المحتوى الرئيسى

مفردات تحت المجهر (الحرية في سوريا)بقلم: د. رفيق رسوق

04/24 19:27

مفردات تحت المجهر (الحرية في سوريا) د. رفيق رسوق وبعد كل الذي جرى أصبحت أعاني من الغثيان ويصيبني قرف واشمئزاز عندما أسمع بكلمة حرية ! نعم لا تستغربوا هذا أبدا فلقد شوّه السفلة الساقطون المعنى السامي للحرية وحرّفوه واستأثروا بمعانيه ووظفوه بما يخدم مشاريعهم ومشاريع أسيادهم ومع الأسف أن الذين عملوا على هذا التشويه الفظيع هم مجموعة مأجورة بريئة من الوطن والوطن منها براء ، بريئة من الدين الحنيف والدين منها براء ، بريئة من الإنسانية والإنسانية منها براء ، مجردة من الأخلاق ، وهم يعتقدون أنهم يمثلون الوجه المشرق لهذا الشعب وهذه الأمة ويقدمون أنفسهم كمجموعة حقوقية مثقفة رائدة للمجتمع وهم من كل هذا براء ولا يتعدى حجمهم ودورهم حجم بعوضة أو دودة تفتك بهذا المجتمع، نعم إن لديهم ثقافة لايُحسدون عليها وهي ثقافة التخريب لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية ولحمتها الوطنية ،ثقافة صناعة الموت والترويج له ضد رموز الوطن والأبرياء ، ثقافة التحريض الطائفي في مجتمع تحلم كل مجتمعات العالم أن تكون مثله ، ثقافة الخيانة والعمالة لأعداء الوطن والشعب من الصهاينة وأتباعهم من الخونة المستعربين ، ثقافة الكذب على الفضائيات وقلب الحقائق وما أكثر الشواهد والبراهين ، ثقافة الإشاعات المغرضة التي تنال من عزيمة مواطننا السوري البطل ، وبعد كل هذا أليس لدي الحق بالقرف والاشمئزاز من الحرية التي يتشدقون بها ويقاتلون من أجلها ، فإذا كانت هذه هي الحرية فإنني أعلن حربي على الحرية وتبا لهم ولحريتهم ولمن علمهم هذه المعاني للحرية . الحرية معنى إلهي مقدس وحق اجتماعي وديني وقانوني مشروع ولكنه لا يليق إلا بمستحقيه من الشرفاء و العقلاء والصالحين والنبلاء والحريصين على عزة أوطانهم وشعبهم وليس للذين يتآمرون على وطنهم ويصادرون حريات الشرفاء من أبنائه في حق العيش بأمن وأمان ومزاولة الأعمال والواجبات المهنية التي تلبي حاجات الوطن والمواطن ، والنوم بأمان والتنزه وحرية أطفال الوطن باللعب في الحارات والتعلم في المدارس والنوم بدون خوف أوقلق وحتى في الأحلام ، فالحرية ليست حقا حصريا لهم ليوظفوها بالتخريب والقتل والإجرام . لقد دنس هؤلاء السفلة والقتلة المتآمرون قدسية هذا المصطلح وأساؤوا لمعانيه السامية فتراهم كالعاهرة التي تطالب بأوسمة الشرف وتتهم الآخرين بمصادرة حريتها ، وتراهم على الشاشات الفضائية التي لا تقل عهرا عنهم كالقردة والسعادين يقفزون ويتنقلون ويتسلقون الجدران لحرق مؤسسات الدولة وللتخريب وكأنك تشاهد جيشا معاديا من بلد آخر وأنك في حالة غزو . ولكم أعجبني تعليق والدة إحدى زميلاتنا وهي متقدمة في السن حيث سألت باستغراب عما تشاهده في التلفاز من تحركات وصفوها بالشعبية ؟ حيث قالت : ماهذا الذي أشاهده ! قالوا لها : إنها مظاهرات ، فقالت وماذا يريدون ! قالوا : يريدون الحرية ، فقالت ( منشان كل واحد يلوح دنبوا على كيفو ) ، بالتأكيد ليس المقصود هنا المواطنين الشرفاء والصادقين والعقلاء والحريصين على منعة هذا الوطن الغالي ودوره القومي الريادي في دعم حركات التحرر العربية والعالمية من الاستعمار وليس العكس باستعمار حركات التحرروالتآمر عليها وعلى قضاياها العادلة كحق الشعب العربي الفلسطيني في التحرر من الاحتلال وفي تحرير أرضه المغتصبة وعودة اللاجئين لديارهم وحق تقرير المصير ، هذه الحقوق التي تقرها كل الأديان والقوانين في العالم والتي ماانفكت أمريكا تحاربها وتصادرها في المنظمات التي تدعى دولية منذ نشوء الكيان الصهيوني الغاصب حتى الآن وتحارب من يدعمها وهذا الذي نشهده الآن هو حرب أمريكية على من يدعم حركات التحرر الشريفة، وتأتي أمريكا لتعلمنا دروسا في الحرية وتدعي حرصها على حق مواطننا السوري في المطالبة بحريته وتتجاهل حقوق الشعب السعودي والبحراني والخليجي بشكل عام في التحرك للمطالبة بحريته واستعملوا هذا المصطلح الذهبي البراق ذو المعاني الفضفاضة ككرة الثلج التي يدحرجوها لتكبر ويصلوا إلى أهدافهم القذرة عبر أدوات أكثر قذارة ممن باعوا أنفسهم للشيطان ونصبوا أنفسهم كدعاة للحرية والعدالة سالكين طريق الفتنة والقتل والتخريب والترويع عبر فتاوى شيطانية من جند إبليس ممن يدعون أنهم رجال دين والدين منهم براء ، واستغلوا موقعهم الديني للتآمر على الإسلام والعروبة واستصدروا بيانات من منظمة هم اخترعوها وهندسوها ووظفوها لخدمة أعداء الأمة العربية والإسلامية وسموها اتحاد علماء المسلمين والذي لم يحرك ساكنا عندما حرق القس الأمريكي القرآن الكريم ولم يفعل شيئا عندما قتل أكثر من مليون عربي مسلم في العراق على يد أمريكا وعملائها ،ولم يفعل شيئا حيال الممارسات الإسرائيلية الإجرامية اليومية بحق الشعب العربي الفلسطيني من قتل وتدمير للمقدسات الإسلامية وانتهاك للحرمات و...و...ويأتي ليطالعنا بفتاوى تدعوا للفتنة والقتل والتخريب والجهاد في سوريا ضد الوطن السوري وشعبه البطل عبر أدوات ضلت طريق الحق . ماأقرفهم .... حتى الجهاد ومعانيه الإلهية السامية لم يسلم من تحريفهم وفسقهم وتدنيسهم ، فالجهاد أيها المارقون يحتاج الحديث عنه لأشهر ولكن إذا أخصصنا المعنى المادي الميداني فهو قتال إسرائيل وأمريكا ومن يؤيدهم أي قتالكم أنتم ، الجهاد هوالقتال من أجل تحرير فلسطين والكرامة العربية والمقدسات الإسلامية مسرى رسول الله. لقد استعملوا لهذه الغاية التضليل للجهلة بالدين وشراء النفوس الضعيفة من الحاقدين وهم لا يدركون أنهم مطيّة من قبل الدوائر الأمريكية والإسرائيلية لتنفيذ مخططاتها القذرة عن طريق تحريكهم باسم المطالبة بالحرية للوصول بهم إلى الأهداف الحقيقية لهذه الكذبة التي تمر على الأغبياء فقط ، ويجب الإنتباه إلى توزيع الأدوار في هذه اللعبة القذرة حيث أن الذين يتحركون على الأرض للمطالبة بما يسمى الحرية هم في غالبيتهم الساحقة من أعمار دون سن البلوغ ، أعمار المراهقةو لا يدركون ما هو المطلوب وما هي الحرية التي نزلوا من أجلها ولا يتعدى دورهم دور من تورط في الانخراط بتنظيم مجهول استعملوا له عناوين براقة تشد كل الناس وشيئا فشيئا تبدأ الشعارات بالتغير وسقف المطالب يكبر للوصول إلى تحقيق أهداف إسرائيل وأمريكا من تفكيك المجتمع السوري وإضعافه وإضعاف النظام الممانع للمشاريع الصهيوأمريكة وفصله عن المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين لتصبح هذه الأخيرة صيدا سهلا لهم ، فضلا عن توظيف رغبة الظهور لهذه الشريحة على الفضائيات ووسائل الإعلام التي وظفت لهذه الغاية ،كبطل من أبطال التغيير مقتديا بما حدث في بقية البلدان العربية ، أما المجموعة الثانية فهي مجموعة المطبلين والمزمرين من أشباه المثقفين والفارين من وجه العدالة والذين أغلبهم ملاحق بقضايا متنوعة وهي مجموعة الدعم على الفضائيات المأجورة ، والمجموعة الثالثة هي مجموعة صناعة التخريب والموت وهي حطب الموقدة لهذه المؤامرة القذرة ، والمجموعة الرابعة هم شخصيات عربية ومحلية لها حضورها في الإعلام العربي وبعض المصداقية سواء دينية كالقرضاوي وغيره أوسياسية كعزمي بشارة السافل والمجموعة الخامسة هي مجموعة الدعم الإعلامي اللامتناهي باستعمال كل الوسائل غير المشروعة وغير الأخلاقية من الكذب والتشويه للحقائق والمجموعة السادسة هي خبراء الحرب النفسية وهم بالمئات من جنسيات مختلفة يديرون حربهم من غرف عمليات موزعة في بلدان حول سوريا والمجموعة السابعة هي الدول المستعربة وأمريكا والدول الأوروبية التي تصدر البيانات التحذيرية ضد سورية والمجموعة الثامنة هم رأس الفتنة من المخططين والمدبرين والذين يدفعون تكاليف هذه المؤامرة ويرقصون على الدماء. وضحية هذه المؤامرة هم أبرياء هذا الوطن الغالي من الشهداء الشرفاء وليس من القتلة الذين مثّلوا بالجسد السوري الطاهر ، والضحية هو الوطن والشموخ والعزة والأمن والاطمئنان على يد عصابات القتل والفتك والتطرف والموت والتخريب وكل ذلك باسم الحرية الكاذبة ومن المؤسف أن كثيرين يقولون أن التظاهر السلمي حق مشروع ! وبعد كل هذا يسمى تظاهر سلمي فمن كان له مطلب لماذا لا يلجأ للجهات المختصة ولوسائل الإعلام ! وإذا كان في نزولي للشارع للمطالبة بمطالب محقة ذريعة يوظفها العملاء والقتلة المأجورون فإن في نزولي تكريسا للقتل والتخريب وهذا يحاسب عليه القانون وأظن أنه لم تعد هناك حجة لعاقل في سوريا بالنزول للشارع إلاّ لأبناء الشوارع والمخربين في هذه الظروف ومن حق المواطن على الدولة ومن واجب الدولة تجاه أبنائها أن تعمل على تخليصهم من هذه العصابات المخربة التي تهدد أمنهم وتسلبهم حريتهم بالعيش بأمان وأن تعاقبهم العقاب الذي يستحقونه 23/4/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل