المحتوى الرئيسى

المسافة بيننا وبين اللغة العربية تبعث على القلق بقلم:أحمد يوسف ياسين

04/24 20:35

لم يصبني الذهول ولم تأخذني الدهشة فما حدث لم يكن حتى مفاجأة ، سألت طالبا تخرج حديثا من جامعة وطنية تضخ الى( سوق العمل) آلاف الخريجين سنويا ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن سوق العمل الذي وضعته بين قوسين ، وهذا الطالب تخصص في دراسة اللغة العربية وتحرج بتقدير جيد جدا سألته ان يعرب جملة ( فتحت الباب ) ، لا أبالغ أبدا حين أقول أنه لم يتمكن بل ولم يقترب من الجواب ولا يعرف شيئا عن الضمير المتصل ، وبرر لي وقد شعر بالحرج أنه لم يدرس اللغة العربية بل درس أساليب تدريس اللغة العربية ، مما يعني انه سيصبح معلما في مدرسة ما وهذه كارثة ... بعد المثال السابق لطالب درس اللغة العربية أو أساليب تدريس اللغة العربية فكيف بطالب درس تاريخ مثلا او علوم سياسية .. الخ ماذا سيكون حاله ؟؟؟ المشكلة السابقةـ ان جاز لي أن أسميها مشكلة ـ هي ليست الجرح الحقيقي الذي تعاني منه لغتنا ، فربما يسأل سائل : ما فائدة معرفتنا بالنحو والصرف وخلافه من فنون اللغة العربية مادمنا لا نمارسها ولا نحتاجها في حياتنا العملية ؟؟ ويضيف آخر ان اللغة العربية معقدة دون لغات العالم وتحتاج الى دراسات عميقة وكثيفة للمعرفة بها ، ونقول ربما ذلك صحيح ولكن المسألة لا تتوقف هنا ، بل أصبحت مسألة القدرة على القراءة والكتابة ظاهرة لافتة للنظر بين طلاب المدارس والجامعات .. لا أبالغ حين أقول أن طالبا في ( التوجيهي ) عجز عن قراءة عنوان كتاب بشكل صحيح وان طالبا آخر عجز عن قراءة خبر قصير في جريدة ، وأن طالبا في احدى الجامعات المحلية عجز عن كتابة سطرين دون أخطاء املائية .. وهذا الداء ـ أصبحت أسميه داء وليس مشكلة وأرجو أن لا يكون عضالا ــ وصل في انتشاره الى فئة يجب أن تظل بعيدة عنه بل وأن يكون معها الدواء وهي الأدباء ، وهنا يجب أن أضع الأدباء بين قوسين ، وأخص من يدّعون الأدب وخاصة الشعر ، فكلنا نعرف ان الشعر بالذات لا يقبل الخطأ أبدا ويبنى على المفردة العربية نحوا وصرفا وغيره من قواعد اللغة العربية ، فاذا كان خطأ الطالب بقيراط فان خطأ الشاعر بألف قيراط ، واذا كنا نبرر للطالب ضعفه في اللغة العربية فاننا لا يمكن أن نبرر لمن يقول عن نفسه أنه شاعر . في صحيفة دنيا الوطن التي نقدرها ونقدر ما تقوم به من نشر ابداعات الشعراء والكتاب كانت هناك قصيدة في صفحة الشعر بعنوان ( لو تمنيتي الرجوع ما رجعت ) المنشورة بتاريخ 23-04-2011 وبالنظر الى عنوان القصيدة يتبادر للذهن أن خطأ املائيا ربما سهوا أو طباعة في كلمة ( تمنيتي ) ولكن تتكرر الكلمة على طول ( القصيدة ) التي لست أدري كيف سميت قصيدة ،وفي مقطع آخر يقول ( الشاعر ) صاحب القصيدة (فأنتي كلمة كانت عنوان كتابي ) ونرى هنا كلمة ( انتي ) للأسف تتكرر في أكثر من موضع في القصيدة ... وللأسف كثيرون من يكتبون ضمير المخاطب للمؤنث أنت على شكل ( أنتي ) باضافة الياء والى ضمير الملكية للمؤنث لك على شكل ( لكي ) .. ويكون هنا من شاعر ينشر قصيدة والله كثير !!!! أحمد يوسف ياسين عانين ـــ جنين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل