف عن نوايا.. كغربال تختلط فيه حبات ذهب وشوائب تغربلها يد الحقيقة لتتساقط الشوائب ويستقر الذهب فى عليائه.. إيمان مطلق بوجود الخالق حين ترى حبه لمن ابتلاه متجسدا فى دمعة غريب، ودعوة قريب، ولمسة مُحب، وبرّ أبناء، ووفاء أصدقاء، وهكذا (تتأكد مقولة من يحبه الله يحبب فيه خلقه)..  هذا ما اكتسبته والحمد لله، وهذا ما جعلنى أكتب مقالى اليوم قبل أربعة أيام من موعده على الرغم من إصرار الجميع من أطباء ومقربين على الاعتذار عنه هذا الأسبوع.. بينما ينتصر إصرارى على كتابته حتى وإن كان جملتين أبعثهما لقارئى على حبل حريرى.. خيوطه حب.. وألوانه طيف يتخايل بين سحابة يومى القاتم المتسمر بين قطار ورصيف.. وبين إشراقة شمس الحياة فى عين ميلاد جديد.. حبل حريرى يلفّنى بالأمل والثقة والإيمان، يجعل لمفردتى معنى ودفئا يشع من شرايين أتعبها العطاء وكأنها تربة بكر يرويها غيث شتاء ورذاذ خريف، فإن توقّف تكلست وأصابها جدب وقحط..  وما جراحة قلبى فى الغد إلا صلاة استسقاء إلى الله أن يبعث بغيثه مدرارا لتكملة مسيرة الحب والعطاء كأمنيتى فى أن يرسل سحابات الخير على مصر وأمتى، تأخذها إلى عالم أمان ورفعة وتيسير ولاة أمور أكفاء لحمل مسؤولية شعوب وأوطان تنتظر منهم الكثير.. فكل بلاد من أمتى أراها مُهرة أصيلة لا يستحقها سوى خيال أصيل.. لا عبد لأيديولوجيات حزبية واستراتيجيات وأجندات خارجية.. ولا على من يطمح للرئاسة إلا أن يعتكف لأيام فى خلوة مغلقة النوافذ والأبواب، ويعرّى ذاته أمام مرآة الضمير.. يحمل ميزان عدل وتجرد يضع فى إحدى كفتيه وطنه، وعلى الكفة الأخرى حزبه وطائفته وجماعته، ويرى أى الكفتين سترجح؟  إن كانت كفة الوطن فليتقدم والله والمخلصون معه وإن كانت غير هذا فبئس القرار ذلك.. فلا الحزب ولا الطائفة ولا الكاريزما ولا الكلام المنمق ولا شراء الأصوات ستعلو على برنامج وطنى وقومى هدفه مصلحة وطن ومواطن، أساسه تغيير وتصحيح وتطهير مسارات استبداد ولصوصية ومحترفين صاروا أساتذة لـ(مسجلى خطر وإجرام) سواء فى السرقة أو القتل أو الترويع.. مَنْ يصلح لقيادة الوطن هو ذلك الخيّال الفارس الذى يضع المصلحة العامة أمانة فى عنقه وراية الوطن وشاحاً يسلمه لمن بعده من قافلة الخّيالة والفرسان دون تحريف دستور وديمومة رئاسة.. قائد يعمل لخدمة شعب ووطن.. لا طاغوت وإله حديدى لابد له من الانصهار فى بركان الثورات ولو بعد حين. (عذراً لو أهديتكم آلامى، فكل شهقة وجع هى وردة أريجها شوق للقائكم).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل