المحتوى الرئيسى

يوميات القوات المسلحة في الثورة‏:‏ هكذا أصبح الجيش والشعب إيد واحدة

04/23 13:36

ففي يوم الغضب نفسه نزلت القوات المسلحة إلي الشارع بعد انتصار الشعب علي حبيب العادلي وقياداته‏,‏ في الساعة الخامسة عصرا‏,‏ واللافت أن الشعب الثائر استقبل قواته المسلحة بوعي وادراك لدورها‏,‏ فكان الهتاف الشهير‏..‏ الجيش والشعب ايد واحدة‏,‏ وفي يوم‏29‏ يناير تصدت القوات المسلحة لمحاولة اقتحام مطبعة البنك المركزي‏,‏ وفي اليوم التالي يدفع بمزيد من التعزيزات الاضافية لاستعادة السيطرة علي الأمن في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حربية مقاتلة ومروحيات فوق المتظاهرين في ميدان التحرير‏,‏ ثم يدفع بعض وحداته لحماية المرافق الحيوية في أول فبراير‏.‏ وفي موقعة الجمل كان النقيب ماجد بولس هو أسد الصحراء الذي كان واحدا من أهم المتصدين لهجوم أعداء الثورة من البلطجية وأنصار النظام السابق‏,‏ كما أن القوات المسلحة فرضت في النهاية سياجا حول المتظاهرين لحمايتهم‏.‏ وبشكل عام فقد احتلت مشاهد التعايش والود الكاملين بين المواطنين ورجال القوات المسلحة صدارة مشاهد الثورة‏,‏ بشكل أجري دموع مئات الملايين في العالم كله‏,‏ وانتشرت صور الزفاف بجوار دبابات القوات المسلحة التي رابطت في الميدان حماية للثوار‏,‏ وكلنا نذكر صورة قائد العمليات في ميدان التحرير وهو يتولي بنفسه علاج أحد المواطنين‏,‏ وفيديو الام المصرية التي قامت بتوزيع الفاكهة علي جنود القوات المسلحة في الميدان‏.‏ ويوم الخميس‏10‏ فبراير ينعقد المجلس الاعلي للقوات المسلحة بدون الرئيس المخلوع مبارك‏,‏ ويعلن بيانه الأول وأنه منعقد بشكل دائم لمتابعة الأوضاع في مصر‏,‏ مع تأكيد تبنيه لمطالب الشعب المشروعة‏,‏ مما أدي إلي حالة من الفرحة العارمة في ميدان التحرير‏,‏ وهيستريا في ترديد هتاف‏:‏ الجيش والشعب إيد واحدة‏.‏ وفي اليوم التالي‏,‏ يوم التنحي يعلن المجلس بيانه الثاني وانهاء حالة الطواريء فور انتهاء الظروف التي تمر بها البلاد وضمان اجراء انتخابات رئاسية حرة‏,‏ ثم يلقي عمر سليمان خطاب التنحي الشهير قبل أن يصدر المجلس الأعلي بيانه الثالث مؤكدا أنه ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب وانه سيحدد لاحقا الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع بعد تنحي مبارك‏.‏ ثم توالت بيانات القوات المسلحة وأنشأت صفحة علي الفيسبوك للتواصل مع الجمهور وجهت خلال هذه الصفحة‏34‏ رسالة حتي الان جميعها في ادق الأمور مع التفاصيل الكاملة‏.‏ وكان بيانات القوات المسلحة رقم‏4‏ يحمل تأكيدا لسياستها من حيث التأييد الكامل لمطالب الثورة وحرية الفرد والتزام مصر بجميع المعاهدات التي ابرمتها مع كل الدول في حين صدر البيان الخامس يوم الاحد‏13‏ فبراير يحمل البشري للمصريين فقد قررر المجلس الاعلي في هذا البيان تعطيل العمل بأحكام دستور‏1971‏ وحل مجلسي الشعب والشوري وان يتولي المجلس تسيير الامور في البلاد لمدة‏6‏ اشهر ويتولي رئيس المجلس تمثيله في جميع المؤسسات داخليا وخارجيا كما يتولي رئيس المجلس مهمة التحدث باسمه خلال الفترة الحالية‏.‏ أما رسائل القوات المسلحة عبر الفيسبوك فقد كانت اهم وسيلة للاتصال بين الثورة والمجلس الاعلي فقد بدأت جموع الثوار ان التحقيقات مع الرائد أحمد شومان الذي كان قد تبني مطالب الثورة في ميدان التحرير قد انتهت بحفظ التحقيق استجابة لمطالب الثوار‏.‏ ولم تكن تلك الرسائل بعيدة عن المصريين في أي مكان فقد نقلت بالتفصيل ماذا يحدث مع المصريين المقيمين في ليبيا والعائدين منها اثناء احداث الثورة الليبية‏.‏ وعن طريق هذه الرسائل امكن التفاهم بين الثوار والمجلس الاعلي للقوات المسلحة في تنظيم مليونيات التحرير التي خرجت لمتابعة عمليات التطهير للبلاد من الحزب الوطني وفلوله وهي العمليات التي بدأت في إقالة حكومة شفيق وانتهت بالتحقيق مع الرئيس المخلوع نفسه‏.‏ وكانت رسائل القوات المسلحة كلها تدعم المطالب المشروعة للثورة وتعلن تفهمها وتأييدها للتظاهر السلمي كما انها تعاونت مع المواطنين لإخلاءميدان التحرير والقبض علي من ارسلهم رجل الأعمال ابراهيم كامل لاحتلال ميدان التحرير وترويع المتظاهرين الآمنين ثم إخلاء الميدان نفسه بعد ذلك لحماية سلامة المواطنين وسط الهتاف المدوي الشهير الجيش والشعب إيد واحدة‏.‏  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل