المحتوى الرئيسى

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة بقلم: راضية الشرعبي

04/25 20:54

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة : هل سنشهد فعلا انتفاضة شعب عربي واحد؟ أم انتفاضة شعب فلسطيني أعزل ؟ بقلم: راضية الشرعبي تشهد البلاد العربية موجة عارمة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح السياسي والقضاء على الفساد المنتشر في دواليب كل دولة. كسّرت.هذه الاحتجاجات الصمت الداخلي ومن بعده جدار الخوف . تمرّد المواطن العربي واعتاد الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع وصور الموت الذي أصبح يدقّ باب كل شارع عربي وأشلاء الضحايا والشهداء التي توارى الثرى تحت أعين العالم كله. خرج الشارع التونسي ومن بعده المصري بعد نجاحهما في الإطاحة براس النظام ،خرجوا رافعين الأعلام الفلسطينية وصور القدس و هتفوا بحياة القدس والقضية الفلسطينية ، القدس الذي بدات معالم تختفي بسب الحفريات التي تطال أجزاء كثيرة منه. بدأ العدو الإسرائيلي يتحدث عن خسرانه لأصدقاء حلفاء كانوا يكممون أفواه شعوبهم ويصادرون أحلامهم ، يكبلونهم بمعاهدات سلام واتفاقيات حسن جوار ، بل والأمرّ من ذلك كانوا عملاء لهم داخل بلدانهم يساعدونهم في عمليات الاغتيالات التي استهدفت تصفية بعض الشخصيات الفلسطينية على غرار أبو جهاد في تونس. فتح على إثر هذين الثورتين معبر رفح وتوعد الثوار إسرائيل، التي أحسّت لأول مرة حجم الحقد العربي تجاهها. فهل أن الثورات التي تضرب المنطقة العربية ستكون الوقود الذي يشعل الانتفاضة الثالثة ؟ والدافع والمحرك الذي تستمد منها شرعيتها وقوتها؟ وهل على إسرائيل أن تحذر من ثورات الشعوب العربية ؟ بدأنا نجني ثمار التحركات الشعبية العربية. تململ الجانب الأمريكي وبدا يتحدث عن آليات لمعاودة الاتصالات بين الطرفين وإطلاق جولة جديدة من اجل استئناف محادثات السلام، على أمل أن تشغل بها الداخل والخارج، و أن تطفئ نار الحقد الذي بدأ يطفوا على الواجهة، و تواجه بها التحركات الفعلية التي بدأت تتحدث عن انتفاضة فلسطينية ثالثة سلمية . أدركت إسرائيل أن رياح التغيير في المنطقة بدأت تعصف بالكل، وبدأت تلجأ إلى وسائل المناورات القديمة من خلال الإيحاء بأنها تعد لعرض مبادرة، كما أشاع نتانياهو عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل شهر، أو عن نيته القيام بانسحابات جزئية من الضفة الغربية وخطوات مماثلة لوقف وقتي الاستيطان، وكله يأتي في إطار الالتفاف على تحركات بدأت من الجانب الفلسطيني الذي لوّح بضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية . إن إقامة دويلة فلسطينية تحت محراب اليهود لا قيمة لها خاصة و أن الدول العربية منزوعة السيادة و غارقة في ترتيب أوراقها التي بعثرتها رياح التحركات الشعبية بدأ العد العكسي للانتفاضة الفلسطينية السلمية التي أعدّ لها شباب فلسطينيون أطلقوا عليها اسم" مسيرة العودة ". العودة إلى الأراضي التي تم تهجير أجدادهم منها. وحدّدوا لها كموعد انطلاقة فعلية يوم 15 مايو كتاريخ رمزي لذكرى النكبة . و قد بدأ الإعداد الفعلي لهذه التحركات من خلال حشد إعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي . هذه الشبكات التي ساندت التحركات الشعبية العربية ونقلت للعالم كل أطوارها وأسرارها رغم التعتيم الإعلامي الوطني و عدم السماح للإعلام الأجنبي بتغطية الأحداث . فهل سنشهد فعلا انتفاضة ثالثة ؟ و هل سنشهد انتفاضة شعب عربي واحد أم انتفاضة شعب فلسطيني أعزل ؟ شعب عربي واحد أو لنقل لوبي عربي فاعل وضاغط يزحف لتحرير القدس واسترجاع ما نهب بجميع الطرق السلمية وعبر حشد كل القوى الفاعلة في العالم نحو تبني رأي عالمي فعلي عادل مساند للقضية الفلسطينية ومعطل للفيتو الذي يلوّح به كل مرة في وجه القرارات الأممية التي تبقى حبرا على ورق وترمى في غياهب النسيان. إذا نحو انتفاضة شعبية فلسطينية عربية سلمية إن أراد لها الكيان الصهيوني أن تكون سلمية ، وبشتى أنواع الكفاح إن أريد لها غير ذلك . القدس موعدنا وذكرى النكبة الفلسطينية انطلاقتنا .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل