المحتوى الرئيسى

> اللواء محمد هاشم: لا فرق بين قائد وجندي في الحرب

04/24 00:07

 التحرك ليلا واستقبال الضباط الجدد وسط أهوال الظلام خوفا من انقضاض الطيران الإسرائيلي عليهم أثناء انتقالهم لكتائبهم الحربية بعد تحديدها، كانت ضمن خطة الاستعداد للحرب بحسب ما حدده اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم هاشم الذي تخرج في نهاية عام 1970، ولم تجد القيادة بدا من أن يذهب ليلا إلي كتيبته علي مقربة من خط القناة، ليقضي ليلته بمكان تحت الأرض بعمق 20 مترا لحماية الأفراد عند الاشتباك بالمدفعية. أيام حرب الكرامة كان يعرضها هاشم أمام عينيه عندما ارتخت قدماه، متذكرا تلك الساعات العصيبة، ففي اليوم التالي لتمركزه وتحديد موقعه لم يكن هناك وقت للهو وكما يقال من الدار للنار تم اصطحابه لميادين التدريب التكتيكي والرماية والقيادة والتدريب نحو هدف واحد وهو الموت من أجل الكرامة. الخامس من أكتوبر 1973 كان هو الحسم بالنسبة له بحسب تقديره، عندما علم وزملاؤه بأن الغد السبت هو المواجهة الحاسمة وكان حينها برتبة ملازم أول وقائد إحدي الفصائل، فتحركوا ليلا لاحتلال مواقعهم لاصطياد العدو وضربه بمدافع الدبابات وعندما بدت الشمس في وسط السماء يوم 6 أكتوبر واقتربت الساعة من الثانية ظهرا فاجأته الطائرات المصرية بالضربة الجوية الأولي، وقتها انتابه الرعب والفزع وهول المفاجأة والخوف من المصير المجهول الذي لازمته الثقة في النفس والإعداد الجيد، إلا أنه بعد دقائق معدودات عادت الطائرات من حيث ذهبت فاستعاد معها قوته واشتاقت روحه للعبور وتدمير العدو الذي أمامه، إذ كانت الضربة الجوية تلك بمثابة الإشارة ببدء الاشتباك بالدبابات من المصاطب ومن المعدية رقم 6 حيث كانت كتيبته هي الاحتياطي للفرقة الثانية مشاة والتي كان قائدها المقدم نبيل رمزي أبسخرون. يضيف هاشم: لم يكن هناك ما يسمي مسلما ومسيحيا فالكل في هدف واحد أبناء وطن واحد فالرصاصة لا تفرق بين هذا وذاك فكان هناك طلب من المقدم أبسخرون بقراءة القرآن من جانب المسلمين والانجيل من جانب المسيحيين صباح كل يوم. ومن مصاطب النيران بالطريق الأوسط تمكنا من تدمير دبابة إسرائيلية وتمكنت قوات المهندسين العسكريين من إنشاء المعبر ليكون أول معبر علي مستوي القوات المسلحة، وعند الثامنة والنصف ليلا كان عبور أول دبابة وبعدها بـ 10 دقائق جاءت دبابتي التي كان يقود «الرامي» فيها زيدان غازي زيدان من كفر الزيات والذي كان يتسم بالمهارة حتي أن زملائه كانوا يطلقون عليه «زيدان غازي زيدان اللي خارج من اللومان ويمضغ الحديد زي اللبان»، وعند العبور قال «دخلنا المشنقة» ووعد بأن يدمر 3 دبابات علي الأقل وكان سببا برمايته في حصولي علي نوط الشجاعة من الدرجة الأولي. يعتدل ظهر هاشم مواصلا: بدأت الحرب ووصلنا إلي الطريق الأوسط من تبة السبعات ثم أبوكثيرة مع اللواء الرابع مشاة الميكانيكي، وفي تلك الأثناء كان الدفاع الشرش من اللواءين 17 و120 لقتال مدرعات عساف ياجوري التي انتهت بهزيمته باتجاه محور أبوعرام، إلي أن قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة 2 مشاة بسحب فرقتنا لأنها كانت احتياطي وجاء دورها عندما ظهرت فرقة مدرعة أخري بعد تدمير لواء ياجوري، إلا أننا كنا لها بالمرصاد علي محور عرام وتزامن ذلك مع اصابة قائد السرية لأتولي قيادتها، تمكنا بالفعل من الوصول للتبة وتدمير 3 دبابات للعدو من بين 22 دبابة ولم تكن قوة سريتي سوي 7 دبابات فقط، إلا أنه بتدمير الدبابة الأولي اختلت حركة تقدمهم، ومع تدمير الثانية توقف دفاعاتهم ومع تدمير الثالثة وحلول الليل كشفت أجهزة الرؤية الليلية هرولتهم للخلف فزعا ولم أتوقف عند هروبهم وطاردتهم من أجل تأمين القوات المصرية، وبتمام وصولي كانت باقي القوات قد تقدمت نحونا لاحتلال الموقع وجاء العميد حسن أبوسعدة لتقبيلي وأخبرني بترقيتي لرتبة النقيب استثنائيا ومنحي نوط الشجاعة في العمليات الحربية. وأوضح: لم نكن قائداً وجنوده بل كان الجميع ينام جنبا إلي جنب ونحصل علي نفس الاجازات فلا فرق في الحرب بين جندي وقائد، عرفت جميع مشكلاتهم العائلية عايشتهم حتي عرفت مقاسات أحذيتهم، ما صنع حبا لوحدة الهدف وهو حب مصر، وكافأتني مصر بالحصول علي فرق تعليمية راقية والماجستير والزمالة من أكاديمية ناصر ومن كلية الدراسات الدفاعية العليا بروما، ودورة متقدمة لضباط المدرعات بباريس، ونوط الشجاعة من الدرجة الأولي في عمليات حرب أكتوبر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل