المحتوى الرئيسى

مصر الثورة وكابوس "فوكوشيما" إسرائيل

04/27 00:59

مصر الثورة وكابوس "فوكوشيما" إسرائيل محيط - جهان مصطفى رغم انشغال مصر الثورة بتحديات داخلية وخارجية كثيرة إلا أن هناك خطرا داهما يعتبر أكثر فتكا من كافة الأسلحة التي يعرفها العالم وتسعى إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة للتغطية عليه ألا وهو مفاعل "دايمونا ". ففي 26 إبريل ، أحيا العالم الذكرى الـ 25 لكارثة تشرنوبيل النووية وذلك بعد أسابيع قليلة من زلزال اليابان المدمر وما تبعه من موجات مد بحري " تسونامي" تسببت في وقوع عدة انفجارات بمحطة فوكوشيما النووية على بعد 250 كلم شمال شرقي طوكيو . ومع أن السلطات اليابانية سارعت للتأكيد أن التسرب الإشعاعي الناجم عن الكارثة التي وقعت في 13 إبريل ليس بحجم ما حصل في تشرنوبيل ، إلا أن الذعر اجتاح العالم مجددا وخرجت مظاهرات في ألمانيا تحديدا تطالب بالتخلي عن توليد الطاقة من المفاعلات النووية . ولعل ما ضاعف من الذعر في هذا الصدد أن اليابان عرف عنها التزام أقصى درجات الأمان ومعايير السلامة في محطاتها النووية ، إلا أن هذا لم يمنع حدوث انفجارات في فوكوشيما فور وقوع كارثة الزلزال . تصريحات فعنونو موردخاى فعنونو وأمام ما سبق ، فإن تسليط الضوء مجددا على كابوس مفاعل دايمونا الإسرائيلي يبدو أنه بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لتجنب كارثة جديدة مماثلة لفوكوشيما في اليابان وتشرنوبيل في أوكرانيا . فمعروف أن العامل الفني السابق في مفاعل دايمونا موردخاى فعنونو نجح في 12 إبريل 2008 في اختراق الإقامة الجبرية المفروضة عليه وفاجأ العالم بتصريحات جديدة حذر خلالها من "النوايا العدوانية" لتل أبيب ، متهما قادة الكيان الصهيوني بتمهيد الطريق لحرب نووية تدميرية في الشرق الأوسط تطال أغلب الدول العربية والإسلامية. ولم يكتف فعنونو بهذا بل إنه واصل في تصريحات أدلى بها لصحيفة "افتن بوستن" النرويجية انتقاداته لسياسة الكيان الصهيوني ، قائلا:" لاتوجد دولة في العالم فعلت مافعلته إسرائيل من أعمال عدوانية ، دوري في كشف البرنامج النووي السري الإسرائيلي في عام 1986 كان يهدف لتعريف العالم بالخداع الإسرائيلي بالإضافة لكشف شبكة الفساد الدولية التي ساهمت في بناء هذا البرنامج العدواني". وكان فعنونو قضى 18 عاما في السجن بتهمة الخيانة منذ عام 1986 بعد أن تحدث عن عمله كفني في مفاعل دايمونا مع صحيفة بريطانية في مقابلة جعلت الخبراء يخلصون إلى أن المفاعل أنتج مواد انشطارية تكفي لإنتاج ما يصل إلى 200 رأس نووي ، ورغم أن تل أبيب أفرجت عنه في 2004 إلا أنها وضعته قيد الإقامة الجبرية . ويبدو أن فعنونو مازال يحتفظ بمزيد من الأسرار في هذا الصدد ولذا تعيش إسرائيل في حالة ذعر متواصلة خشية أن تستيقظ في يوم من الأيام على صدمة جديدة كتلك التي حدثت عام 1986 عندما سرب معلومات وصورا حول مفاعل دايمونا لصحيفة "صنداي تايمز" في تحد واضح لسياسة "الغموض النووي" التي تنتهجها إسرائيل حيث أبقت برنامجها النووي طي الكتمان . وبجانب ما كشفه فعنونو ، فإن فيلما وثائقيا أنتجته "محطة إن آر كيه" التليفزيونية المملوكة للدولة الروسية وأذيع في 2010 أكد أن إسرائيل تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة النووية وأنه تم ولايزال يتم تأهيل الخبراء النوويين الإسرائيليين في مراكز الأبحاث النووية في الولايات المتحدة وفرنسا . وأشار الفيلم إلى أن الأمريكيين ساعدوا إسرائيل خلال السنوات الأخيرة في إنشاء مفاعل أبحاث يتم تبريده بالماء الخفيف فى "ناخال سوريك"، وزودوه بـ 50 كجم من اليورانيوم العالي التخصيب ، كما أنه بالرغم من أن النرويج كانت على علم بعزم إسرائيل إنتاج أسلحة نووية فإن النرويج قامت ببيع 20 طنا من الماء الثقيل لإسرائيل الذي استخدم في إنتاج أسلحة نووية . محرقة نووية مفاعل دايمونا واللافت للانتباه أنه قبل حوالي عامين من عرض الفيلم السابق ، تصاعدت التحذيرات من كارثة محدقة كفيلة بإبادة سكان منطقة الشرق الأوسط بسبب تزايد احتمالات انفجار مفاعل دايمونا الإسرائيلى بعد انتهاء عمره الافتراضى ، الأمر الذى من شأنه أن يتسبب بمحرقة نووية غير مسبوقة فى التاريخ تتجاوز في تداعياتها مآسى انفجار مفاعل تشرنوبيل بأوكرانيا عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين. ووفقا للعديد من الدراسات والأبحاث التى أجرتها مراكز الرصد المتخصصة داخل المنطقة وخارجها، فإنه باتت هناك تسريبات إشعاعية  نووية من دايمونا الذى أقيم عام 1963 بدعم وتمويل من فرنسا إثر تعرضه لمشكلات وأعطال فنية مؤخرا ، هذا بجانب أن عمر المفاعل تجاوز الخمسين عاما في الوقت الذي تبلغ فيه أعمار المفاعلات في العادة ثلاثين عاما من العمل، ولذا فإنه على وشك الانفجار . وجاء أقوى تحذير من مخاطر دايمونا في تقرير نشرته مجلة " الشريعة الإسلامية" الأردنية ، حيث أشار إلى أن هذا المفاعل بات يشكل المصدر الأول للموت فى الشرق الأوسط كونه يبث منذ عدة سنوات إشعاعات نووية أدت إلى إصابة المئات من سكان المناطق المحيطة به بالأمراض السرطانية المميتة ، بالإضافة إلى أنه أنتج مائتى قنبلة نووية وربما أكثر وأن هذه القنابل كفيلة بإبادة البشر والأحياء والنباتات فى منطقة الشرق الأوسط . واستشهد التقرير بأن العشرات من العلماء الإسرائيليين أكدوا مؤخرا أن المفاعل قابل للانفجار فى أى لحظة بسبب اهتراء منشآته وانتهاء عمره الافتراضى، ودعا الدول العربية إلى القيام بحملة سياسية وإعلامية منظمة لفضح هذا المفاعل والمطالبة بإغلاقه حماية لشعوبها ومواطنيها من هذا الخطر المحدق بدلا من تجاهله والتقليل من شأنه. وكان بحث علمي إسرائيلى أجرته جامعة بن جوريون الإسرائيلية فى عام 2003 كشف أن كميات ملحوظة من المواد المشعة تسربت من دايمونا إلى المياه الجوفية فى منطقتى النقب ووادى عربة ، كما أشار تقرير بثته القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي في يوليو 2003 إلى أن العشرات من عمال المفاعل النووى ماتوا متأثرين بالسرطان ، مما دفع خمس عائلات إسرائيلية فقدت أبناءها إلى رفع دعوى قضائية أمام المحكمة المركزية في تل أبيب ضد الحكومة للمطالبة بتعويضات. وأمام ما سبق يتأكد أن الـ 200 قنبلة نووية أو أكثر التى أنتجها المفاعل ليست قادرة فقط على إبادة العرب وإنما شعوب أوروبا أيضا في حال تم استخدامها ، هذا بجانب أن أي انفجار في دايمونا سيتسبب بكارثة نووية غير مسبوقة في التاريخ البشري ، ولذا يجب على كافة الجهات المحبة للسلام في العالم مساعدة مصر والعرب وخاصة في ذكرى إحياء كارثة تشرنوبيل لفضح مخاطر مفاعل دايمونا وقت السلم والحرب. كارثة تشرنوبيل وكان العالم أحيا في 26 إبريل ذكرى مرور 25 عاما على كارثة تشرنوبيل التي ما زالت حصيلة ضحاياها تثير جدلا ، فقد تحدثت اللجنة العلمية التابعة للأمم المتحدة عن مصرع 31 عاملا ورجل إطفاء فور وقوع الكارثة ، بينما تشير منظمة الدفاع عن البيئة "جرينبيس" إلى مصرع مائة ألف شخص بسبب التلوث الإشعاعي. وبدأت الكارثة في 26 إبريل عام 1986 عندما انفجر المفاعل رقم أربعة في محطة تشرنوبيل بأوكرانيا التي كانت من جمهوريات الاتحاد السوفيتي في ذلك الحين واندلعت به النيران عقب ارتفاع الضغط داخله أثناء اختبار أمني . وأسفر الانفجار عن تسرب إشعاعات في أنحاء أوروبا ولقي 31 شخصا على الفور حتفهم لكن آخرين توفوا أيضا من جراء أمراض مرتبطة بالإشعاع مثل السرطان وكثير منهم من روسيا البيضاء التي كانت هي الأخرى من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد تم إجلاء عشرات الآلاف من بلدة بريبيات وهي الأقرب من موقع الحادث والتي كان يبلغ عدد سكانها 50 ألفا ولم يعودوا إلى ديارهم أبدا ، حيث أنه على الرغم من أن بلدة تشرنوبيل التي استمدت منها المحطة اسمها نجت نسبيا من الحادث فإن بلدة بريبيات وكانت في مركز منطقة غير مأهولة نصف قطرها 30 كيلومترا من مكان الحادث ظلت منذ ذلك الحين مهجورة وأصبحت مدينة أشباح. وبصفة عامة ، فقد اعتبرت كارثة محطة تشرنوبيل النووية بشمال أوكرانيا حينها أسوأ كارثة بقطاع الطاقة النووية المدنية . وفي ذلك الوقت, كانت ثلاثة عقود قد مضت على استخدام السلاح النووي لأول مرة بالتاريخ حين قصف الأمريكيون مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين بقنبلتين ذريتين نهاية الحرب العالمية الثانية. وبسبب أخطاء في إجراءات السلامة أثناء الاختبار, انفجر المفاعل رقم أربعة بالمحطة ، مما أسفر عن مقتل 31 شخصا بينهم عمال وتقنيون إما لأنهم تعرضوا للانفجار مباشرة أو لكم كبير من الإشعاع. وكان الأخطر من الانفجار انتشار إشعاعات نووية على نطاق واسع، إذ تجاوزت حدود أوكرانيا وروسيا وروسيا البيضاء إلى دول أخرى في أوروبا. وبالإضافة إلى القتلى الذين سقطوا في الانفجار, توفي كثيرون تعرضوا للإشعاعات, وأصيبوا جراء ذلك بأمراض قاتلة كالسرطان وكان في مقدمة المتضررين من الحادث سكان المناطق القريبة من المحطة. تكتم على المأساة مفاعل تشرنوبيل بعد الانفجارولم يعلم العالم بالكارثة التي تسبب فيها الانفجار إلا بعد يومين ، إذ حاولت سلطات الاتحاد السوفيتي السابق التكتم على ما جرى ، كما أن السلطات لم تبدأ إجلاء سكان بلدة بريبيات التي تقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من المحطة وكان يسكنها في ذلك الوقت العاملون بالمحطة إلا بعد 36 ساعة تقريبا من الانفجار. وتأخرت السلطات السوفيتية إلى الأول من مايو/ أيار أيضا كي تطلب من المواطنين في أوكرانيا أخذ الاحتياطات اللازمة بل إنها كانت تسمح للأطفال بالذهاب إلى المدارس في تلك الأيام بينما كانت الرياح تدفع الإشعاعات إلى العاصمة كييف. واللافت للانتباه أن السويد التي لاحظت قدرا كبيرا من الإشعاع النووي هي التي كشفت للعالم الحادث المروع ، وحينها , اضطرت السلطات السوفيتية التي واجهت انتقادات في دول غربية عدة إلى الإعلان بشكل مقتضب عن "حادث" في محطة تشرنوبيل ،  وورد الإعلان في برقية من خمسة سطور نشرتها وكالة أنباء "إيتار تاس" . وظل الصمت سائدا في أعلى هرم القيادة السوفيتية حتى 14 مايو/ أيار حين تحدث الرئيس ميخائيل جورباتشوف بنفسه عن الكارثة. ولم تتمكن السلطات السوفيتية من سد المفاعل المنفجر إلا بعد ستة أشهر من الحادث واضطرت بحلول عام 2000 تحت الضغط الدولي إلى إغلاق المفاعلات الثلاثة المتبقية في محطة تشرنوبيل . وفي عام 2010, باشرت السلطات الأوكرانية عملية تستغرق خمسة أعوام لإحكام غلق المفاعل المتسبب بالكارثة  ليكون الغلق أكثر أمانا. وقال الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش خلال إحياء الذكرى الـ 25 للكارثة :" كانت تشرنوبيل تحديا له بعد عالمي ، المجتمع الدولي وحده هو الذي بإمكانه تقديم حل لهذا التحدي ". وأضاف في بيان نشر في موقع الرئاسة الأوكرانية على الإنترنت "لفترة طويلة كانت أوكرانيا بمفردها في تلك الكارثة لكن لحسن الحظ لم نعد وحدنا" . ويبدو أنه لا بديل عن تحرك العالم بشكل جماعي وسريع للضغط على إسرائيل لإخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي وإغلاق مفاعل دايمونا لتجنب "تشرنوبيل" أخرى . تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش :       الثلاثاء , 26 - 4 - 2011 الساعة : 9:59 مساءًتوقيت مكة المكرمة :  الأربعاء , 27 - 4 - 2011 الساعة : 0:59 صباحاً

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل