المحتوى الرئيسى

محمود مرسي.. فنان خارج المنافسة

04/26 11:29

محمود مرسي.. فنان خارج المنافسة   محيط ـ  مصطفى الطاهر   الفنان الراحل محمود مرسيمرت ذكرى الفنان الكبير محمود مرسي التي توافق الرابع والعشرين من شهر إبريل الجاري هادئة تماما مثلما كانت وفاته ومثلما كانت حياته أيضا فالرجل ورغم مكانته الفنية الكبيرة كان مبتعدا عن الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى وظل يعمل في صمت ويقدم روائعه دون الدعاية لها أو الحديث عنها.   لم يكن محمود مرسي مجرد فنان وإنما كان شخصية وطنية تحظى باحترام الجميع فقد اتخذ مواقف طوال رحلته عكست عشقه لمصر وكرهه لكل من يحاول النيل منها أو التعدي عليها خاصة موقفه إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 واستقالته من هيئة الإذاعة البريطانية التي كان يعمل بها –آنذاك- احتجاجا على العدوان.   المذيع الوطني ولد الفنان الكبير محمود مرسي بمدينة الإسكندرية في السابع من يونيو عام 1923 وتلقى تعليمه بالمدرسة الثانوية الإيطالية بالمدينة قسم داخلي، والتحق بعد تخرّجه بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم الفلسفة، ثم التحق بمهنة التدريس لكنه لم يستمر فيها بعد تولد الرغبة لديه إلى عالم الفن.   عاش محمود مرسي طفولة قاسية بسبب انفصال والدته عن أبيه لكنها لم تتركه وكانت على علاقة جيدة به وعندما توفي والده قام ببيع ميراثه ليسافر إلى فرنسا ليتعلّم فن الإخراج السينمائي في معهد "الإيديك" وعمل هناك مذيعاً في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، لكنه طرد بقرار من السلطات الفرنسية ردا على قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس، وطرد الخبراء الفرنسيين.   غادر مرسي إلى العاصمة البريطانية لندن، والتحق بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية "B. B. C"، ولكن بعد سبعة شهور من تعيينه قدم استقالته وترك العمل احتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، الذي قادته بريطانيا.   ومكافأة له على موقفه الوطني هذا عاد ليعمل بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر مخرجاً ومذيعاً في البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، ليقدّم من خلاله برامجاً فنية وثقافية، ومنها برنامجاً متميزاً عن المسرح العالمي.   الدور الأشهر عقب إتمام فترة عمله بالبرنامج الثاني، وفي صيف عام 1957 عرض عليه المخرج العالمي يوسف شاهين العمل في فيلم "باب الحديد"، بعد أن لمس موهبته إلا أنه رفض هذا العرض ليسافر إلى إيطاليا في بعثة قصيرة لدراسة الإخراج التليفزيوني باستوديوهات روما، كما مارس الإخراج المسرحي، ليشارك بعد عودته إلى مصر بالتدريس في معهدي السينما والفنون المسرحية، ويواصل عمله بمجال الإخراج.   وفي عام 1962 عرض المخرج الراحل نيازي مصطفى عليه المشاركة في بطولة فيلم الهارب وقبل هذه المرة وكان قد تزوج من الفنانة سميحة أيوب وأصبح الدور الذي أداه مثار أحاديث الصحفيين والنقاد الذين أشادوا بموهبة صاحبه، وتنبئوا له بمستقبل فني كبير.   وبعد دوره في الهارب، وفي عام 1963، قفز محمود مرسي نحو مرحلة البطولة أمام فاتن حمامة وأحمد مظهر وشويكار وحسن يوسف وصالح سليم في فيلمي الليلة الأخيرة والباب المفتوح، ليبدأ مسيرته الفنية بقوة وينافس عمالقة الفن في ذلك الوقت.   يبقى دور عتريس الذي جسده محمود مرسي في فيلم "شيء من الخوف" هو الأشهر في تاريخه فالفيلم مأخوذ عن رواية الأديب ثروت أباظة وكتب لها السيناريو صبري عزت، وتولّى الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي صياغة الحوار والأشعار التي لحنها الموسيقار الكبير بليغ حمدي، وغنّتها بطلة الفيلم الفنانة الكبيرة شادية. وكان الفيلم الذي عرض في الثالث من فبراير عام 1969، مليئاً بالإسقاطات السياسية، والتي عكست رؤية كاتب الرواية ثروت أباظة من لثورة يوليو وقادتها.   وقد الفنان محمود مرسي في مشواره السينمائي العشرات من الأفلام الناجحة مثل "أغنية على الممر" و"ثمن الحرية" و"أمير الدهاء" و" الليالي الطويلة" و"حد السيف" و"فجر الإسلام" و"الخائنة" وفيلم "السمان والخريف".   نجم التليفزيون في أوائل الثمانينيات اتجه الفنان محمود مرسي إلى التليفزيون وقدم مجموعة من أروع المسلسلات التيس لازالت تحظى بمشاهدة حتى الآن مثل "الرجل والحصان" و"رحلة أبوالعلا البشري" و" سفر الأحلام" و"بنات أفكاري" و"العائلة" و"عصفور النار" و"لما التعلب فات".   كان مرسي يمارس العديد من الهوايات الثقافية، فكان ينظم ندوات ثقافية وسياسية في مراكز متخصصة في مدينة الإسكندرية مسقط رأسه، ويقوم بترجمة روائع الأدب العالمي من روايات ومسرحيات.   وفي يوم السبت الرابع والعشرين من إبريل 2004، رحل الفنان محمود مرسي يوم السبت عن عمر يناهز 81 عاماً، تاركاً لذاكرة الفن ثروة كبيرة من الإبداع؛ بعد أن داهمته أزمة قلبية في منزله بمدينة الإسكندرية بينما كان مشغولاً بتصوير مشاهده بالمسلسل التليفزيوني "وهج الصيف". وقد حصل الفنان الكبير على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية عام 2000 وجوائز التمثيل ‏الأولى عن دوره في فيلم "الليلة الأخيرة" في مسابقة الدولة عام 1964، وجائزة ‏أحسن ممثل في نفس المسابقة عام 1969 عن دوره في فيلم "شيء من الخوف"، و‏تم تكريمه في مهرجان الفيلم الروائي عام 1998، كما كرّمه مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الإذاعة والتليفزيون، وكرّمته وزارة الثقافة عن جهوده كأستاذ لمادة الإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية. تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش :       الثلاثاء , 26 - 4 - 2011 الساعة : 8:26 صباحاًتوقيت مكة المكرمة :  الثلاثاء , 26 - 4 - 2011 الساعة : 11:26 صباحاً

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل