هل بدأ شهر العسل بين مصر وإيران؟

بقلم: يو آل غوزنسكى 24 ابريل 2011 10:44:07 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; هل بدأ شهر العسل بين مصر وإيران؟  اعتبر نظام حسنى مبارك إيران منافسة أساسية له على الزعامة الإقليمية، وأنها تسعى لزعزعة استقرار النظام فى القاهرة. وقد عملت مصر خلال حكم مبارك على وقف تهريب السلاح مع إيران، وكبح نفوذ المعسكر الراديكالى الذى تتزعمه. لكن تغيرا حدث فى الفترة الأخيرة، ويبدو أن «ربيع الشعوب العربية» سيؤدى إلى إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمة. ومن الأمثلة على ذلك، سعى مصر ما بعد مبارك للتقارب مع إيران، وبروز أصوات فى القاهرة تتحدث عن الحاجة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.تقتضى المصلحة الإسرائيلية مواصلة العمل على وقف تهريب السلاح عبر أراضيها، من السودان فى اتجاه سيناء وصولا إلى غزة، وكبح محاولات إيران تقوية نفوذ المعسكر الراديكالى. فما الذى سينتظرنا فى المستقبل؟ليس واضحا ما إذا كانت مصر ستغير بصورة جوهرية السياسة الخارجية التى انتهجتها خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فمثل هذا التغيير لن يلحق ضررا بعلاقة القاهرة مع إسرائيل فقط، بل أيضا بعلاقتها مع معسكر الدول المعتدلة وفى طليعتها السعودية ودول الخليج العربى التى تشهد تدهورا كبيرا فى العلاقة مع طهران.وفى جميع الأحوال، فإن التوجه المصرى الحالى إزاء إيران سيكون على ما يبدو جزءا من سياسة خارجية جديدة لمصر ما بعد الثورة تهدف إلى إقامة علاقات طبيعية مع مختلف الدول المجاورة لتحسين موقع مصر الإقليمى الذى تراجع فى الأعوام الأخيرة. لكن على الرغم من ذلك، تجدر الإشارة إلى أن تنحية مبارك والمناصرين له لم تؤد إلى تغيير فى النظرة الأمنية المصرية، ومن المتوقع أن يبقى موقف إيران وحلفائها متعارضا مع المصالح المصرية الوطنية.تسعى إيران من جهتها لتصوير التحول فى السياسة المصرية إزاءها على أنه إنجاز لسياستها الخارجية، وتحاول أن تبين أن مصر «الجديدة» هى التى تلح من أجل استئناف العلاقات معها. وتشعر إيران حاليا بأن فى إمكانها استخدام الثورة فى مصر من أجل تحويل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر إلى ساحة للتدخل الإيرانى.وما يثير القلق فى هذا الشأن هو تزامن ذلك مع تصريحات مسئولين مصريين ضد إسرائيل، مثل كلام نائب رئيس الحكومة المصرى الذى اتهم إسرائيل بأنها تهدد الاستقرار فى الشرق الأوسط، وتصريحات رئيس الحكومة المصرية عصام شرف بشأن إعادة درس اتفاق الغاز الطبيعى بين مصر وإسرائيل.لكن من الممكن أن تكون هذه التصريحات مرتبطة بالانتخابات المزمع إجراؤها قريبا فى مصر، ولا مجال للتخوف منها، ولاسيما فى ظل مواصلة مصر حربها ضد تهريب السلاح إلى قطاع غزة. علاوة على ذلك، من الصعب أن تكون مصر مستعدة لدفع ثمن إعادة الحرارة إلى علاقتها مع إيران، لأنها تدرك أن ذلك سيضر ليس فقط بعلاقتها مع دول الخليج بل أيضا مع الولايات المتحدة التى لن تنظر بعين الرضا إلى مثل هذه الخطوة.