المحتوى الرئيسى

أفق جديدحكومة فاقدة الخيال‏!‏

04/23 00:25

يمكنك أن تخرج بنتائج عديدة من فتنة قنا‏,‏ أهمها‏,‏ في اعتقادي‏,‏ أنها أثبتت أن حكومتنا حظها ضعيف من الجرأة والخيال‏..‏ إنها حكومة النوايا الطيبة التي تريد إرضاء جميع الأطراف‏,‏ فإذا بها تكاد لا ترضي أحدا‏.‏ ورغم أنها نتاج ثورة, نجحت في كسر الطرق التقليدية وابتكار أساليب فاجأت المؤيدين قبل الخصوم, إلا أن هذه الحكومة منذ تشكيلها في بداية مارس الماضي تخشي المغامرة وتفضل المشي جنب الحيط واللعب بنفس القواعد القديمة. بدأت الحكومة مسيرتها مع التشكيل الوزاري, فإذا به يضم نجوما محترفين اعتزلوا قبل سنوات طويلة ثم عادوا لتلبية نداء الوطن.. والنتيجة أن الحكومة, التي اختار شباب الثوار رئيسها, جاءت ناضجة أكثر من اللازم, ومع ذلك قبلها المصريون علي اعتبار أن الشباب شباب القلب, وأن العبرة بالأعمال والنتائج. لكن نجومية الوزراء إضافة إلي القبول العام الذي يحظي به د.عصام شرف, لم يساعد الحكومة في مواجهة المشاكل التي تنهال بمتوالية هندسية وليس عددية, بل أحيانا مازادت تدخلات الوزراء الطين بلة, والأمثلة عديدة من أنبوبة البوتاجاز إلي الحوار الوطني مرورا بالتغييرات الصحفية والأزمات الجامعية وليس نهاية باستمرار البلطجة وتواصل مآسي المصريين في ليبيا. إلا أن ما يحدث في قنا أمر آخر.. إنه حالة نموذجية للتخبط الذي بدأ من اللحظة الأولي, أي اختيار محافظ قبطي لمجرد أن من سبقه كان قبطيا. ولوأن هناك خيالا سياسيا لوقع الاختيار علي محافظة أخري لا تلعب فيها القبلية والسلفية والطائفية أدوارا معتبرة, ولكان قد تم التدقيق في اختيار الشخص أيضا. افتقدت طريقة المعالجة الحماسة والحزم وشابها التردد, وإلا ماذا يعني الـتأخر في مواجهة التردي الخطير في الأوضاع بحيث بدت الأمور خارجة عن سيطرة الدولة التي وقفت عاجزة أمام حالة عصيان مدني واضح. ومن أسف أن البعض حاول تفسير ذلك بأسباب غير معقولة, بعضها يعود إلي زمن الهجرات العربية إلي مصر دون تركيز علي السبب الحقيقي وهو الطائفية التي تجذرت فينا, ودون أن يخرج مسئول ليقول للأعور الذي انتهك كرامة الدولة أنت مجرم ولا بد من عقابك. ثم ماذا يعني أن تسلم الدولة قيادها لمشايخ توجهوا إلي قنا لكي يحلوا المشكلة بعد عجز الحكومة, فإذا بأحدهم يجزم بأن المحافظ الجديد لن يصل قنا إلا بالدماء.. فهل هذا تهديد أم إعلان سقوط الدولة ؟. كنا قبل الثورة, نتحدث عن الدولة الضعيفة والرخوة التي لا هم لها سوي إرضاء الرئيس, وأخشي أن فتنة قنا وأخواتها ستجعلنا نبحث عن الدولة فلا نجدها.. رخوة كانت أم مشدودة. المزيد من أعمدة عبدالله عبدالسلام

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل