مجلس الأمن يفشل فى إدانة سوريا

فشل مجلس الأمن الدولى، مساء أمس، فى إصدار بيان يدين فيه أعمال العنف فى سوريا، ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن مجددا إلا أن هناك مؤشرات قوية بأن روسيا تشكل العقبة الأساسية لاعتماد هذا البيان. ولم تكن روسيا الوحيدة التى تعمل على إجهاض القرار الدولى بإدانة سوريا الغريم التقليدى للولايات المتحدة وإسرائيل بل إن الصين أيضا أعلنت على لسان مندوبها فى مجلس الأمن أنها تؤيد الحلول السلمية فى هذا الشأن. وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال اقترحت اجتماع مجلس الأمن واستصدار قرار بإدانة النظام السورى لقمعه المحتجين ضده. من جهته رفض المندوب السورى لدى الأمم المتحدة بشار الجعفرى أى فكرة بإجراء تحقيق دولى، وقال "سنجرى التحقيق بأنفسنا بكل شفافية، ليس لدينا شىء نخفيه"، مضيفاً، نأسف لما يحصل، لكن عليكم أن تعلموا أن هذه الاضطرابات والقلاقل فى بعض من جوانبها تخفى نوايا مبيتة، بهدف زعزعة استقرار سوريا. وأضاف الجعفرى، أن جميع القتلى الذين يسقطون فى سوريا سيعاملون بصفة "شهداء" وسيحصل أطفالهم على تعليم مجانى. وفى تطور سريع لأحداث سوريا، استدعت الخارجية الفرنسية اليوم، السفيرة السورية فى باريس لتكرار المطالبة بوقف دمشق استخدام القوة العسكرية ضد الاحتجاجات السياسية. وقال المتحدث باسم الخارجية "بيرنار فاليرو" لوكالة فرانس برس إن السفيرة لميا شكور التقت مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسى ألان جوبيه، لتذكيرها بإدانتنا للقمع المتفاقم ومطلبنا بإنهاء استخدام القوة ضد السكان بأسرع ما يمكن وبالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن قلقه المتنامى حيال قمع المتظاهرين فى سوريا، وخصوصا استخدام قوات الأمن للدبابات وإطلاقها الرصاص الحى، مشيراً إلى أنه من واجب السلطات السورية أن تحمى المدنيين وتحترم القواعد الدولية فى مجال حقوق الإنسان. بدورها نددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، بالعنف الوحشى المستخدم من الحكومة السورية ضد شعبها، مضيفة، أنه بدل من أن يستمع بشار إلى شعبه، يلقى الأسد بشكل ماكر باللوم على الخارج، ساعيا فى الوقت عينه إلى الحصول على مساعدة إيران لقمع المواطنين السوريين مستخدما الوسائل الوحشية نفسها التى يستخدمها النظام الإيرانى. وبحسب المعارضة السورية، فإن ما لا يقل عن 400 شخص قتلوا منذ 15 مارس جراء إصابتهم بإطلاق الرصاص الحى والغاز المسيل للدموع من جانب قوات الأمن، ومن بين هؤلاء 25 سقطوا يوم الاثنين فقط فى درعا.