المحتوى الرئيسى

ايران مرة أخرى بقلم:جرير خلف

04/22 21:16

إيران.. مرّة أخرى! مرة أخرى...يبدو إن حساب السرايا لم يتطابق مع حساب القرايا مع إيران، والصعود الشاقولي لنجم (نجادي) قد وصل آخر القوس وحان الوقت لكي تمارس الجاذبية الأرضية حقها بجلب رأس الفتنة الإيرانية للدرك الأسفل حيث تستحق، فخيبات الأمل والفضائح بدأت تتراكم على مشروع الهالة المقدسة التي يحاول نجادي وضعها لإيران ولتسقط إيران مجددا كعضو مشبوه عالميا يراعى حين التعامل معه.. الأخذ بماضيه السيئ وملفه الأسود الذي يبرز العنوان الكبير عليه مطرزا بـ(غير أهل للثقة). قامت السياسة الإيرانية على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة منذ بداية نشوئها حيث كانت الغاية دوما صنع إمبراطورية فارس والاستيلاء على جميع مقدرات المنطقة لصالح الإمبراطورية وباستخدام جميع الوسائل المتاحة وخلق الوسائل اللازمة للمشروع في حال عدم الإتاحة، ولجأت الحكومات المتعاقبة على إيران مرورا بالخميني على فهم الواقع السياسي للمحيط العربي والعالمي واستقراء الأوضاع السياسية للأنظمة لتقوم بالتالي بوضع الخطط المناسبة وتطويرها لاختراق المشروع العربي والإسلامي وتفكيك الحصون المانعة لمشروعها الشعوبي. ولربط الأحداث علينا أن نتذكر نقض الخميني لاتفاقية الجزائر 1976 التي ابرمها الشاه مع العراق ومهاجمة العراق لتصدير ( الثورة الإسلامية) والتي باءت بالفشل الذريع ليقوم بعدها النظام الإيراني باللجوء إلى الخطة (ب) لإكمال المشروع الشعوبي الطائفي حيث قامت إيران باستغلال جميع نقاط الضعف العربية وخلق نقاط ضعف أخرى بفعل النهج العقائدي الذي تم استخدامه كطعم لاصطياد بعض الكتل الشعبية في الوطن العربي. كان منطق الممارسة السياسية يفرض على حكام إيران المزج بين السياسة الناعمة والسياسة الصلبة فقد لجأت أنظمة الحكم الإيرانية المتلاحقة إلى استخدام المنهج الغربي الاستعماري القديم في إنهاك الخصم الدائم لها (العرب)، ففي حين لجأ الاستعمار الغربي لإنشاء الكيان الصهيوني واستغلال القضية الفلسطينية لإنهاك المشروع العربي وما زال.. قامت إيران قياسا لما سبق ومكملة لعملية الإنهاك والتشتيت باستخدام آخر للقضية الفلسطينية لخلق أيدي وشراء أخرى من نفس اللحمة المفترضة للقضية ولتكون بالتالي قوى ووسائل ضاربة وضاغطة ومشتتة وباسم (المقاومة) ولتعمل على إفشال ومصادرة المشروع العروبي والإسلامي المتكون حديثا ولصالح أياديها وأذرعها المحلية في الدول العربية. وهنا علينا أن نقوم بجرده بسيطة لمواقف إيران من القضية الفلسطينية لنعلم أن جميع الحروب التي شهدتها المقاومة الفلسطينية منذ (الثورة الإسلامية الإيرانية) والاعتداءات الصهيونية على الضفة الغربية وقطاع غزة كانت إيران فيها غائبة تماما عن الساحة فيما برزت حدود إيران القصوى في (المقاومة)بالخطابات والهتافات في الأوقات الأخرى..، وبرز دور إيران (النضالي) ببث الفرقة بين الفصائل الفلسطينية ودعم التسلط والتغول على السلطات الفلسطينية العاملة ولصالح تعميق الانقسام..! وحيث جاء ربيع الثورات العربية بعيدا عن توقيت الجميع.. فقد رأت فيه قيادة (الحرس الثوري الإيراني) عاملا محفزا ومغريا للتسريع في بنود كثيرة مستغلة نجوميتها المصطنعة (المقاومية)، هذه البنود كانت موضوعة وفق برنامج زمني لصالح مشروعها الدائم .. لتظهر حينها جميع الخطط الموضوعة بتجرد وخالية من النكهات الزائفة ولتتضح أهدافها بشكل الصدمة للبعض والمعروفة لدى المتابعين للشأن الإيراني، ليكتشف الجميع أن المشروع الإيراني وصل مرحلة متقدمة من تشكيل الخطر، حيث أدى التسرع بمحاولة قطف ثمار المؤامرة الإيرانية من قبل أذرعتها لكشف المستور في عملية (تصدير الثورة- الخراب).. فقد كانت (ثورة) البحرين الشعرة التي قصمت ظهر البعير الإيراني حيث فضحت المخطط الإيراني الشامل بعد بيان دور (الحرس الثوري) في تشكيل الفوضى ومحاولة الانقضاض على الحكم في البحرين لتنكشف تباعا شبكات التجسس والخراب في الكويت ثم اليمن وسلطنة عمان. ومع أن النظام الإيراني فشل في استغلال هذا الربيع لغاية الآن بعد سقوط مخططه في الخليج العربي فقد استطاع هذا النظام سابقا وتحت شعار(المقاومة ومعاداة أمريكا) تحقيق مكاسب له على الأرض العربية ومصائب لنا تفوق خوازيقنا السابقة من الشام لتطوان فقد قام: 1- تعميق الاحتلال لدولة الأحواز العربية المحتلة (324 ألف كم بعشرة ملايين عربي يعيشون تحت الاحتلال الفارسي منذ ست وثمانون عاما) وعمليات طمس هوية وانتماء وعقيدة وسحق للشعب العربي هناك وتشتيتهم وتهجيرهم.. قضية منسية خجلا ربما من (الإخاء الإسلامي) مع إيران..؟!. 2- احتلال لثلاث جزر عربية إماراتيه طمب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وأصبحت قواعد عسكرية إيرانية ومحطات تجسس على الخليج العربي رغم عروبتها الفاقعة. 3- إسقاط للنظام السياسي اللبناني وإنشاء دولة داخل دويلة ومن خلال أذرعتها وإحداث حالة تغول على الشرق الأوسط من خلال تسليح المليشيات المسلحة النائمة والقائمة ( تذكير: بين الشمال الفلسطيني والجنوب اللبناني هناك سبعة وعشرين كيلومترا تحت السيطرة الدولية لحماية الكيان الصهيوني من أية مقاومة حقيقية). 4- إسقاط العراق تحت العباءة الإيرانية بالشكل الكامل وليتحول لقاعدة إيرانية تحت التأهب لاحتلال الخليج العربي ابتداء من الكويت بعد انسحاب القوات الأمريكية المزمع بنهاية العام، ولمن فاته التصريحات الإيرانية الرسمية بالاشتراك مع بعض الأطراف العراقية فالعراق هو منطقة فارسية ( حسب زعم المجموعة العراقية الإيرانية) وعروبته هي عروبة مؤقتة نتيجة الاستعمار العربي القديم وإيوان كسرى الأول موجود في منطقة المدائن العراقية ( حسب الزعم الإيراني العراقي المشترك)..!!. 5- تسليح مليشيات الحوثيين في اليمن وتدريبهم وتجهيزهم للمرحلة القادمة من احتلال الخليج العربي من الناحية الجنوبية الغربية، والمتابع للحالة اليمنية يجد أن الحوثيين بعيدين تماما عن استنفاذ قواهم في الاعتصامات والانتفاضات الشعبية الجارية حاليا في اليمن رغم العداء المستفحل مع نظام الرئيس اليمني وذلك بانتظار ساعة الصفر للانتشار المخطط لهم. 6- الدور الكبير في تكريس الانقسام الفلسطيني والمساعدة على حشر حماس في زوايا الاملاءات الإيرانية وإبقاء حالة الإدمان المالي لحماس والجهاد ولتكريس الضعف الفلسطيني والعربي بالتالي. 7- الدور الكبير في استقطاب كثير من الشباب المؤدلج (بالخلطة العقائدية الإيرانية) ولصالح المشروع الفارسي، حيث تم تدريبهم والاستيلاء وتعطيل قراراتهم الفردية الإنسانية بجميع حدودها ولصالح فزّاعة (قدسية الإمام) ليكونوا خلايا خراب نائمة في كل مناطق تواجدهم في الوطن العربي بانتظار ساعة الصفر. 8- قيام الحرس الثوري بتمويل زراعة و تهريب المخدرات من أفغانستان وإيران للوطن العربي للمساهمة في إنهاك المجتمع الشبابي العربي ( تم اكتشاف أكثر من ثلاثمائة عملية تهريب كبيرة للمخدرات قادمة من إيران خلال سنة واحدة). 9- استيعاب الموقف السوري الرسمي لصالح المخطط الفارسي واستعماله للنظام في تشتيت الموقف العربي واستخدام الأراضي السورية بالتنسيق مع الحكومة كنقاط وسيطة ومراكز تدريب لخلاياه واذرعه السرية في الوطن العربي، مع نجاح بسيط له بأعمال التبشير الطائفي لبعض أفراد الشعب السوري في بعض القرى. ...الخ إن الموقف الخليجي الأخير قد استشعر تضخم الخطر واستطاع بتحركاته ابتداء من تنشيط دور درع الجزيرة وتصريحاته الأخيرة التي دقت ناقوس الخطر أن يفتح أملا كبير في إمكانية التخلص من هذا العبء المفروض قصرا على الوطن العربي ومشروعه الإسلامي الحضاري ووجب علينا جميعا بالوقوف صراحة بوجه المشروع الفارسي وتحركاته الخبيثة المدهونة بالكلام الناعم. جرير خلف

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل