المحتوى الرئيسى

الرياضة والنفق المظلم!

04/23 19:43

عبد العزيز الغيامة من أدخل رياضتنا إلى هذا النفق المظلم؟!.. كانت البدايات مع القزع والقلائد، لكنها امتدت إلى ما هو أسوأ.. تدخلات في الحريات الشخصية!!.. لماذا يقوم هذا اللاعب بوضع الوشم على كتفه؟.. ولماذا لا يقوم بلبس «كم طويل» حتى يغطي ما أظهره؟.. لماذا يقف اللاعبون حدادا على الضحايا في تلك المباراة؟.. ووسط ذلك كله يتبارى النقاد، وكل على ميوله يسري مدافعا ومهاجما لا يهمه إن كان فعله صحيحا أم خطأ.. ولا تهمه المبادئ.. بل يهمه الدفاع عن ناديه أو لاعبه من دون التركيز على القضية بشكلها العام والتي لا تتجاوز مبدأ «الحريات الشخصية».. فلماذا يتدخلون في حريات اللاعبين؟!. الأمر لم يقتصر فقط على صحف ورقية أو إلكترونية، بل امتد إلى برامج شهيرة في قنوات معروفة، لتبدأ المهام بعمل ما تريده لأهداف شخصية.. المضحك أن أحدها قام باستضافة أحد الدعاة لإبراز رأيه في ما يراه من وشم «رادوي»، لكنه ترك التعليق على الصليب ليذهب إلى ما هو أبعد.. لقد طالب بإبعاد اللاعبين الأجانب الذين لا يدينون بالإسلام عن البلاد بحجة أن ما يقومون به فيه تنصير للشباب، حتى وإن كان هذا التنصير في مدرجات الحزم بالرس أو ببريدة أو حتى في درة الملاعب حيث ملعب الملك فهد الدولي!!. في رأيي كل من يسعى لتأليب الدين على رياضتنا ينطلق من مبدأ «التعصب» لا أقل ولا أكثر.. إما لتصفية حسابات مع صحيفة أو ناقد أو ناد!!. كانوا يريدون من ذلك الداعي أن يسلط لسانه و«علمه» ضد ما قاله رئيس الهلال، لكنهم تفاجأوا برد فعل الشيخ!!. ذات مرة طلب أحد المسؤولين عن الصفحات الرياضية استفتاء لحالة عارضة لأحد الأندية السعودية التي ستلعب نهار رمضان، فكان الرد من أحد المشايخ: «ولماذا تلعبون أساسا في رمضان؟.. ولماذا تقبلون بمواعيد الاتحاد العربي لكرة القدم التي تجبركم على اللعب وانتم صيام؟!.. بل كيف تتركون العبادة وتركضون وراء الكرة وأنتم في الشهر الفضيل.. بل لماذا أساسا تلعبون الكرة، إنها ملهاة عن العبادة، إنها مؤامرة من الغرب، إنهم يخدعونكم للتركيز على الخزعبلات والملهيات وترك دينكم؟!».. هذا ما سنصل إليه حينما نفكر أكثر وأكثر في العلاقة بين الدين والرياضة! المنطق والعقل يقولان.. لا تكثروا من الأسئلة في هذه العلاقة.. مارسوا رياضتكم.. حببوا الناس فيكم ولا تجعلوهم يكرهونكم حتى في كرة القدم.. إنها منافسة.. إن وقفوا حدادا لضحايا أو لمتضررين من نكبات الزمن فقفوا معهم احترما لمآسيهم لا تقليدا لهم في دينهم! لا تدخلوا الدين في الرياضة وفي ممارساتكم.. عقود من الزمن وكرتنا السعودية تسير بلا حساسيات في هذا الشأن ولم يحصل شيء.. كلنا نتذكر النجم الأشهر ريفيلينو.. لقد أحببنا مهاراته وإبداعاته وتسديداته في كل الاتجاهات.. نعم أحببناه لكننا متمسكون بفطرتنا وبعقائدنا!! نحب ميسي ورونالدو، ونعشق أساليب مورينهو بل وشخصيته، وعشقنا لهذا البرتغالي مثل عشقنا للألماني القيصر بيكنباور وكرويف ورأس حربة العالم روماريو وزيكو وبيليه.. إننا نحب الكرة العالمية وأخلاقياتها المتمثلة في راؤول وبلاتيني وباريزي ومئات نجوم الكرة في العالم.. فماذا ستقولون؟! * نقلا ًعن "الشرق الأوسط" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل