المحتوى الرئيسى

«أبو العلاء» و«أبو علاء»

04/23 12:13

زمان قال «أبو العلاء»: (هذا «جناه» علىَّ أبى) ليضعها على قبره، والآن يقول «أبوعلاء»: (هذا «جناه» علىَّ ابنى) ليضعها على سجنه.. وأحب الأسماء الخمسة إلى قلبى «ذو مال» فالمؤمن الغنى أحب إلى الناس من المؤمن الفقير، ويقال فى النحو إنه من الخطأ أن تقول «ذو مال» دون أن تحدد فى الجملة أسماء البنوك وأنواع العقارات ويقال حرام أن تهنئ الأقباط بعيد القيامة أو بمنصب المحافظ فكل عام والوطن والأقباط والسادة المحافظون بخير.. والذى يعرف «أبو العلاء» رهين المحبسين و«أبوعلاء» بين القصرين، يعلم أن الأول كتب للناس «رسالة الغفران».. فماذا لو كتب الثانى للشعب «رسالة اعتذار» هل تقبلها؟.. وإذا كان «طه حسين» قد حصل على دكتوراه فى «أبو العلاء» فإننا جميعاً حاصلون على دكتوراه فى «أبو علاء»، ونعلم أنه لن يقبل الاعتذار وإعادة الأموال مع أنه حل وسط يحولنا نحن إلى «ذو مال» ويحوله هو إلى «ذو كرامة».. فلا يوجد محام يطالب بإعدام موكله مادام مستمراً فى دفع «الأتعاب»، ولا يوجد طبيب يقتل مرضاه ماداموا يرشدونه إلى مكان «الفيزا».. وعندما هرَّبوا «رسالة الغفران» إلى أوروبا تلاعبوا فى «الكود» وغيروا اسمها إلى «الكوميديا الإلهية» حتى لا نتعرف على أموالنا وهو ما فعله «أبو علاء» قبل أن يمثل على قناة «العربية» فيلم (البرىء).. ويوم الإثنين «شم النسيم» ورغم دعوات التحريم سوف أحتفل به وأحرق «دمية» لأبى علاء وهو يدلى بصوته أمام أحد البنوك، فهل يميل إلى الاعتذار ودفع الدية أم المكابرة ودفع الكفالة؟.. والاسم الحقيقى (لأبى العلاء المعرى) هو «أحمد بن عبدالله بن سليمان» ويبدو أنه الاسم الذى كان يتعامل به مع البنوك، وقد كتب الرجل «سقط الزند» قبل أن «يسقط العند».. شوف الزهور واتعلم بين الحبايب تعرف تتكلم وتعتذر أيضاً.. نسيت أقول لحضرتك إن أبا العلاء فى رسالته تخيل المظلومين فى الجنة وأبا علاء فى حكمه وضع المظلومين فى النار، ومع ذلك كلاهما فى أقواله مصمم على الشطر الثانى من البيت «وما جنيت على أحد». [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل