المحتوى الرئيسى

لا صوت يعلو فوق صوت المصالحة .. بقلم د.مازن صافي

04/25 21:28

لا صوت يعلو فوق صوت المصالحة .. بقلم د.مازن صافي هذه وقفة مع النفس ، مع الواقع المشترك ، وقفة مراجعة ، وتأمل وتدبر .. كثيرة هي الوقفات التي سجلت في تاريخ قضيتنا الفلسطينية .. انتقلت القضية من جيل إلى جيل ، يأخذ كل جيل مسؤولياته ، لتظل الهِمم متصلة ممتدة مع اتصال أجيال الماضي والحاضر ، وتبقى تجارب العمل الفلسطيني المشترك زادا ناميا يشتد معه الصمود أمام جبروت وعنجهية الاحتلال الإسرائيلي والوهن الدولي أمام استحقاق الحقوق الفلسطينية .. علينا أن نعترف أن المجتمع الفلسطيني والعمل السياسي والاستحقاقات والمطالب الفلسطينية لا تستوي وترتقي مع بقاء واستمرار حالة الانقسام البغيض وانعدام أفق المصالحة .. نعترف لكي لا نقول أن هذه مسؤولية هذا أو ذاك ، بل لنقول أن المسؤولية أمانه أمام الله أولا ثم أمام الأجيال القادمة والتاريخ وكل فرصة يتم تفويتها لصالح بقاء الاحتلال أو ضياع إمكانية الحصول على أي إنجاز سياسي ، هي فرصة محرمة .. فكل إنجاز وحق فلسطيني يتم الحصول عليه يعني إضعاف الاحتلال .. الجهد في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة السياسية والجماهيرية يجب أن يتواصل وينمو حتى يحقق ثماره ، وكذلك يجب أن يتطور ليصبح تجربة تفيد في حال أي خلافات مستقبلية لا سمح الله ووقانا الله شرها .. إن المصالحة واللقاء الايجابي بين الأخوة في فتح وحماس وكافة فصائل العمل الفلسطيني ومؤسساته ضرورة وطنية ودينية وإنسانية لا مجال للتهرب منها أو التلاعب بمفرداتها ولا يحق لأي إنسان أن يعمل على تقويضها بأي صورة كانت .. ومن يتعمد ذلك فهو آثم أمام الله من ثم أمام الشعب والقضية .. لا بد أن تصبَّ جميع الجهود العاملة في مجرى واحد يعين على " تحقيق المصالحة " وبناء المؤسسات والدولة الفلسطينية ، وتحقيق أهداف الجماهير وعلى رأسها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية . ولا شك أن هناك جهود وطنية وإسلامية مخلصة تبذل الوقت والجهد والفكر لجمع كلمة الفصائل وعلى رأسها حركتي فتح وحماس .. كلمة واحدة ووحدة .. إن الانقسام هو مرض وطني فلسطيني ، لم يكن وليد لحظته ، ولا في وقت غفلت فيه العقول ، بل هو نتيجة أخطاء تراكمت خلال الفترة التي سبقت انتكاسة الوحدة الفلسطينية ووثيقة الأسرى وحكومة الوحدة الوطنية .. لا بد لنا من أن نقترب أكثر من واقعنا وحالنا ونبتعد عن أي أمور تبعدنا عن مصالحنا ومصالحتنا .. إن قادة الشعب الفلسطيني هم وحدهم المسئولون عن تحقيق المصالحة الفلسطينية وهم وحدهم القادرون على ذلك وأيضا هم وحدهم من يتحملون فشل تحقيقها .. إن تحقيق المصالحة يجب ألا تكون مطلب سياسي داخلي أو إقليمي ، بل يجب أن تكون استيراتيجية تؤسس لما بعدها ، ويجب ألا تتحول إلى كلمات في مقالات الكتَّاب أو مهرجات المناسبات أو فزعات موسمية .. بل يجب ألا تتحول الى مجرد عبارات طنانة بغير استيراتيجية حقيقية .. وفي المصالحة وإنهاء الانقسام يجب أن تكون الأفعال مطابقة للأقوال لكي لا تفقد الأقوال والتصريحات والوعود معناها .. وبالتالي كي لا نفقد ثقة الجماهير في أقوالنا وأفعالنا .. لعل من أهم أسباب فشل تحقيق المصالحة الفلسطينية هو أن كل فصيل أو فريق أو تجمع فلسطيني يرى أنه وحده على الحق ، وغيره على الضلال ، ثم يتم زخرفة ذلك أو تلك الرؤية الحزبية الضيقة تحت شعارات مزخرفة يفرضها على المجتمع .. ونسوا أو تناسوا أن المجتمع بحاجة إلى إعادة تهيئته لكي يتفاعل قبولا وفعلا مع المصالحة .. كل رؤية لا تخدم تحقيقها تعتبر " خارج التغطية الوطنية " .. هذا الجمهور الفلسطيني هتف ولازال يهتف حتى بح الصوت : " الشعب يريد إنهاء الانقسام " .. وعلى ارض الواقع استمر الانقسام .. حقيقة لا أريد أن يكون مقالي عبارة عن لوحة ملونة بالعبارات أو تنظير خارج الواقع .. أريد أن يكون مقالي جهد المقل والمقبول عند الله عزوجل .. فكم هي الكلمات التي تخرج وتنطلق في جو مشحون من العاطفة .. ولكن ما أود أن يكون هو تحقيق الحياة الكريمة للمواطن الفلسطيني .. في نهاية مقالي أؤكد على أنه لن تصح المسيرة ولن تتحقق المطالب الفلسطينية ما لم ينتهي الانقسام وتتحقق المصالحة وأن يكون هناك نهج وحدوي تفصيلي ومحدد وأهداف مفصلة ومحددة ودرب جليّ يسير عليها القادة والقيادة بوضوح وثقة ويقين .. اليوم يجب أن يكون الصوت هو صوت الوحدة ولا صوت يعلو فوق صوت المصالحة .. ونعم لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، وتعزيز الجهود المبذولة لإنجاح هذا الهدف ونعم للاحتكام لـ ِحاضنة أخلاقية في محاولة حل قضايانا ومناقشتها وفق أصول صادقة وصحيحة وصائبة ، بغض النظر عن خلافاتنا ، ونعم لــِ وقف التحريض الإعلامي مع الحفاظ على حق الرأي والرأي الآخر .. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل