المحتوى الرئيسى

نائبة بالكنيست: الثورة أعادت سيادة القرار السياسي لشعب مصر

04/26 10:43

القاهرة - أكدت النائبة العربية بالكنيست الاسرائيلي حنين الزعبي أهمية التغييرات الجذرية التي أحدثتها ثورة 25 يناير في مصر والتي لاتزال تداعياتها تتواصل داخل البلاد وخارجها، خاصة على المستوى الاقليمي.وقالت الزعبي من الناصرة عبر الهاتف اليوم الثلاثاء ان "ثورة الشباب" في مصر "أعادت من جديد الاعتبار للشعب كقوة استراتيجية ناسفة لأنظمة الاستبداد والقمع".انتخبت حنين الزعبي عام 2009 كأول "نائبة" في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو الحزب الذي يمثل التيار القومي لدى فلسطينيي الداخل(عرب 48).وقد شاركت في أسطول الحرية التضامني مع قطاع غزة في مايو العام الماضي والذي هدف الى إيصال المساعدات إلى أهالي القطاع غزة المحاصر اسرائيليا منذ اكثر من ثلاث سنوات، وقد دفعت ثمن مشاركتها غاليا عقب عودتها الى اسرائيل.يشار الى ان السفن المشاركة في اسطول الحرية تعرضت لهجوم عنيف من قبل البحرية الاسرائيلية نجم عنه مقتل ثمانية أتراك وأمريكي من أصل تركي.وقالت الزعبي: "ما من شك أن تداعيات هذه الثورة ستعيد النظر في الغطاء المصري الذي تم توفيره في مسيرة الخنوع والضعف والتنسيق مع اسرائيل التي سارت بها السلطة الفلسطينية والنظام المصري معا، إضافة الى محور كامل من الدول العربية يسمى بلغة اسرائيل محور الاعتدال".وأضافت "من الواضح أن حسابات اسرائيل والسلطة الفلسطينية ستتغير (بعد سقوط نظام مبارك) حيث اعتمد الطرفان على وجود حليف استراتيجي عربي ، وهو النظام المصري ، منسجم مع السياسات العدوانية الاسرائيلية من جهة ومع سياسات التنازل الفلسطيني الرسمي من جهة أخرى".وتابعت "أعطى نظام مبارك غطاء عربيا لاستمرار المفاوضات مع اسرائيل في ظل سياسات الاستيطان وتهويد القدس، وقد وضع نفس النظام شروطا أمريكية الصنع للوحدة بين فتح وحماس وضيق على المقاومة الفلسطينية، تماشيا مع سياسات منع الإرهاب وفرض الحصار على الفلسطينيين من الجهة المصرية"."كل هذا الدور المصري المتعاون مع اسرائيل ستنسفه تداعيات الثورة المصرية ورجوع سيادة القرار السياسي لشعب مصر العظيم فالثورة أعادت "للشعوب دورها".وأكدت النائبة أن الشعوب العربية "تحمل القضية الفلسطينية في وجدانها رغم أن اسرائيل لم تفهم ذلك بعد وهي تظن أن الشعوب العربية ثارت فقط على قضايا داخلية دون أن تمس الثورة الكرامة الوطنية العامة".وقالت إنه في الوقت الذي يظن فيه كثيرون أن اسرائيل ستقلل من اعتمادها على القوة العسكرية وستحاول استباق تداعيات الثورات العربية، يبدو أن اسرائيل تأخذ المنحى النقيض وهو زيادة الاعتماد على القوة العسكرية ورفع الميزانية العسكرية.وأضافت "نحن نستطيع أن نقول إن المرحلة الجديدة التي تؤسس لها الثورات العربية تستطيع أن تكون مرحلة جديدة أيضا فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، ومن الطبيعي والمنطقي أن تكون كذلك".وأشارت النائبة العربية بالكنيست إلى أن تطور هذا الصراع ومجرياته "اعتمدا في العقد الأخير تحديدا، وحتى ما قبل ذلك، ومنذ أوسلو، وحتى منذ محادثات مدريد، على عاملين، أولهما ضعف العالم العربي وثانيهما التنصل من القضية الفلسطينية كقضية عربية تتعاطى معها الشعوب العربية".وأوضحت الزعبي أنه عندما "ينبض قلب مصر تنبض معها إرادة العالم العربي بأكمله ونحن-الفلسطينيين- نضعف كثيرا بعالم عربي ضعيف ومتخاذل ومسلوب الإرادة" ، مشيرة إلى أن الثورة فتحت أفق الانتفاضة الشعبية من جديد.وذكرت أن نموذج ميدان التحرير في مصر قدم للشباب الفلسطيني ما كان عليهم هم أن "يعرضوه للعالم ضد سلطة فاسدة وغارقة في التنسيق الأمني مع اسرائيل وضد احتلال اسرائيلي غارق في تهويد الأرض العربية".وفيما يتعلق بانطباعات عرب 48  بشأن مجريات الأحداث في مصر ، قالت الزعبي" نحن فرحون ومنتشون مما حصل في مصر ونتباهى بالثورة وكأننا صنعناها! ليس لأننا صنعناها فعلا، بل لأننا تماثلنا مع الشباب والصبايا والنساء والرجال والشيوخ الذين خرجوا، ووددنا لو كنا معهم".وحول تقييمها للحصار المضروب على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 بعدما جرى في مصر ، أوضحت الزعبي أن طبيعة العلاقات المصرية الاسرائيلية ستتغير وذلك "بغض النظر عن طبيعة النظام الذي سيقوم في مصر باتجاه تخفيف حدة الحصار على غزة سواء كان ذلك بتخفيف الحصار المضروب من جانب الحدود المصرية الاسرائيلية أو بالتأثير على عملية صنع القرار السياسي في اسرائيل.. والذي سيرى أنه من الأجدى له عدم تحمل تبعات الحصار الشديد واستباق الأحداث أو الأزمات السياسية بتخفيف الحصار من جهتها (الجهة الإسرائيلية)”.وتابعت "عملية إنهاء الحصار السياسي على غزة تتعلق أيضا بمدى اعتماد اسرائيل على تسوية سياسية شاملة تحميها من عواقب الثورات العربية. لكننا نرى أنه رغم تزايد الأصوات الإسرائيلية المنادية بتسوية سياسية تستبق سيطرة الشعوب العربية على مجريات الصراع وعلى الرغم من أن هذه التسوية السياسية تخضع هي أيضا للشروط الاسرائيلية، فإن الخارطة الحزبية في اسرائيل ونزوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين ونحو سياسات القوة وفرض الحلول العسكرية بالقوة، تؤيد مواجهة عواقب الثورات العربية عبر زيادة القوة العسكرية الاسرائيلية وليس عبر الانخراط بمسار سياسي ما".وفيما يتعلق بالزعم بأن موجة التغيير التي هبت على العالم العربي بأنها مؤامرة أمريكية ، قالت الزعبي " الادعاء هذا هو المؤامرة على حرية ونهضة الشعوب العربية.. أما الثورات العربية، فهي أكثر شيء حقيقي وصادق وانساني وتحرري وراق حصل في العالم العربي وللإنسان العربي منذ استقلال الدول العربية".وردا على سؤال حول امكانية مشاركتها في "أسطول الحرية 2 “الشهر المقبل والذي سيسعى مجددا إلى رفع الحصار عن غزة ، قالت الزعبي " سأشارك اذا ما أقر مشاركة وفد سياسي يمثل فلسطينيي48".وحول ما تردد عن تعليق صلاحياتها كنائبة في الكنيست الإسرائيلي عقب المشاركة في اسطول الحرية العام الماضي ، قالت الزعبي " لم يتم تعليق صلاحياتي كنائبة.. تم فقط سحب جواز سفري الدبلوماسي وأنا أقوم باستعمال جوازي العادي لدى تنقلي".وأضافت "هناك تهديد بذلك (تعليق الصلاحيات) كما أن هناك تهديدات بسحب الحصانة والمواطنة لكنها كلها تهديدات تدخل في باب التحريض والملاحقة والهدف هو أولا اخافتنا واخافة كل من ينتمي للتجمع الوطني الديمقراطي بصفته يمثل تهديدا استراتيجيا كما تصفه إسرائيل".واختتمت الزعبي بقولها " لكن التخويف لن يفيد.. نحن أيضا كسرنا منذ مدة حاجز الخوف كما كسرته الشعوب العربية، وثانيا، وهو الأهم، الهدف هو نزع الشرعية السياسية عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي بصفته حزبا يمثل تيارا قوميا طرح مشروعا يناهض الصهيونية".اقرأ أيضا:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل