المحتوى الرئيسى

وااا قهراه .. واااألماه .. بقلم : احلام الجندى

04/25 21:20

وااا قهراه .. واااألماه .. بقلم : احلام الجندى هل جرب احدكم القهر يوما ؟ هل جرب ان يمنع راغما عما يحب ان يفعل ؟ او اكره على فعل ما لا يحب ان يفعل ؟ وهل تركَ التعرض لمثل هذا اثر فى نفوس احدكم ؟ وهل تتجدد الحسرة والندم لديكم كلما تذكرتم انكم وافقتم على هذا القهر ؟ ام احيانا قد تشعرون بالرضا لأنكم لم تعارضوا ؟ ام قد تجتمع لديكم الحالتين جميعا ؟ إذا عاد كل منا لاسترجاع وتصفح مواقف حياتية مرت له دفعته الى الامتناع عن فعل ما يحب مرغما فيجد فى نفسه غصة ونقمة على من فعل به ذلك وخاصة إذا كان هذا المنع عن طاعة او منفعة خاصة او متعدية ،كيف يكون شعوره؟ هل منعت يوما من دخول المسجد لمجرد الصلاة فيه او لإمامة منزهة عن اى غرض او لدعوة اناس بسطاء ليس لهم باع فى سياسة او فعالية فى حياة ، لمجرد ان لك ميولا دينية قد تتفق فى خصائصها مع فصيل ما او جماعة ما فتنسب اليها مهما حاولت نفى ذلك عن نفسك ، وينطبق عليك المقولة الساخرة التى لا بد ان تقرها سواء رضيت ام ابيت " مش انتم الحكومة .. يبقى انتم عارفين كل حاجة " حتى توشك ان تصدق انهم حقا يعرفون عنك مالا تعرفه انت عن نفسك حتى توشك ان تستغربها وربما تتهمها بالانفصام عندما يصر الخصم على انك كذلك ، حتى تمنع من نيل موافقة لدراسة دينية ثم تتحايل لتنال موافقة من جهات اخرى ، ثم تمنع ثانيا وثالثا ورابعا وربما عاشرا من نيل ترخيص للعمل بما اهلتك له هذه الدراسة ، ثم تمنع من دخول المسجد وتتهم بأنك تساند مرشح لجماعة ما ، بل يهدد صاحب المسجد إذا سمح لك بالدخول ، بل ويهدد المصلين إذا تواصلوا معك ، فأى معاناة ستعانيها واى ظلم ستستشعره واى نقمة تنتابك واى انتقام تتمناه ، انك عندما تشعر انك اضعف من الخصم ولا حيلة لك معه بكل تأكيد عندها ستقول " اللهم اشكوا اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس ، يا ارحم الراحمين انت رب المستضعقين وانت ربى الى من تكلنى الى قريب يتجهمنى ام الى عدو ملكته امرى ان لم يكن بك غضب على فلا أبالى غبر ان عافيتك اوسع لى " وستكرر مرارا وتكرارا "حسبى الله ونعم الوكيل " حتى يرضيك الله او ينصرك الله فوالله لقد ظل الالم يراودنى كلما تذكرت هذا الظلم وهذا القهر والذى قد يكون شيئا لا يذكر امام ما نسمع ونرى من صور البلاء والابتلاء والعذاب التى يحكيها وذاقها من دخل آتون الظلم وليس من اصابه شرارها فقط مثلى ، حتى كنا من مؤيدى الثورة بأولادنا وافكارنا ودعاءنا وابتهالنا وتذللنا وتهجدنا وتوسلنا وكلمتنا وتنويرنا لغيرنا وبث الثقة فى النصر فى نفوس المتزعزعين حولنا حتى شفى الله غليلنا ونصر ثورتنا واسقط اعداءنا ، وندعوا الله ان يكونوا قد سقطوا حقا والا تعود لهم عائدة . ماسبق كان قهرا لم نكن نملك مقاومته قبل الثورة وبالتأكيد سيكون هناك موقف آخر حيال مثل هذه المواقف اذا تكررت وفى ظل الحرية وسيادة القانون التى قامت الثورة لتحقيقها . ولكن هناك قهر آخر لا ينتهي أثره بانتهاء زمن قبوله وظروفه والتى لن تتكرر ولكن يبقى بعدها تجدد الاسى والتحسر والندم والالم،فكيف يكون شعورك إذا كنت صاحب قلم ورؤية وكشفت مساوىء النظام السابق وصورة بدقة ما يحدث وناديت بصراحة لتنحية قادته وافساح المجال لمن يحسن القيادة ، ثم كنت من اوائل المشاركين بالرأى والفكر والتشجيع والمتابعة لتخطيط الشباب وصيحاتهم عبر الفيسبوك والجروبات والحركات للثورة بل وشجعت وأيدت ابنك ليكون قائدا فيها ثم دفعت بباقى اولادك ليكون لك ثلاثة اولاد بالميدان وكنت من الناشرين لفكرالثورة و المدافعين عنها والمتحدين للمناهضين لها ثم تمنع انت نفسك من المشاركة الفعلية فيها بل وتتهم بأنك دفعت اولادك الى التهلكة وتتحمل نتيجة تصورات رسخت فى الاذهان حول حكايات التعذيب التى لا يمكن ان يتخيلها بشر وما قد تؤل اليه الظروف اذا فشلت هذه الثورة ، بل ويستمر منعك حتى بعد نجاح الثورة ثم تكتشف ان الكثير من حولك قد شاركوا ولا يملوا من ذكر حكايات الثورة وذكرياتها واهوالها وترفها وتثبيطاتها وبشرياتها واخلاقها كيف يكون تأثرك و شعورك كلما تجددت امامك وفى خاطرك كل هذا . لقد سمعت مقولة أضاع نصف عمره من لم يحضر الى الميدان ، وأنا أقول بل والله عمره كله ، كيف رضيت ان أتاواجد فى زمن هذه الثورة وارضى واردخ للمنع ، حتى اميت نفسى الما وتحسرا كلما ذكرت امامى ذكرياتها . هناك نوع آخر من القهر قد تقبله راضيا ما دمت تعرف كل ما يتعلق به من نتائج بل وتشارك فى الوصول اليها، وقد يكون ذلك بسبب ان هذا القهر امكانية دفعه قائمة ومستمره ولك حرية رفضه او قبوله وان كان رفضة قد يؤدى الى تدمير حياة فعلى سبيل المثال فى مجتمعاتنا الشرقية رغم ان الدين قد حفظ للمرأة ذمة مالية خاصة تمكنها من حرية التصرف فى أموالها الا ان الرجل الشرقى يأبى على زوجته ان تتصرف فى درهم من مالها دون علمه فإما ان ترضى واما الاخرى . احلام الجندى صباح السبت 23/4/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل