المحتوى الرئيسى

تباين فلسطيني بشأن حراك السلطة

04/26 17:54

ضياء الكحلوت-غزةأطلقت السلطة الوطنية الفلسطينية منذ أشهر حملة دبلوماسية وسياسية لدفع المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، في مقابل مماطلة إسرائيلية وتحديات يطرحها الموقف الأميركي الرافض.وجندت السلطة نفسها خلال هذه الفترة للعمل على إنجاح خطتها بالتلويح بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/ أيلول المقبل، وبجولة أوروبية وفي أميركا اللاتينية قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحشد الدعم لهذا الاعتراف.وبينما تتحدث السلطة عن اعترافات متزايدة بالدولة الفلسطينية الموعودة، تقول فصائل فلسطينية إن محاولاتها وحراكها هو بمثابة هروب للأمام الغرض منه تعويض فشل العملية السلمية التي لا ترى السلطة بديلاً عنها.ووصف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل هذا الحراك بأنه هروب إلى الأمام وخطوة غير محسوبة تقوم بها السلطة على الأرض، للحصول على ما سماه الإنجاز الوهمي، أي دولة غير واقعية.وأضاف البردويل للجزيرة نت أن كل من يساند أميركا وإسرائيل سيحولون دون عودة اللاجئين ودون زحزحة المواقف الإسرائيلية وسيشكلون غطاءً أكبر لممارسات الاحتلال التهويدية، محذراً من غرق القضية الفلسطينية في أوهام "تشبه أوهام اتفاق أوسلو". صلاح البردويل: ما تقوم به السلطة خطوة غير محسوبة (الجزيرة)الراعي الأميركي ودعا البردويل السلطة الفلسطينية لمواجهة الحقيقة والاعتراف بالفعل بفشل المفاوضات، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف له ما بعده، وهو الجلوس مع الشعب الفلسطيني وقواه "التي تحاول السلطة تغييبها" لبحث سبل مواجهة الاحتلال وطي صفحة الخلافات الفلسطينية.وشدد البردويل على أن موقف الراعي الأميركي لعملية التسوية لا يمكن أن يكون مغايراً لأن الأميركيين وسياساتهم الخارجية مرتبطة تمام الارتباط بإسرائيل من كل الجوانب.أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فترى في هذا الحراك نتيجة طبيعية واستحقاقا لمسيرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.وأوضح النائب عن الحركة بالمجلس التشريعي، الدكتور أبو شهلا للجزيرة نت أن إسرائيل تتهرب وتحاول أن تقف في وجه هذا الحراك للاستمرار في الاستيطان والتنكر للحقوق الفلسطينية، مؤكدا أن التوجه نحو المجتمع الدولي هو محاولة لوضعه أمام مسؤولياته.وشدد أبو شهلا على أن تراجع الموقف الأميركي عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يعني نهاية المسار، مشيرا إلى أن السلطة عازمة على المضي في مشروعها حتى يتحقق، وأنها لن تعدم الخيارات وستظل مدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، مرجحاً أن يكون التراجع الأميركي سببه ضعف الرئيس باراك أوباما أمام الضغوط الإسرائيلية.ومن جانبه أكد عضو القيادة السياسية لـحركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خالد البطش أن التحرك الدبلوماسي الراهن جاء لتعويض الخلل الكبير في العملية السياسية وتوقف المفاوضات، لكنه جزم بأن كل هذه التحركات لن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية لأن المزاج الدولي غير جاهز.وأوضح البطش للجزيرة نت أن المزاج الدولي الآن منصب في كيفية إدارة ملف إقامة الدولة وليس إقامتها فعلا، لأنه يسعى في ضوء الثورات العربية لضمان تفوق إسرائيل وأمنها القومي، وهو هدفه الرئيسي في هذه المرحلة.وجدد تأكيده على أن حركة الجهاد لا تقبل بفكرة حل الدولتين ولا تدافع عنها، وتعتقد أن هذا الحل لمصلحة إسرائيل فقط، مؤكداً في ذات الوقت أن الموقفين الأميركي والأوروبي من التحركات التي تقوم بها السلطة غير مفاجئ. جميل مزهر: الفلسطينيون بحاجة إلى خوض معركة سياسية (الجزيرة نت) ترتيب البيتودعا مسؤول الجهاد إلى الاهتمام بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتهيئة الأجواء لاستعادة الثقة بين طرفي الانقسام الداخلي، مطالباً حركتي فتح وحماس بالتوجه نحو المصالحة لأن فيها تقوية للموقف الفلسطيني.وبدوره، أكد عضو اللجنة المركزية لـالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن الفلسطينيين بحاجة إلى خوض معركة سياسية على كل المستويات لترسيم حدود الدولة، وضمان عودة اللاجئين وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية.وقال مزهر للجزيرة نت إن الإدارة الأميركية التي تمسك بحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن وتلوح به في حال ذهاب السلطة لهذا المجلس لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إنما هي وسيط غير نزيه وعلى السلطة أن تكف عن الرهان على الإدارة الأميركية.وأضاف أن المطلوب عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات كإطار وحيد لتنفيذ القرارات الدولية، وهو ما يتطلب حملة دولية من أجل تنفيذ ذلك، مؤكداً أن الموقف الأميركي من الدولة الفلسطينية غير مفاجئ لأنها منحازة بوضوح لإسرائيل ومصالحها على حساب مصالح الأطراف الأخرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل