المحتوى الرئيسى

سيكالوجيات نادرة بقلم:مروان صباح

04/24 20:28

سيكالوجيات نادرة كتب مروان صباح / ذهبت الشعوب العربية إلى أقصى حدً في المغامرة وبدون أن تعرف النتائج على وجه اليقين ما يمكن أن ينجم عن مثل هذا الحراك بين سلطات ذات خبرات عالية في بناء مدارس أمنية بالقمع وبين شعوب تتطلع لإحراز نهاية بتحويل النظام الديكتاتوري إلى جسد رجل كي يتسنى لها قتله ، لقد تنازل الإنسان العربي عن أعز ما لديه من أجل حفنة دراهم بسبب بلوغ أشكال القهر والفقر مداه وقد إستغربا من سيطرة عليه حالة الإستلاب لِما حدث من الإنقلابات التى جاءت في ليلة ظلماء من دون إحم ولا دستور بحيث استطاعت الشعوب قلب الطاولة رأساً على عقب ليصبح الشقيق هو العدو اللدود والعدو المتمثل بحلف الناتو هو الحميم لكنها لم تأتي العلاقة نتيجة مرجعية أخلاقية بل جاءت مشروطة بطابع المصالح الثنائية . من الصعب أن نتكهن لسيكولوجيات من يحكم هذه الأمة حتى لو أجبرك الفضول المعرفة وقرأت معظم الكتب التى تتناول هذا العلم ، ففي كل مرة لديهم ما يفاجىء به المرء بحيث استحدثوا ميحطات من الفقر والإهانات وأصبحت المجتمعات تغوص في تلك الماء العفن فكان الغرق مصير حتمي ، وحولوا الدولة إلى نظام شرطي قمعي وابتكروا أساليب الإضطهاد والإذلال بحيث لم يكن في حسبان هذه الأنظمة أنه سيأتي يوم من يصفع بوعزيزي وأن هذه الصفعة ستشعل النار بقواعد الحكم وتطيح برؤوس وكراسي متأكلة من الداخل متجملة بمساحيق تجميلية من الخارج . لكن تأتي محاولاتهم في إنقاذ كراسيهم متأخرة وبائسة وبطريقة تنطوي على كثير من الغطرسة والوحشية والتبجح والتكليح خصوصاً في ليبيا واليمن وسوريا ليضيفوا من اضافتهم محيط من المحيطات التى ابتكروها في عهدهم محيط الدم الأصفر كانهم لا يستطيعون الأستمرار بالعيش دون أن يمتصوا دم الشعوب وهناك طريقتان معتمده لديهم فقط التجويع المصحوب بالقمع او القتل . عندما نقرأ التاريخ المزدحم بالحروب والديكتاتورية نلتقي مع شخصيات تجاوزوا كل التوقعات وقاموا بإبادات جماعية لشعوبهم ولكنهم تركوا لمن تبقى من أصلابهم ، سكك حديد تربط جغرافية بلادهم ببعض ومصانع أوصلتهم إلى الفضاء وإقتصاد راسخ يمدهم إلى هذا اليوم نفعاً ، أما ما نراه اليوم لديكتاتوريين مجردين من كل شيء إلا السحق والقتل بدم بارد ، بالتأكيد سيتركون لشعوبهم دول فاشلة مع مجموعات من البلطجين وقطاع الطرق وموزعين للمخدرات ، لهذا ترى المعركة التى تدور بين الشعوب والأنظمة من أشد المواجهات التى حصلت وتصر على منطق أما هو أو هي أما حياة أو موت وليس هناك طريق لحلول وسط . التجمعات العربية منذ الإستقلال لم تشهد بناء حقيقي بمعنى مفهوم الدولة ولم يخطر ببال أي نظام عربي سواء كان قد خلع نتيجة هبات رياح التغيير أو في طريقه للخلع لأن بإختصار تكوين الدوله نقيض الفساد والإستبداد ، بينما اُسسى الدولة تتسم في الديمقراطية وعدم التوريث والإبتعاد عن التسول والتذلل والتبعية للأخر والقرار المستقل المستند على ديمقراطية صناديق الإقتراع الحرة والنزيهة وتنمية إقتصاد راسخ وقادر على مواجهة التحديات . بعد هذه الويلات من العذابات لن ينسى من عاش زمن الإستعباد والإستبداد أن يسعى لمنع إمتلاك الحديد في الدول العربية القادمة عقاباً لمن كان يُضرب بيد من حديد على أيدي الشعب عقاباً له على مطالبته بالحرية . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل