المحتوى الرئيسى

المصابون بالإيدز في ليبيا.. لغز في طريقه للحل

04/24 13:50

- بنغازي (ليبيا)- الألمانية Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live'; ربما بات أحد أكثر الأسرار قبحا لنظام العقيد الليبي معمر القذافي في طريقه للانكشاف، ففي عام 1998، أصيب أكثر من 400 طفل بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) في مستشفى للأطفال في مدينة بنغازي الليبية، ولا يعرف إلى يومنا هذا من المسؤول عن تلك الإصابات.لكن الآن هذا النظام المحاصر فقد السيطرة على المدينة الواقعة شرقي ليبيا، ويمكن للشهود أخيرا أن يتحدثوا دون خوف من تعرضهم للانتقام، واختفى آخر عنصر استخبارات في المستشفى، الذي كان يدبر أن يبقى كل شخص صامتا، في أول يوم من الانتفاضة في بنغازي، وفقا لما ذكره أحد المدراء بالمستشفى.وبعد الكشف عن الإصابة الجماعية للأطفال، أدين طبيب فلسطيني و5 ممرضات بلغاريات كانوا يعملن بالمستشفى في محكمة صورية، بأنهم حقنوا عمدا الأطفال بدماء ملوثة بفيروس "إتش آي في".وقال ممثلو الادعاء: إن دافعهم كان الكراهية تجاه الشعب الليبي، أو أنهم أدوات في أيدي قوى أجنبية شريرة، وكان الغربيون الذين تابعوا المحاكمة ينظرون إلى المتهمين على أنهم كبش فداء لنظام مارق.ويعمل المستشفى الصغير، الذي يقبع خلف أشجار وحائط مطلي بلون الرمال، بصورة طبيعية حاليا، إلا أنه يكاد يخلو من المرضى بعد عامين من تلك الفضيحة.جريمة متعمدة؟وقالت أمل السعيدي، التي تعمل في معمل المستشفى منذ 15 عاما: إن "الحالات الطارئة والأشخاص الأشد فقرا هم فقط من يأتون إلى المستشفى لأن الناس يخشون من الإصابة".وأضافت السعيدي، أنها متأكدة أن إصابة الأطفال كانت متعمدة، وأنها لا يمكن أن تتصور طبيعة من يحيك مثل هذه الخطة الشيطانية، مؤكدة أن "هذه الجريمة لا بد وأنها قد خطط لها على أعلى المستويات"، واستبعدت نظرية أطباء أجانب قالوا، إن تفشي فيروس "إتش آي في" يرجع على الأرجح إلى عدم النظافة العامة في المستشفى.وقالت: "إذا كان 12 طفلا هم من أصيبوا، فإنه من المحتمل أن يكون الوضع كذلك، لكن إصابة أكثر من 400 مستحيل"، وأشارت إلى أن الأطفال المصابين لم ينقل إليهم أي دماء ملوثة، كنا نعالجهم من أمراض في الجهاز الهضمي، وكانوا يعالجون بتعليق محاليل لهم".وأشار علي التويتي، الذي كان يعمل في المستشفى وقت تفشي الفيروس، إلى أنه "يجب اكتشاف الذي حدث بكل الوسائل، الأمر مهم للغاية لآباء الأطفال ولنا كأطباء أيضا"، وقال: إنه التزم الصمت لسنوات إزاء تلك الحادثة.وترقرقت عينا الطبيب النحيل، صاحب اللحية المشذبة بعناية، بالدمع وارتعشت شفته السفلى، فمعاناة الأطفال ويأس آبائهم لا يزال يعذبه، وتوفي بعض الأطفال، ولا يزال آخرون يعيشون معزولين بصورة كبيرة عن العالم الخارجي في مركز خصيصا لهم.وفاضت بعض الدموع من عيني التويتي حزنا على نفسه، لأن عائلات لأطفال مصابين ألقوا باللوم عليه في بادئ الأمر هو وأطباء آخرون في المستشفى، وضربته أمهات بأيديهن.وقال: إنه شعر بأنه كما لو كان مصابا بالجذام، وبينما كان يتحدث، شعر بالحرج من أن تتساقط دموعه أمام غرباء، فرفع نظارته الطبية والتقط منديلا ورقيا مسح به عينيه.وأشار إلى أنه رغم أن الممرضات المتهمات عملن في عدة أجنحة في المستشفى، إلا أن الإصابات تفشت فقط في قسم واحد من بين الأقسام الثلاثة في المستشفى، وقال: إن هذا أيضا يؤدي إلى الاعتقاد أن تفشي "إتش آي في" لم يكن حادثا عرضيا، لكن من الذي لديه القدرة على القيام بفعل وحشي كهذا، وما هو دافعه؟!جدير بالذكر، أن العاملين الطبيين الأجانب المتهمون في القضية سجنوا وحكم عليهم بالإعدام. وفي يوليو 2007، بعد عدة محاكمات وضغوط من دول أوروبية عديدة، رحلوا في نهاية المطاف إلى بلغاريا، حيث تم العفو عنهم جميعا وأطلق سراحهم، ومنح الطبيب الجنسية البلغارية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل