المحتوى الرئيسى

هشتكنا وبشتكنا يا ريس

04/26 15:49

محمد القناص في مسرحية "الزعيم" اجتمع الرئيس بوزرائه ليسألهم عن حال شعبه، كلهم كانوا من صنف الطبالين، الذين يطأطئون الرؤوس، و"يسمعون الكلام"، ولا يقولون حتى "ثلث الثلاثة كام". يسأل الزعيم وزير "الإعلام" إذا ما كان يحمل ورقة وقلماً، قبل أن يُملي عليه نشيداً جديداً، جاءت كلماته "متواضعة" كحال عمل تلك الحكومة، "هشتكنا وبشتكنا يا ريس، دا انتا زعيم والنعمة كويس"، لتردد جوقة الطبالين النشيد من بعده في صورة ولاء تتردد في كل مكان تعيش فيه خفافيش الظلام، ويترعرع فيه "أشباه الناصحين". الوضع حول مسيّري الرياضة السعودية لا يختلف كثيراً، تبدو الصورة قريبة، وهم يرددون في أعمدة الصحف وتصريحات الفضائيات ذات الجملة التي اختتم بها الوزراء اجتماعهم مع الزعيم، ليخرجوا من القصور "متهشتكين" و"متبشتكين"، فيما لا يعني لهم واقع الرياضة شيئاً، ما دامت الجيوب مليئة، و"المواتر كشخة". دعونا نتحدث عن "خامس" الأربعة الكبار "الأهلي"، والذي يعاني منذ سنوات طويلة من أزمة يمر بنفقها المظلم، تارة ينافس على لقب الدوري، ومراراً للهروب من السقوط المرير إلى دوري المظاليم، فيما يظهر "المطبلون" في كل وسائل الإعلام المتاحة لطمأنة الجماهير، مؤكدين أن القادم سيكون ساراً، وأن الأحوال ستكون أفضل، وأن حملة التغيير ليست بحاجة إلا إلى الوقت لا أكثر، ليعودوا في نهاية الموسم الجديد معلنين أن فشل الخطط يتحمله رئيس النادي، وأن الحل بيد القطب الواحد. ثلاث إدارات مرت على الفريق في السنوات الأخيرة، كانت كلها تجر أذيال الخيبة، ولم تحقق أياً منها لقب الدوري، والغريب أن الجماعة إياها تخرج لتؤكد أن النظرة الثاقبة للقطب الأوحد ستعيد أيام الانتصارات، وأزمنة الأمجاد، وأن ما يجري ليس إلا كبوة جواد أصيل، مستكثرين على الجماهير "الغلبانة" الحديث عبر المنتديات، أو "فيسبوك"، وهم الذين غسلوا دماغها حتى "نظفت" وأصبحت تفكر بشكل جيد. الزمرة "إياها" نست أو تناست أن فريقها الذي يصنّف مجازاً على أنه من الكبار – بالرغم من جماهيريته التي لا يختلف عليها اثنان - لم يحقق سوى 5 ألقاب رسمية في العقد المنصرم من الألفية الجديدة، وأن هذه الألقاب ليست سوى كؤوس لا تحتمل إلا لعب عدد قليل من المباريات حتى يصل الفريق إلى النهائي، وخطف هدف كفيل بحمل الكأس، فيما الفريق يعاني الأمرّين في الدوري، و"ياكلها رايح جاي" من فرق صاعدة، وأخرى اعتادت جماهيرها الاحتفال بلقب الدوري، الذي هو خير برهان على قوة أي فريق على مستوى العالم. الفريق البطل يحتاج إلى شخصية، والجماهير التي صبرت على فريقها كثيراً، لها الحق في أن تفرح كما تفعل بقية الأندية التي تقدم لمحبيها البطولات تلو الأخرى، لا أن تحضر إلى المباريات لتتجرع مرارة الهزيمة، وعليه فإن على الأهلاويين عدم الالتفات إلى إبر المخدرين، الذين يجتمعون في تلك القاعة بانتظار المحاضرة، ومسح الجوخ، والخروج من الباب ليمارسوا هواية غسل دماغ الجماهير بمقولة: "إلي ماله كبير يروح يشتري"، فالأهلي مِلك محبيه، كما قال رائد الرياضة السعودية والركن الأهلاوي الكبير الأمير الراحل عبدالله الفيصل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل