القيادة المرورية خلق إيماني وسلوك حضاري بقلم عبدالرحمن سعيد
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم وَالْصَّلَاة وَالْسَّلَام عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد عَلَيْه أَفْضَل الْصَّلَوَات وَالتَّسْلِيْم أَمَّا بَعْد .... الْقِيَادَة الْمُرُوْرِيَّة أَخْلَاق وَفَن وَسُلُوْك حَضَارِي يَنْبَغِي أَن نَتَعَلَّمَه قَبْل أَن نَتَعَلَّم أُصُوْل الْقِيَادَة وَهُنَاك الْكَثِير مِن قَائِدَي الْمَرْكَبَات يَتَعَامَلُوْن مَع حَرَكَة الْسَّيْر كَمَا لَو كَان لِوَحْدِه فِي الْطَّرِيْق وَلَا يُفَكِّرُوْن فِيْمَا قَد يَحْدُث لِمَن يَتَجَاوَز الْأَنْظِمَة الْمُرُوْرِيَّة . إِن الْقِيَادَة الْوَاعِيَة تَتَطَلَّب عَلَى أَن يَكُوْن الْقَائِد عَلَى قَدْر مَن الْمَسْؤُوْلِيَّة . لِمَاذَا تَزِيْد نِسْبَة الْحَوَادِث فِي الْعَالَم؟ أَهِي بِسَبَب قَائِد الْمَرْكَبَة وَعَدَم شُعُوْرِه بِالْمَسْؤُولِيَّة ؟ أَم هِي بِسَبَب عَدَم تَطْبِيْق الْأَنْظِمَة الْصَارِمَة؟ إِن أَخْلَاق الْقِيَادَة يَكُوْن فِيْهَا تَغْيِيْر فِي سُلُوْك قَائِد تِلْك الْمَرْكَبَة بِحَيْث يَكُوْن مَسْئُولا عَلَى سَلَامَة الْآَخَرِيْن وَسَلَامَتِه أَيْضا. وَهُنَاك عِبَارَة أَعْجَبَتْنِي كَثِيْرا وَهِي (قُل لِي كَيْف تَقُوْد مَرْكَبَتَك أَقُل لَك مَن أَنْت) عِنْدَمَا تَقْرَأ الْإِحْصَاءَات سَوْف تُصِاب بِالْذُّهُوْل فَهُنَاك أَرْقَام كُتِبَت بِالْدَّم فَلِمَاذَا كُل هَذَا الْتَّهَوُّر فِي قِيَادَة الْسَّيَّارَات ؟ فَهُنَاك أَكْثَر مِن رُبْع مِلْيُوْن مُصَاب يَسْقُطُوْن سَنَوِيَّا فِي أَكْثَر مِن نِصْف مِلْيُوْن حَادِث مُرُوْرِي وَأَكْثَر مِن 26أَلْف قَتِيْل وَيُنْتِج عَن ذَلِك خَسَائِر فَقَد تَقْدِر بِحَوَالَي 65مِلْيَار دُوَلار مِمَّا دَفَع مِنَظَّمَة الصِّحَّة إِلَى إِطْلَاق صَرَخَات مِن اسْتِمْرَار الْوَضْع الْحَالِي فِي الْعَالَم الْعَرَبِي سَوْف يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَة الْوَفَيَات وَالْإِصَابَات بِنِسْبَة 60%مَع حُلُوْل 2020م وَوِفْقَا لِلْمُنَظَّمَة فَإِن 90% مِن ضَحَايَا الْحَوَادِث يَعِيْشُوْن فِي دُوَل ذَات دَخَل مُنْخَفِض فِي آَسِيَا وَّإِفْرِيْقِيَا وَتَتَرَاوَح أَعْمَارُهُم بَيْن 15-44سُنَّة وَثَلَاثَة أَرْبَاعِهِم مِن الْرِّجَال. كَيْف لَا وَهَذِه الْعِبَارَة جُزْءا مِن أَدَبِيَّات الْقِيَادَة فِي الْعَالَم فَعِنْدَمَا يَزُرْنَا الْكُتَّاب وَالْمُفَكِّرِيْن الْعَالَمِيّيْن فَإِنَّهُم يَكْتُبُوْن مَا شَاهَدُوْه عِنْد زِيَارَتِهِم لِدُوَل الْعَالَم وَيُشَكّل لَهُم قِيَادَة الْمَرْكَبَة عَلَامَات تُشِيْر عَلَى مُسْتَوَى تُحَضِّر ذَلِك الْشَّعْب. وَمِن هُنَا فَعَلَيْنَا أَن نُقُوْد الْسَّيَّارَة بِسُلُوك حُسْن يُعَبِّر عَن أَخْلَاق فِي الْعَمَل أَو الْمَنْزِل أَو فِي أَي مَكَان فَلَا تَتَعَامَل مَع الْطَّرِيْق كَمَا لَو أَنَّه لَنَا. وَلَوَضَع حَدَّا لَهِذِه الْحَوَادِث يَجِب أَن نَزِيْد مِن مُسْتَوَى الْوَعْي لَدَى قَائِدَي الْمَرْكَبَات أَو وَضَع وَقَوَانِيْن صَارِمَة تَرْدَع كُل مِن يُحَاوِل أَن يُخَالِف قَوَانِيْن الْمُرُوْر مِن اصْطِفَاف مُزْدَوِج أَو عَدَم الْسِيَر فِي الْمَسْرَب الْمُخَصَّص إِلَى غَيْرِهَا مِن الْمُخَالَفَات الَّتِي قَد تُؤَدِّي إِلَى حَوَادِث قَاتِلَة غَالِبا وَلَا يَخْفَى عَلَيْكُم الَّذِيْن يَتَجَاوَزُوْن عَن قَوَاعِد الْمُرُوْر فَإِذَا أَتَى وَقْت الْجَد وَالْحِسَاب يُدَافِع عَن سُلُوْكِه وَمَا أَرْتَكِبُه بِالْرَّغْم مِن وُضُوْح خَطَئِه أَو تَبْدَأ حَمْلَات الْوَاسِطَات لِّتَخْلِيْصِه مِمَّن هُو فِيْه . و بِمَا أَن لِلْطَّرِيق قَوَاعِد وَآَدَاب وَقَوَانِيْن خَاصَّة لُّدّا كُل الْشُّعُوْب فَمَا الَّذِي يَجْعَلُنَا أَن نُخَالِف تِلْك الْقَوَانِيْن فَيَجِب عَلَى كُل قَائِد مُرَكَّبَة أَن يَحْتَرِم تِلْك الْقَوَاعِد وَمِن أَهَمِّهَا:-مَعْرِفَة أَنْظِمَة وَتَعَلِيْمَات الْمُرُوْر وَالْتَّقَيُّد بِهَا – رَبَط أَمَان الْحِزَام-الْتَّرْكِيْز أَثْنَاء الْقِيَادَة لِلْإِحْسَاس بِالْمَسْؤُولِيَّة فَيَجِب أَن تَتَوَفَّر تِلْك الْقَوَاعِد فِي الْسَّائِق لِأَنَّه هُو الْعُنْصُر الْفَعَّال وَالْمَحْرَك لَلْعَمَلِيَّة الْمُرُوْرِيَّة و فِي الْنِّهَايَة يَجِب عَلَى كُل قَائِد أَن يُعْرَف أَن هُنَاك مَسْؤُوْلِيَّة مُلْقَاة عَلَى كَاهِلِه وَيَجِب أَلَا يَتَسَبَّب فِي هَدَر الْكَثِيْر مِن الْأُرْوَاح وَالْمُمْتَلَكَات حَتَّى نَتَمَكَّن مِن الِارْتِقَاء سُلُوْكِيا حَضَارِيّا ،مُجْتَمَع أَفْضَل بِإِذْن الْلَّه وَشُكْرَا
Comments