رئيس عربي سيحاكم!!؟ بقلم:أ. نمر عايدي

رئيس عربي سيحاكم!!؟؟؟ /أ. نمر عايدي لو قال لنا أحد قبل سنة تقريباً أن زعيماً عربياً سيحاكمه شعبه لقلنا له هذا من ضرب الخيال ومن المستحيل حدوثه .كان البعض يقول أن الحديث عن الرئيس أو أولاده أو خاصته كان ضرب من المستحيل، وأي شخص تراوده نفسه ليقول أي شيء عن سيادة الرئيس كان مصيره السجن أو الموت أو التخوين والنسيان. ما الذي يحدث في مصر أهي سابقه لم تحدث في العالم العربي منذ نشوء ما اطلق عليه الامة العربية والتي تحولت الى امة إسلامية فيما بعد. أين مفهوم كبير القوم، وأن الكبير هو الذي لديه الحكمة والمعرفة والفطنة ولا تشوبه أي شوائب ، هو الملهم وهو الذي لا يخطيء، سواه هم اللذين يخطئون هو الذي يحاكم الناس ويعفوا عنهم ،هو الذي يقول من هو صالح ومن هو فاسد. فهو الذي كان على الدوام يصدر الاحكام على دون من سواه وكات قراراته تلقى الطبل والتزمير من كل وسائل الاعلام المسيطر عليها رسمياً. هل انقلبت الصورة في العالم العربي رأساً على عقب وأصبحت جموع الشعب والجماهير هي التي لديها الشفافية ولديها القدرة على المحاسبة وهي التي تقول وتحكم على ما هو صواب وما هو الخطأ. هل عادت الراية للجماهير لتكون الحكم والفيصل في كل الأمور. بعدها كانت كم مهمل لا قيمة له سوى في كل فتره زمنية وهي يوم الانتخابات المزيفه ،حيث تكون الصناديق مملؤه بأسم الشخص الذي سيحالف الحظ. وهذه الجماهير هي للتصوير امام الكاميرات ليرى العالم حجم الإقبال على الانتخابات ولكي يصدر وزير الداخلية في نهاية الأمر يقول فيه أن نسبة الانتخابات فاقت الى 80% واسماء الذين فازوا بها وهي بالطبع قوائم جاهزة قبل الانتخابات. هل يعقل أن هذا الكم الذي كان عليه السمع والطاعه لولي النعمة صباح مساء ويقول فيه ما لم يقله مالك في الخمر أيعقل يا بشر أن الذي حدث سيكون هو المعيار في الفتره السابقة وأن أي شخص يحيد عن الخط سيلقى مصير الرئيس مبارك وانباءه وحاشيته. لا شك ان هذه الأسئلة تدور في ذهن كل مواطن ويقول لنفسه هل ستستمر الأمور كما يشاهد الأن، أم سيلتف البعض على هذه الأنجازات ونرى صور للحكم السابق بوجوه جديدة وسماء جديدة. ونحتاج في كل فتره وبعد أنتهاء مدة الرئيس الجديد نرى حالة الطوارئ أم أن هذا الرئيس ملهم وليس كمثله شيء. وأذا غادر الحكم ستنتهي البلد الى غير رجعة هل سنرى مجموعة التزمير والتطبيل لتقول أبقوا على رئيسكم كي لا يأتي شخص لا تعرفوه ويخرب البلد. هل ستتغير الدساتير لملائمة الوضع الجديد الذي يريده الزعيم الجديد. قد يقول القائل أن التغيير حصل وبدون رجعة وأنا أقول معهم أنشاء الله أن يكون كذلك. أقول هذا لأن كثير من الزعماء العرب لا يرون أن في بلدهم أي مشكلة وأنهم على صواب والجماهير هي التي على خطأ. أن الذي فعله الملك عبد الله للشعب السعودي مثل يتحذى به لدى جميع أنظمة الحكم في العالم العربي. حيث وزع جزء كبير من ثروة البلد على ابناءه حتى لم يعد حجة لإي إنسان أن يخرج على ولي الأمر . لذلك على الجميع توزيع ثروة البلد على جميع إبناءه دون أن يتولد في المجتمع طبقتين أغنياء جداً أو فقراء جداً، كالذي جرى في مصر وتونس وغيرها من الدول المؤهلة للأنفجار. على الجماهير أن تكون واعية لما يحدث وأن لا تجعل أي شخص يسرق تعبهم وعرقهم ودمهم ويسخره لأجندات حزبية ضيقة أو يلتف على الجماهير ويحاول أن يوجه البوصلة بأتجاهه فقط ،الجماهير والشعوب العربية واعية ومدركة لكل شيء ولن تقبل إلا حكم جمهوري دستوري يكون الحكم لرئيس الوزراء الذي يصل عبر الأنتخابات الديمقراطية ليقود الحكم حسب برنامج أنتخبه عليه شعبه. لذلك نقول مزيد من محاسبة كل من سرق قوت وعرق وشرف شعبه .فنهايته ستكون مزبلة التاريخ ويكون شعبه في مصاف الشعوب الراقية والمعطاءه. بقلم /أ. نمر عايدي