المحتوى الرئيسى

مطرب الثورة.. حمادة هلال ينازع "تامر" و"دياب"

04/26 22:09

يتنازع عدد من المطربين المصريين للحصول على لقب مطرب الثورة، فجأة صار جمهور المطرب "حمادة هلال" يعتبره هو الأقرب والأحق بحمل اللقب، خاصة وأن المطربين الذين سبقاه جماهيريًا في السنوات الأخيرة وهما "عمرو دياب" و"تامر حسني" سقطا تماما بعد ثورة يناير، ولا يمكن لأي منهما أن يطالب بالحصول على اللقب. وربما ما فعلته الثورة إيجابيًا لكل من "عمرو" و"تامر" تلك الصورة التي نشرتها عديد من الصحف وعبر الإنترنت، وهما في حالة وئام شخصي جمعتهما الهزيمة الجماهيرية مباشرة بعد الثورة. تورط "تامر حسني" في الدفاع عن "حسني مبارك"، بل وأعد له أغنية تؤازره ربما لم يسجلها أو لعله سجلها ولم تُعرض، وبالتالي أيضا فلن تعرض، إلا أن المؤكد أن "تامر" حاول أن يلحق بالثورة؛ ليصبح مطربها وقدم أكثر من أغنية، بعد أن اطمأن إلى النجاح ولكن هيهات. "عمرو دياب" لم يتورط في الدفاع عن "مبارك" أثناء أحداث الثورة، اختار الوقوف بعيدا وذهب وأسرته إلى دبي وأغلق تليفوناته، صحيح أنه غنى كثيرًا لمبارك في السنوات الأخيرة مثل أغنية "واحد مننا"، وصحيح أيضا أنه صديق شخصي لابنيه "جمال" و"علاء"، وأنه مثلا كان قبل نحو عام يغني في استاد القاهرة الدولي مرتجلا على خشبة المسرح "زي مقال الريس منتخبنا حلو كويس"، التي تحولت بعد ذلك إلى أغنية ساخرة تقول كلماتها زي ما قال الريس سجن "طرة" حلو كويس!. كل من "عمرو" و"تامر" يرفع الآن سلاح الغناء للوصول إلى الجمهور الغاضب، ويراهنان على عدد من الأغاني لكل منهما بدأ في تقديمها خلال الأسابيع الماضية، إلا أن أي منهما لم يجرؤ حتى الآن على أن يعتبر نفسه هو الأحق بلقب مطرب الثورة. "حمادة هلال" لم يتورط في الغناء من قبل لحسني مبارك، ولم تكن الدولة على المستوى الرسمي تعتبره قريبًا منها، وقدم بالفعل أكثر من أغنية لشباب التحرير تتغنى بالثورة، أولها تحولت أيضا بسبب كلماتها الساذجة إلى مادة للسخرية وهي "شهداء 25 يناير ماتوا في يناير" مثلما تقول "سكان السيدة زينب يعيشون في حي السيدة زينب". الأغنية أكدت على أن هناك استسهالا في التنفيذ؛ بسبب الرغبة في أن يسارع المطرب بالتأكيد على أنه حاضر في المشهد السياسي، وعلى موجة الجماهير نفسها لا يهم ما يغنيه، لا أحد كان حريصًا على ذلك المهم أن تقول نحن متواجدون. لا أتصور أن أي مطرب من الذين عرفناهم وكان لهم بصماتهم الفنية حتى لو لم يتورطوا مع النظام المصري السابق من الممكن أن تخلع عليه الجماهير لقب مطرب الثورة. "محمد منير" على سبيل المثال كان هو أكثر مطرب رددوا له في الميدان أغنية "ازاى"، التي كانت كلماتها أقرب إلى الإنذار لما حدث بعد ذلك في 25 يناير، كانت الدولة حتى في الفضائيات الخاصة ترفض أن يتم عرضها، بالتأكيد فإن الشريط المرئي الذي صاحب الأغنية بعد ساعات قليلة من ثورة يناير لم يكن هو الشريط الذي منع عرضه قبل الثورة. كان الشريط المرئي يقدم مؤازرة للشباب الثائر والقنوات الفضائية والإذاعات سجلت رقما غير مسبوق في عدد مرات تقديم الأغنية، وتاريخ "منير" معروف في علاقته بالنظام السابق، فهو لم يكن قريبا من السلطة ولا أعتبره بالمناسبة معاديا لها، لكنه في الحدود الدنيا لم يكن صوتًا للنظام، ولم يحصل على حماية خاصة، ولا أتذكر له أنه تورط مثل الآخرين في التمهيد للتوريث أو الدعوة لمبارك الأب رئيسًا مدى الحياة. وعلى الرغم من ذلك فإن "منير" لم يعتبر نفسه مطرب الثورة، ولم يرتفع صوته مثل الآخرين الذين قالوا أن عصر "مبارك" كان زمن التعذيب والهوان، وأنهم لاقوا كثيرًا من العنت كما قال مثلا المطرب "علي الحجار" في أكثر من مناسبة. "منير" غنى قبل الثورة بأيام أغنية "ازاي"، وغنى بعدها للثورة أيضا، ولم يجرؤ على أن يعتبر نفسه مطربها؛ لأن هذه هي الحقيقة ومطرب الثورة سيأتي إليه اللقب ولن يسعى هو إليه. في ثورة 23 يوليو 52 كان "عبد الحليم حافظ" يحمل هذا اللقب، صحيح أنه بدأ مشواره قبل الثورة بأشهر قلائل، لكنه ارتبط بها وكان الفنان الكبير "يوسف وهبي" أطلق عليه هذا اللقب عام 1953م، عندما قدمه على خشبة مسرح الأندلس بالقاهرة يوم إعلان الجمهورية، فقال اليوم تعلن الجمهورية ويعلن أيضا ميلاد مطرب جديد. ستخلق بالتأكيد الثورة مطربًا جديدًا يحمل اسمها، ونطلق عليه مطرب الثورة ليس لديه تاريخ فني معروف قبل الثورة، لكن هناك ملامح جديدة في التعبير، سواء على مستوى الكلمات أم الألحان سيلتقطها لتمنحه هذا اللقب، فلا يكفي أن نقول على طريقة حمادة هلال: "مطرب ثورة يناير هو اللي غنى لثورة يناير".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل