المحتوى الرئيسى

زعماء أوروبيون يدعون سوريا لوقف العنف

04/26 21:07

عمان (رويترز) - دعت حكومات أوروبية سوريا يوم الثلاثاء الى وقف العنف ضد المحتجين بعدما أرسل الرئيس السوري بشار الأسد دبابات لسحق المعارضة في مدينة درعا التي انطلقت منها الانتفاضة ضد حكمه.وفي درعا قال الأهالي ان لواء عسكريا يقوده ماهر الأخ الاصغر للرئيس بشار قطع الطرق بالدبابات ويقصف المنازل ويهاجمها ويلقي القبض على الناس.وتصاعدت الانتقادات الدولية للحملة التي تنفذها السلطات السورية منذ ستة أسابيع. ولم يكن هناك أي انتقاد في بادئ الامر لكن ذلك تغير بعد مقتل مئة محتج يوم الجمعة وبعد قرار الاسد مهاجمة درعا فيما بدا تكرارا لحملة القمع التي شنها والده على مدينة حماة في عام 1982.وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "معا نوجه دعوة قوية للسلطات في دمشق لوقف القمع العنيف للمظاهرات السلمية ونطالب جميع الاطراف التصرف باعتدال."وقال شاهد عيان لرويترز ان أكثر من ألفي رجل أمن انتشروا في حي دوما في دمشق يوم الثلاثاء وتوزعوا في نقاط للتفتيش وتحققوا من بطاقات هويات الاهالي.واضاف الشاهد أنه رأى عدة شاحنات لونها أخضر داكن في الشوارع مزودة بأسلحة الية ثقيلة. وتابع أن رجالا يرتدون ملابس مدنية كانوا يحملون بنادق معربا عن اعتقاده أنهم من الشرطة السرية.وفي مدينة بانياس السورية قال ناشطون في مجال حقوق الانسان ان القوات استعدت ايضا لشن هجمات على محتجين هتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام".وقال مقيمون في درعا في اتصال هاتفي ان سحبا من الدخان الاسود تتصاعد من كل جزء من المدينة وان بالامكان سماع دوي القصف المدفعي واطلاق أعيرة من بنادق كلاشنيكوف من الحي القديم.وقال أبو خلدون "في الشارع الذي أقيم فيه هناك نحو عشر دبابات. هدفها هو مجرد التدمير ثم التدمير. انها تقصف المنازل وتنسفها."وأضاف ابن عمه أبو تامر "قوات ماهر الاسد انتشرت في كل مكان وشكلت من خلال نقاط تفتيشها في درعا سجنا كبيرا. لا يمكنك الخروج من دون تعريض حياتك للخطر."وتابع قوله "انهم يقتحمون المنازل.. ويمسكون عشرات الناس ويقبضون عليهم.. لم يتركوا منزلا لم يدخلوه.. أينما ذهبت هناك دبابات. مر يومان واطلاق النار لم يتوقف."وقال الاهالي انه ليس من الواضح كم من الناس قتلوا منذ تدفقت قوات الجيش الى درعا أمس وليس مسموحا للناس أخذ الجثث الممددة في الشوارع.وأضاف "لا يسمحون لنا بالتجمع أو بالخروج لاحضار الطعام أو الدواء." واشار الى أن القوات نشرت قناصة في المدينة منهم من يتمركز فوق أسطح المباني.وقالت واشنطن يوم الاثنين انها تدرس فرض عقوبات موجهة ضد سوريا واقترح وزير الخارجية الهولندي أوري روزوتال يوم الثلاثاء أن يوقف الاتحاد الاوروبي المساعدة الى دمشق وفرض حظر على السلاح ومعاقبة القيادات.وفي تركيا وجهت شخصيات معارضة مناشدة من أجل مساعدة دولية.وقال أنس عبده رئيس حركة العدالة والتنمية ومقرها بريطانيا لرويترز "أصدقاؤنا في الغرب وفي تركيا والعالم العربي.. اذا أرادوا مساعدتنا فبمقدورهم ذلك بممارسة أوضح ضغوط ممكنة على النظام السوري ليوقف استهداف المدنيين."وأضاف أنه تلقى تقارير بأن بعض الضباط يتحدون الاوامر ويحاولون منع مؤيدي الاسد من الدخول الى درعا.وقالت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان يوم الثلاثاء ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 400 مدني في حملة لسحق الانتفاضة ضد حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما. وأضافت أن السلطات ألقت القبض على حوالي 500 من انصار الحركة المطالبة بالديمقراطية في ارجاء سوريا خلال اليومين الماضيين.ويقول ناشطون ان خطوة اللجوء للجيش تظهر أن الاسد قرر اختيار القوة لا الاصلاح في التعامل مع الاحتجاجات التي استلهمت قوتها من الانتفاضات الشعبية العربية التي أطاحت برئيسين عربيين.وقال الناشط البارز علي الاتاسي الذي سجن والده 22 عاما في عهد حافظ الاسد ان تكرار حماة اخرى مستحيلا.واضاف ان العالم لم ير حينذاك اي صورة لقتيل لكن يوم الاثنين نشرت كل الصور على الانترنت بعد ساعات قليلة من اقتحام الدبابات لدرعا.وتابع ان النظام لا يفهم ان العالم تغير وان المنطقة العربية تغيرت وان الشعب السوري تغير. وقال ان النظام السوري لا يزال حبيسا في الماضي مشيرا الى ان الذين لن يتغيروا في الوقت المناسب سيجبرون على التغيير.وفي الاسبوع الماضي رفع الاسد حالة الطوارئ المستمرة منذ 48 عاما وألغى محكمة أمن الدولة. ولكن في اليوم التالي قتل مئة شخص خلال احتجاجات في مختلف أنحاء البلاد.وعلى الرغم من أن الرئيس بشار الأسد عزز تحالف بلاده مع ايران وتمسك بتأثيره في لبنان ودعم جماعات مثل حزب الله وحماس فقد أبقى خط الجبهة السورية مع اسرائيل هادئا وأجرى محادثات غير مباشرة مع اسرائيل.ولم تكن هناك انتقادات للحملة الامنية في بادئ الامر لاسباب منها الخوف من أن يؤدي انهيار حكم الاقلية العلوية في سوريا الى صراع طائفي في البلاد ولان واشنطن كانت تأمل في تفكك تحالف سوريا مع ايران والترويج لاتفاق سلام مع اسرائيل.وامتنعت دول عربية عن انتقاد الاسد على الرغم من أن جامعة الدول العربية قالت يوم الثلاثاء ان المحتجين المؤيدين للديمقراطية في مختلف أنحاء المنطقة "يستحقون الدعم لا الرصاص". وتعمل بعض الدول العربية على قمع احتجاجات داخلية فيها.وقالت منظمة العفو الدولية نقلا عن مصادر في درعا ان 23 شخصا على الاقل قتلوا عندما قصفت دبابات المدينة فيما وصفته المنظمة بانه "رد فعل وحشي على مطالب الناس."وقال أحد الاهالي انه سمح لمظاهرة يشارك فيها نحو 300 شاب في حي السبيل بالمضي قدما. وذكر ان جنودا بجوار دبابة تتمركز في مكان قريب من المظاهرة انزلوا اسلحتهم الخفيفة في اشارة الى انهم لن يطلقوا النار.وقال الاهالي ان خطوط الهواتف والكهرباء والمياه قطعت عن المنطقة. وقال ماجد الحوراني لرويترز في اتصال بهاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية ان هناك دوي اطلاق أعيرة نارية من أسلحة الية وقصف مدفعي تسمع في المدينة.وقال البيت الابيض الذي ندد "بالعنف الوحشي الذي استخدمته حكومة سوريا ضد شعبها" ان ادارة الرئيس باراك اوباما تدرس فرض عقوبات موجهة لتوضيح ان "هذا السلوك غير مقبول".وتخضع سوريا بالفعل لعقوبات امريكية منذ 2004 بسبب دعمها لجماعات متشددة. ويخضع العديد من المسؤولين السوريين من بينهم ابن خال الاسد رامي مخلوف وهو رجل اعمال بارز للعقوبات الامريكية بسبب "الفساد العام".من سليمان الخالدي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل