المحتوى الرئيسى

> المجند حسين البربري أول من عبر قناة السويس بالقوارب المطاطية

04/24 21:14

وضع روحه علي كفه مثل الكثيرين من أبناء جيله فكان له شرف أن يكون من بين أول من عبروا قناة السويس في القوارب المطاطية باللحظات الأولي من الحرب. «اشتد عودي وصرت أقوي بفضل الجيش»، هكذا بدأ حسين البربري حديثه عن فترة التجنيد التي قضاها بداية من شهر يوليو عام 1969 وحتي شهر سبتمبر عام 1974 وهي فترة قد يكون عاني خلالها الكثير من الصعوبات ولكنه يعزو لها الفضل في كل ما اكتسبه من قوة رباطة جأش ساعدته علي خوض معركة الحياة بقوة، كما اكتسب جسدا قويا نشيطا يتعجب البعض من طاقاته مقارنة بعمره «62 عاما». ويعزو تلك الطاقة إلي فترات التدريب الطويلة الصعبة التي عاشها عسكري الصاعقة.. فقد كان يستعد لطابور الصباح وهو مرتدي ملابسه العسكرية الكاملة بما فيها الخوذة والشدة الثقيلة والسلاح ليمشي مسافة لا تقل عن 20 كيلو متراً في مقر تدريبه. كانت وجباتهم الغذائية محكومة بالعدد.. وفور أن ينتهي القائد من العد يضع الجميع الطعام في إطار برنامج تدريبي صنع منهم رجالاً يتحملون المشاق الصعبة واجتياز الحرب وهم صائمون متناسون تماما الجوع والعطش والتعب. لكن الحصول علي وجبات الطعام لم تكن بنفس السهولة بعد انتقاله لمنطقته العسكرية المواجهة لشط القنال، فقد ضربت القوات الإسرائيلية سيارة «التعيين» التي تحضر لهم طعاما فاستخدموا الدرجات لنقل المؤن بأنفسهم ولكن كل هذه الوسائل لم تسلم هي الأخري من الرصاص الغادر لقوات الاحتلال فتفتق ذهنهم إلي استخدام فلنكات السكة الحديد لنقل الطعام بعيدا عن أعين الأعداء. وما زاد من رباطة جأشه أصدقاؤه الذين يصفهم بأوفي الأصدقاء فقد كانوا حريصين علي التواصل مع بعضهم البعض واللقاء رغم تفرقهم في عدة مناطق. يصف البربري حرب الاستنزاف بأنها كانت أصعب أو أكثر مشقة من حرب أكتوبر نفسها، ويذكر أن الحصول علي إجازة لم يكن أمرا سهلا وكانت مدتها قصيرة ويضطر للمشي مسافة 12 كيلو متراً ليلا حتي لا يطاله رصاص العدو، وهو ما عطله عن الزواج، ولكن أسرته كانت فخورة بأن ابنهم يحارب في الجبهة من أجل عزة بلاده، وهو ما تكلل في النهاية بنصر أكتوبر الذي لا يزال يدرس حتي الآن داخل أعرق القوات العسكرية.. فذات مرة سأل أحد زملائه المجندين منذ 8 سنوات قائدهم: «حنطلع امتي من الجيش»، فرد عليه بصرامة شدية «طلع إسرائيل الأول وأنا اطلعك من الجيش»، وهو ما زاد من قوة عزيمتهم لقهر العدو الإسرائيلي. ذكريات ليلة العبور لاتزال محفورة في ذاكرته كأنها حدث بالأمس، يذكر أن القائد اجتمع بهم ليحدثهم عن عملية تدريب في اليوم التالي اعتادوا القيام بها، ورغم لهجته الحادة الصارمة إلا أنه سمح لهم بمشاهدة مباراة فريقي الاتحاد السكندري والزمالك وهو ما تعجب منه آنذاك، خاصة أنه شاهد تسيبا لم يره من قبل من ارتداء بعض الجنود للخوذة مقلوبة والشارة العسكرية بصورة غير صحيحة، ولكنه كان جزءاً من خطة محكمة عرفها بعد ذلك! ثم استقر أفراد الكتيبة في موقعهم المعتاد وهو ما رصدته أبراج المراقبة الإسرائيلية ثم انصرفت بعد تأكدها من عدم جديتهم، بعدها خرجوا وبدأوا في نفخ القوارب المطاطية وربطوا بينها بالحبال والقائد يصيح «حنحارب»، وهم في حالة جمعت بين الفرحة لقدوم اللحظة التي انتظروها طويلا والحماسة الشديدة للنيل من العدو الإسرائيلي، وفجأة غطت السماء غمامة من الطائرات فنزلوا بالقوارب حتي وصلوا للبر الثاني واجتازوا الساتر الترابي المليء بالألغام بدون سقوط ضحية واحدة في مدة لم تتجاوز ربع ساعة وهو ما هز قلوبهم بترديد كلمة «الله أكبر». وفي الثامن من أكتوبر تم ايقاع عدد من الأسري وكانت لحظة لها بريق خاص في نفوسنا -يقول البربري، فقد أثلجت صدورنا نشوة النصر، واستمرت سعادته عندما شعر بالحفاوة الشديدة من الشعب كله تجاه كل من يرتدي الزي العسكري وهو ما اشعره بحلاوة النصر والقوة التي مكنتنا من أن نفرض شروطنا علي العدو الإسرائيلي لاستخلاص كامل ترابنا الوطني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل