المحتوى الرئيسى

محمد القصاص يكتب:هل تتحول "الإخوان" إلى حزب؟

04/26 22:02

منذ نشأة الاخوان و هى تمارس العمل السياسى و ذلك انطلاقا من الفهم الشامل للإسلام (فالإسلام دين و دولة) و لكنها لم تمارس السياسة يوما من خلال حزب و لم تمارس العمل الحزبى داخل مصر و لعل الظروف التاريخية انتجت هذا الواقع كما انتجت ايضا تخوفا داخل نفوس ابناء الاخوان من فكرة العمل الحزبى و تخوفا من ان تتحول الاخوان الى حزب سياسى, و انا كواحد من ابناء الاخوان لدى نفس التخوف من ان تتحول الاخوان الى حزب سياسى و ان تتخلى عن دورها التربوى و الدعوى و الخيرى و لكن نحن الآن امام وضع جديد بعد ثورة 25 يناير يضع الجماعة فى اختبار تاريخى لم يحدث من قبل حتى عقب ثورة يوليو 1952, فعلى الجماعة الآن ان تمارس الحياة السياسية و الحزبية بشكل علنى و عن طريق حزب سياسى, و هذا الوضع الجديد يثير مرة أخرى تخوفات لدى ابناء الاخوان من ان تتحول الاخوان الى حزب و مع اعلان فضيلة المرشد عن نية الجماعة انشاء حزب "الحرية و العدالة" ثارت عدة تساؤلات مثل؛ هل هذا القرار يعنى فصل العوى عن السياسى؟ و هو ما كان مرفوضا قبل 25 يناير. ماهى العلاقة بين الحزب و الجماعة؟ وما هو الوضع القانونى لأفراد الجماعة الذين لن ينضموا للحزب؟ و غيرها من التساؤلات المشروعة التى يسألها ابناء الاخوان و يسألها المجتمع ايضا حيث ان المجتمع كله يترقب ما سوف يحدث لأكبر قوى سياسية و اجتماعية على ارض مصر فى هذه المرحلة؟و انا اسبق هذه التساؤلات بسؤال آخر و هو ما الهدف من انشاء حزب الحرية و العدالة؟؟ هل الهدف ان يكون الحزب خطوة لفصل العمل السياسى عن الدعوى و ان يخوض الحزب العملية السياسية بشكل قوى و يعطى نموذج لحزب مدنى ذو مرجعية اسلامية يجمع اصحاب الفكرة الاسلامية و ينافس على السلطة؟ ام هو شئ اضطرت إليه الجماعة لممارسة العمل السياسى و مجرد واجهة شكلية دون مضمون؟ و انا اخوف ان تكون الثانية هى الاجابة و يؤكد هذا التخوف خروج تصريحات تتحدث عن ارتباط الحزب بالجماعة و ان الحزب هو ابن الجماعة و ان دخول اى فرد من الجماعة لحزب اخر يتعارض مع الالتزام الحزبى! و تعنى هذه التصريحات بالاضافة الى مقدمة برنامج الحزب ان هناك خلط بين مفهوم حزب و مفهوم الجماعة و سيتحول هذا الخلط فى المفهوم الى خلط فى الواقع بين الجماعة و الحزب و سيزداد هذا الخلط مع تعاظم العمل السياسى و الحزبى فى مصر فى الفترة المقبلة اضف الى ذلك ايضا ان الجماعة لم تحدد شكلها العلنى و القانونى حتى الآن. كل هذه العوامل ستؤدى فى النهاية الى ان تتحول الجماعة الى حزب سياسى.و لكى نتجنب هذا الامر, فأنا ارجو ان تقوم قيادة الجماعة و اصحاب القرار فيها (و اقصد هنا مجلس شورى الجماعة و مكتب الارشاد) بخمس خطوات و هى:1-    الاعلان بوضوح عن نية الجماعة فصل العمل الدعوى (و يشمل الدعوة و التربية و اعمال البر) عن العمل السياسى.2-    سرعة اعلان الجماعة عن شكلها القانونى العلنى الجديد.3-    اتخاذ قرارات واضحة بالفصل التام للحزب عن الجماعة إداريا و ماليا و من حيث القرار و ان يقوم المؤسسون باختيار اللائحة و البرنامج المناسب لهم و اختيار رئيس الحزب و امناء المحافظات.4-    عدم اقتصار العمل السياسى للافراد على حزب الحرية و العدالة و السماح لمن يرغب من افراد الاخوان بالتحرك السياسى سواء كان بشكل مستقل او من خلال وجودهم او تعاونهم مع احزاب اخرى  طالما ان هذا لا يتعارض مع اى من افكار المنهج الاسلامى.5-    السماح بحرية الحركة فى المجتمع المدنى من خلال اشتراك الافراد فى جمعيات و مؤسسات و روابط فى المجالات المختلفة (حقوق انسان – اعمال خيرية – اعمال تنموية - ....)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل