المحتوى الرئيسى

نداء الواجب بقلم:د.رفيق رسوق

04/26 20:50

نداء الواجب د.رفيق رسوق لايختلف اثنان على أن الله هو الحق وأن الباطل هو إبليس وجنده وأن من كان مع الله فهو مع الحق ومن كان مع الباطل فهو مع إبليس ومن جنده, ولا يختلف اثنان من العقلاء على أن الصهيونية العالمية هي شر مطلق وباطل مؤكد ولا يحتاج الأمر لعبقرية للقول بأن من يقف مع الصهيونية ممثلة بما يسمى إسرائيل في نفس الخندق سواء قولا أو منهجا أوعملا فهو مع الباطل أي من حزب إبليس وهؤلاء جميعا يعرف المسلم أنهم من أصحاب السعير. إذا إما نحن مع الله والحق أومع إبليس ومن جنده ولا يوجد حد وسط ومن يتآمر مع إسرائيل والصهيونية ضد أخوانه فهو من جند إبليس شاء أم أبى وإن هذا الكلام هو توصيف ومنطق سليم وصحيح وليس اتهاماً أو توبيخاً. وقد دعت إسرائيل ( وهذا مثبت ) عبر رسائل نصية على الهاتف المحمول بحوالي مليون رسالة دعت فيها الشعب العربي السوري للخروج انطلاقا من الجوامع لما تسميه الحرية وضد النظام في سورية, نعم أيها الأخوة إن إسرائيل حريصة جداً على حرية السوريين وتفكر في معاناتهم ليل نهار وتعمل على تحقيق كل ما من شأنه إسعادهم , إذا فمن يستجيب لهذا النداء يكون قد وظف نفسه أداةً بيد إسرائيل والصهيونية وعملائها لإضعاف سورية المقاومة والممانعة والعمق القومي للعرب وماتبقى من الكرامة العربية في زمننا الحاضر وهي الدولة العربية الوحيدة التي لم تتخلّ عن قضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين عبر دعمها للمقاومة الإسلامية الشريفة في لبنان التي صنعت أكبر انتصار في التاريخ المعاصرضد الصهيونية والمقاومة الأبية في غزة الصامدة . ومن يلبي نداء الصهاينة لشق صفوف الأمة الإسلامية والعربية وزرْع الفتنة بين أخوانه في الدين والوطن هو واحد من جند إبليس الذين وعدهم الله بالعقاب الكبيرويكون قد ركِب ركْب الشياطين ضد الحق وأهله ومن يرتضي لنفسه هذا المكان فطوبى له وإنه بريء من الله والإسلام وإنّ الإسلام منه براء وباء بسخط من الله إلى يوم الدين ولو بلغت عمامته عنان السماء ,فالحق أكبر من أي مسلم وأكبر من عمائم رجال الدين وهذا منطق ثابتُ ولا يمسّ العمائم مهما علا شأنها وإنه من هذا المقياس نقيس قرب تلك العمائم من الحق أو بعدها عنه . وإنني أرى أن على رجال الدين الإسلامي والمسيحي على السواء مسؤولية تفوق بآلاف المرات مسؤولية أية شريحة أخرى على امتداد وطننا الغالي سورية في هذه الظروف التي نمر بها لأن الوتر الذي تعزف عليه إسرائيل وعملاؤها على امتداد الساحة العربية والدولية حاليا هو وتر الطائفية والفتنة المذهبية بعدما فشلت آلتها العسكرية ومؤامراتها القذرة من النيل من صمود شعبنا المقاوم . وإن ماتريده إسرائيل من كل هذا هو إضعاف سورية لفك ارتباطها بالمقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين ومنع دعم سورية لهما لأن هذه المجموعة هي العقبة الوحيدة التي تواجهها اسرائيل في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية وقضية القدس المركزية وما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية وجب شرعا الدفاع عنها والجهاد لتحريرها وليس التآمر عليه . ومن هنا فإنني أتوجه بندائي إلى السادة علماء الدين على امتداد وطننا الغالي سورية أن يكونوا على قدر المسؤولية الدينية التي خصهم الله بها وأوكلتها لهم الأمة وعلى قدر المسؤولية القومية والوطنية بأن يجندوا كل طاقاتهم وكل سعيهم قولا وعملا لتوجيه أبنائهم وأخوانهم من المصلين في بيوت الله للعمل على كل ما من شأنه أن يقوي الحق على الباطل وذلك بتقوية منعة سورية عبر وأْدِ نار الفتنة المذهبية والتصريح بحرمتها والتشديد على محاربتها والأمر برص الصفوف ووحدة الكلمة والإخاء والوحدة الوطنية لمواجهة هذه النار الوقّادة التي إن حدثت لا سمح الله فإن أحدا لن يسلم منها وسيحترق الوطن والجميع وكثيرا ما شاهدنا نماذج لهذا الخطر الكبير ونكون بذلك قد خسرنا أغلى وأثمن ما نملك وهو الأمن والأمان الذي تتميز بهما سورية عن جميع دول العالم, فهل يتحمل أي مواطن مسؤولية هذا السلوك المخرب والأعمى أمام الله والوطن والذي يدمر الأمة ومقدراتها .‘إن هذا ما تعمل إسرائيل وأبالستها من المستعربين ومن ورائهم أمريكا وغيرها لوضعه موضع التنفيذ لأنه السلاح الذي لايكلفها شيئا ويخلصها من كل شيء يشكل خطرا عليها ويمهد لها الطريق لبسط سيطرتها على كل شيء وتكون بذلك قد أوكلت حربها ضد سورية والمقاومة لمن باع نفسه للشيطان وسلك طرق الفتنة . وهذا النداء أيهاالسادة رجال الدين يتطلب منكم أداء واجب ديني و شرعي بامتياز لأن الفتنة في الإسلام أشد من القتل فمن دعا للفتنة فقد خالف الله ورسوله وباء بخزي من الله وسخط كبير ومن وأد الفتنة وحاربها فقد أحب الله وأحبه الله وجنب الإسلام والمسلمين دما حراما ( المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وقال تعالى : ولا تقتلو النفس التي حرم الله إلا بالحق . و إنه ثابت في الإسلام أن من قتل نفسا بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعا , فالإسلام هو دين محبة ووئام وسلام وليس دين قتل وظلم و وقال تعالى : وتعاونوا على البروالتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان . فذلك هو قول الله الحق وأمره فمن كان مع الحق فقد أخذ بكلام الله وعمل على تطبيقه ومن كان ضد الحق فقد خالف الله وعمل على تلبية نداء الشياطين ولبئس عملا لمن يوظف الجامع أو بيتا من بيوت الله لتقوية الباطل على الحق لأن الجامع هو المكان الذي يجمع المسلمين على كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو منطلق للمآثر الحميدة ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن نقلب الصورة أبداً ومن يفعل ذلك في بيوت الله يكون قد دنّس ذلك المكان الذي هو ملك لله ووجب تطهير ذلك المكان من المفسد والطلب منه أن يغادر بيوت الله.لذا فإنني أناشدكم أيها السادة علماء الدين بأغلى ما عندكم ,بإيمانكم بالله ورسوله وكتابه الكريم أن تعملوا بما أمر الله وأنتم جنود الله، القادةُ لمن بعدكم في هذا الشأن للدفاع عن الحق وأهله وأن تدعوا لحماية مؤسسات الدولة التي هي مللك للأمة والشعب وهي من بيت مال المسلمين ومن يتعدى عليها ويخربها ويعبث بها فإنما هو مذنب شرعا ووجب عقابه وهذه مهمتكم ومهمة الدولة ومؤسساتها المختصة وأن تعملوا على نبذ كل من يحاول أن يندسّ ويدنّس بيوت الله بأفكاره السامة التي تلتقي مع مطالب الصهاينة الأشرار وعملائهم وأن تتصرفوا معه على قدر مسؤوليتكم والله ولي التوفيق ومن كان مع الله فإن الله معه وإن الله لن يضيع أجراً لكل من جاهد بعلمه أو ماله أو دمه أوفكره في سبيل نصرة الحق وأهله . 24/4/2011

Comments

عاجل