المحتوى الرئيسى

شريف عصام يكتب: انتهى عصر "الأنتخة"

04/24 07:36

اسمح لى أولاً أن أوضح لك معنى (أنتخة) فهى مصطلح حديث شاع استخدامه فى السنوات الأخيرة، خاصة بين الشباب والمقصود بهذا المصطلح هو (التكاسل) والهروب من أداء أى عمل، الغريب أن مفهوم هذا المصطلح شمل الكبار أيضا و لم يقتصر على الشباب فقط، لدينا الكثير من أشكال الأنتخة، والتى يجب أن تنتهى بأيدينا نحن، ولا يجب أن ننتظر تحرك المسئولين لكى يطهرونا منها. قد تجد فى موضوعى اليوم شيئا من الانتقاد لنا نحن كشعب، و قصدت "نحن" لأنى أعترف بسلبيتى فى بعض الأشياء مثل كثيرين، وأيضا أهدف إلى أن نتعود على انتقاد أنفسنا ولا يقتصر الأمر على انتقاد القادة والرؤساء فقط، والمؤسف هنا أن الأنتخة شملت ملفات وقضايا مهمة فاسمحوا لى أن أستعرضها معكم بشىء من النقد لنا! ■ التعليم، فبالرغم من أهمية التعليم الذى يمثل كل شىء لأى دولة متقدمة أو تهدف لذلك، إلا أننا لا نحسن استغلاله، فمهما أخذنا من حرية وطبقت الديمقراطية بكل أشكالها ونحن جهلاء لن نحسن التصرف أو نحسن استغلالها، فجميعنا مهما حصلنا على قدر عال من التعليم ستجد هناك تقصيرا لدينا، ربما تعليمى، ربما ثقافى، وشخصيا أتمنى ألا نهتم بتعليم الأطفال فقط فالكبار أيضا يحتاجون لذلك وربما قليل من التثقيف يكفى، فما أقصده أن نسعى بأنفسنا لتعليم أنفسنا أو لتثقيفها، بغض النظر عن سوء المناهج التعليمية أو طرق التدريس. ■العشوائيات، فأنا لا أقصد هذه العشوائيات التى تراها من حولك طوال الوقت، بل أقصد عشوائيات الفكر والتصرف والتى ستجد أن التصرفات اليومية الناجمة عن مواقف يومية حياتية تنم عن عشوائية فى الفكر والتصرف والتى ترسخت لدينا والغريبة رغم كل هذه التغيرات التى تحدث حولنا فمازلنا متمسكين بها، وهى لا تحتاج لسنوات من الإعداد والتطوير وغيرها من التطبيق، فهى فقط تحتاج لوقفة مع النفس واتخاذ قرار بالتصرف السليم ليس أكثر. ■فكرة العمل، فبالرغم من عدم توافر فرص عمل مناسبة للملايين من الشباب وانتشار البطالة ولكنى كنت أصادف نماذج، مع الأسف كثيرة، كانت تهوى ( حياة الأنتخة ) فقد وهبوا حياتهم للقهوة وبالرغم من توافر بعض فرص العمل- المناسبة لهم ولقدراتهم- كانوا يرفضونها، البعض كان يرى أنها كانت غير مناسبة لإمكانياته والبعض الآخر كان يرى أن المقابل المادى لا يرضى طموحه وغيرها، هم محقون فى هذا، ولكن هذا أفضل من البطالة والجلوس على القهوة! ■الحياة السياسية، و التى مازال مفهومنا عنه للأسف خاطئا، فالبرغم من التحرر السياسى وانتهاء عصر التزوير وأصبح صوت الفرد الواحد مهما وقد يفرق فى فوز مرشح و سقوط الآخر، مازال البعض متمسكا بالصورة السلبية، وربما تكون نابعة من سنوات التجاهل لأهمية أصواتهم أو ربما لسيطرة الفكر السلبى عليهم وحلها يتطلب فقط المشاركة ولو لمرة واحدة، ثم حصد النتائج إما بالمشاركة فيما بعد أو عدمها. ■فكرة تقبل الرأى الآخر والقدرة على الحوار والمناقشة، الغريب أن لدينا هذا الاعتقاد الخاطئ حينما نتحدث عن موضوع بعينه أننا دائما على صواب ولا ترك فرصة للآخر ليوضح وجهة نظره أو يبرر لنفسه،فمع الأسف اختلاف الرأى الآن يفسد للود قضية، لذلك يتوجب علينا أن نتذكر أن لدينا أذن للسمع، قبل أن يكون لدينا فم للكلام. كل ما سبق مجرد نماذج مبسطة جدا لحالنا الآن، وبعض الحلول البسيطة من وجهة نظرى المتواضعة ومن المؤكد أن هناك الكثير والكثير من المشاكل والتى فرض بعضها علينا وأرغمنا عليه خلال السنوات الماضية، ولكنى هدفت لأن نبدأ نحن بأنفسنا ولأنفسنا ولا ننتظر السادة المسئولين ليرشدونا للطريق الصحيح وإعمالا بالمقولة الشهيرة والتى يستخدمها البعض بدافع السخرية أو الجدية (مصر بعد 25 يناير غير مصر قبل 25 يناير).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل