المحتوى الرئيسى

اللابدون فى قصب الصعيد

04/26 09:38

بقلم: عماد الدين حسين 26 ابريل 2011 09:32:06 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; اللابدون فى قصب الصعيد  بعض أهالى قنا «استقلوا» بمحافظتهم عن كل الجمهورية اعتراضا على تعيين لواء شرطة قبطى محافظا، وبعض أهالى أبوقرقاص أشعلوا فتنة طائفية بعد مشاجرة بين عضوين سابقين فى الحزب الوطنى على مطب صناعى تمت إزالته.إذا أحسنا الظن ولم نتحدث عن مؤامرة فإن ما يحدث فى مناطق كثيرة بالصعيد هذه الأيام يشبه إلى حد كبير المظاهرات الفئوية التى تكاثرت وتناسلت بشكل كبير عقب نجاح الثورة.. كانت احتجاجات تعبر عن مطالب عادلة، لكنها جاءت فى التوقيت الخطأ لتخدم النظام المنهار.نفس السيناريو يتكرر فى الصعيد الآن، لكن بصورة أكثر خطورة.. والمأساة أن الحكومة المركزية فى القاهرة وجزءا كبيرا من النخبة لا يدرك حقيقة ما يحدث هناك.لا أحد يجادل فى حق أهالى قنا فى ضرورة احترام الحكومة المركزية لآرائهم ، ولا أحد يجادل فى حق أهالى أسيوط أو سوهاج فى الحصول على خدمات مساوية لما تحصل عليه المنوفية أو الدقهلية، ولا أحد يجادل فى حق المسيحيين بالمنيا وبنى سويف فى حرية العبادة، لكن عندما تتحول آلية وتوقيت المطالبة بهذه الحقوق إلى خنجر فى ظهر الثورة، وخدمة مجانية لبقايا النظام، فعلى الأبرياء المعتصمين على شريط السكة الحديد بقنا، أو كل أصحاب الحقوق فى أى مدينة بالصعيد أن يدركوا أن احتجاجاتهم لا يستفيد منها أحد سوى نظام مبارك.كثيرون ظنوا أن بعض التيارات الإسلامية هى التى تقف خلف ما يحدث فى قنا، لكن شهود عيان أكدوا بما لا يترك مجالا للشك أن القوى الرئيسية المسئولة عن الاعتصام هى أعيان الحزب الوطنى وبعض قادة الأمن.سيقول كثيرون إن ذلك محض خيالات وعدم معرفة بالمكان أو المشكلة، والرد ببساطة أن كل القوى السياسية وفى مقدمتها الإخوان وغالبية السلفيين تبرأت من هذا الاعتصام.. أما فلول الحزب الوطنى فلن يظهروا ليقولوا نحن الذين نقود العملية.هل هناك مواطنون أبرياء فى الاعتصام؟! بالطبع نعم. هل ما يطالبون به حق؟! ربما نعم الى حد كبير، هل أخطأت الحكومة فى تعيين عماد ميخائيل محافظا؟! للمرة المليون نعم.هناك مشكلة كبيرة تسببت فيها رعونة الحكومة، لكنها مشكلة جرى تضخيمها لمحاولة إشعال الجميع. وإشعار الشعب أن الثورة تسببت فى مشكلات كثيرة. أرجو ألا يتطوع البعض للقول إننا نعيش هنا فى القاهرة فى برج عاجى ولا نشعر بما يعانيه أهل الصعيد.أنا أفخر أننى صعيدى، وكل أهلى لايزالون يعيشون هناك حتى الآن، ويعانون مثل غيرهم من فقر الخدمات والتهميش، لكن هل الحل أن نتحول إلى «مخلب قط» لبقايا نظام مبارك كى تنقض على الثورة.على كل العقلاء فى الصعيد، وعلى كل المعتصمين والغاضبين بالصعيد أن يفكروا جيدا وبهدوء فى حساب المكسب والخسارة لما يفعلونه.هل فكروا فى أن البعض يقول عنهم الآن إنهم صبروا وتحملوا أكثر من 40 عاما من الظلم والعدوان على يد نظامى السادات ومبارك، وفى اللحظة التى سقط فيها النظام يحاولون هم أن يكونوا الشوكة التى تطعنه فى ظهره. وأنهم لا يستطيعون الصبر شهورا قليلة حتى تكون هناك حكومة منتخبة تستطيع تحقيق كل مطالبهم.يا دكتور شرف: لا تنسى أن النظام لم يسقط بالكامل حتى الآن.. وكثير من رموزه «لابدون» فى الذرة والقصب بطول الصعيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل