المحتوى الرئيسى

حان أوان المراهنة على مصر

04/23 11:09

بقلم: دافيد إجناشيوس 23 ابريل 2011 10:52:18 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; حان أوان المراهنة على مصر  اشتهر عن صامويل جونسون قوله إن احتمال مواجهة الشنق يؤدى إلى تركيز الذهن. ويمكن أن ينطبق نفس القول على أزمة الموازنة الحالية فى أمريكا.يجب فرض بعض القرارات الصعبة بشأن أولويات السياسة الخارجية حتى نزيد الإنفاق على دعم الثورة الديمقراطية فى مصر، ونقلل الإنفاق على البحث عن حل عسكرى فى أفغانستان. وتخصص الولايات المتحدة اليوم نحو 110 مليارات دولار سنويا للحرب الأفغانية، ونحو 3.2 مليار دولار للمساعدات العسكرية والاقتصادية لباكستان، بينما تخصص نحو 150 مليون دولار للمعونات الخاصة بمساعدة الثورة الديمقراطية فى مصر. ولا تعنى هذه المستويات من الإنفاق شيئا يذكر بالنسبة للمصالح القومية الأمريكية. بل إنها تعنى أن الهرم مقلوب.وعلى الرئيس أوباما أن ينتهز فرصة أزمة الموازنة كى يجرى تغييرا على الإنفاق على الأمن القومى فى السنة المالية المقبلة. وإذا كان منع هجمات القاعدة هو مبرر الإنفاق الهائل فى أفغانستان، فسوف يكون قيام مصر ديمقراطية ناجحة بصراحة مصدا ضد انتشار الإرهاب الإسلامى أقوى من أفغانستان. ومن شأن باكستان ديمقراطية مزدهرة أن تكون أقوى أنواع الحماية. وهذه ليست دعوة لوقف العمليات فى أفغانستان، خصوصا مع بداية «موسم القتال» لهذا العام. فعلى الولايات المتحدة الالتزام بجدولها الزمنى لتسليم المسئولية إلى الأفغان فى 2014. ولكن علينا أن نقلل الإنفاق ونحن نمضى قدما فى طريق الخروج. وهذا يعنى تخفيف البصمة العسكرية، وزيادة اللجوء للقوات شبه العسكرية، والتركيز على الدبلوماسية.وهذا هو الوقت المناسب للعمل على هذا المحور. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة فرص اقتراب جديدة من طالبان. ففى 18 فبراير أعلنت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية «طفرة دبلوماسية» وحولت بمهارة ما كان يعتبر شروطا مسبقة لمحادثات السلام الأفغانى إلى «نتائج ضروية». كما عينت مارك كروسمان، وهو دبلوماسى مخضرم ينحاز بقوة إلى التفاوض مع طالبان، ممثلا جديدا لها فى أفغانستان. وربما يلقى جروسمان، الهادئ المتحفظ، حظا أفضل فى تيسير هذه العملية، من سلفه العنيف الراحل ريتشارد هولبرك.وقد ظهرت قوة دفع جديدة من أفغانستان ومن باكستان أيضا. ففى نهاية الأسبوع الماضى زار رئيس الوزراء الباكستانى يوسف رضا جيلانى كابول للقاء الرئيس حامد كرزاى. وقد طرحا خططا لتشكيل «لجنة مشتركة للسلام» سوف تضم بالضرورة الجنرال أشفاق كيانى قائد الجيش الباكستانى والجنرال أحمد شوجا باشا رئيس وكالة الاستخبارات الباكستانية، اللذين رافقا جيلانى إلى كابول. وكانت الرسالة أن باكستان تريد التوسط فى إبرام اتفاقية سلام الآن.وتقدم بريطانيا، التى تريد أيضا بدء المفاوضات فورا، دفعة أخرى لقطار السلام الأفغانى الباكستانى. ويسعى البريطانيون لإجراء عدة اتصالات محتملة مع حركة طالبان، كما يقومون بالترويج لخطة يطلقون عليها «غير رسمية».والسؤال المحرج بطبيعة الحال هو ما إذا كانت طالبان ستتجاوب أم لا. ويرد بعض الوسطاء على هذا التساؤل بالإيجاب، غير أن كروسمان يريد المزيد من الوضوح حول من هم فى الجانب الآخر. حيث تريد الولايات المتحدة ممثلا لطالبان قادرا على اتخاذ قرارات، ومرتبطا بمحمد عمر زعيم طالبان، يعمل على إقرار تسوية تضم «النتائج» الثلاث التى تدعو إليها الولايات المتحدة: إدانة القاعدة، ووقف العنف، واحترام الدستور الأفغانى. ولم يعثر كروسمان حتى الآن على مثل هذا الشريك التفاوضى، لكنه يبحث عنه بمعاونة بريطانية وأفغانية وباكستانية. ومن حيث المبدأ، يفضل ديفيد بتريوس القائد العسكرى الأمريكى فى كابول، التفاوض غير أنه يريد المزيد من الوقت للضغط على طالبان لتحقيق استفادة أكبر. وقد عزز مؤخرا مقترحات التفاوض، بينما يأمل فى نفس الوقت، نزع سلاح مقاتلى طالبان من المستويات الدنيا، بحيث يصعب على الملا عمر إعلان تمرد قوى.ولاشك أن بيتريوس لن يحقق نصرا عسكريا قبل تسليمه المتوقع للقيادة خريف هذا العام، ولكن عليه أن يفكر مليا فى كيفية متابعة المرحلة المقبلة، التى قد تعتمد أكثر على القوات شبه العسكرية، إذا كان سيصبح مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية القادم. وستظل السى آى إيه أيضا نقطة الاتصال الرئسية مع باكستان، وهى الميدان الحاسم فى المواجهة مع القاعدة. وهذا هو الأمر الذى يعيدنى إلى دعم ثورة الديمقراطية المصرية. وبتعبير بسيط، فبالنسبة لسياسة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، ليس هناك ما هو أهم من مساندة ثوار ميدان التحرير فى بناء بلد قوى جديد، يمكنه قيادة بقية العالم العربى والإسلامى نحو مستقبل أفضل وأكثر عقلانية. وسوف يحتاج المصريون إلى مساعدة لفترة طويلة من أجل ترميم اقتصادهم الذى تعرض للضرر وسياستهم التى جرى إضعافها.وعلى أمريكا أن تضع أموالها حيث تكون مصالحها. وتلك هى نقطة الالتقاء الموحدة بين الربيع العربى والسياسة الأمريكية تجاه أفغانستان وباكستان: حيث يجب أن تقودنا بشرى نجاح ذلك الربيع إلى تغيير مزيج إنفاقنا على تلك السياسة، الأمر الذى حان أوانه الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل