المحتوى الرئيسى

دمشق بين سندان الثورة ومطرقة التآمر - بقلم محمد الشفيع - الجزائر

04/22 18:04

بدأت ثورة سوريا بعناوين طائفية مذهبية كان الخطاب فيها ضد بشار الأسد ليس لأنه ظلم شعبه بل لأنه علوي الانتماء العقائدي جيشت لذلك صفحات عديدة من شبكة الفيسبوك ومنابر دينية متطرفة وقنوات فضائية عربية اللسان مجهولة التمويل مطبعة مع العدو الصهيوني كانت السلطة في سوريا قد وعدت بالإصلاح الذي تأخر لكن الإعلام السوري الرسمي أخذ زمام توضيح كثير من الأمور وفضح التآمر الإعلامي الخارجي وتزييف الحقائق وركز على ترسيخ مفاهيم الوحدة والتعاون والتوعية كان الإعلاميون مضطرين لإبراز الوجود الحقيقي للاحتجاجات ضد الوضع الاجتماعي المنهك والواقع السياسي المحتقن تصدر علماء الشام الواجهة وأعطوا تصورا يبدو معتدلا ومستنيرا وغير موجه ضد مصلحة الشعب وحريته وعلى رأسهم الشيخ البوطي والمفتي بدر الدين حسون اعتمدت القنوات على شهود عيان أشبه بشهود الزور في لبنان لضرب كل ما قرره بشار الأسد ووعد به وسعى لتحقيقه كانت كبرى القنوات تعتمد في تكذيبها لحقيقة التهدئة في سوريا على نقل فيديوهات مباشرة من اليوتيوب دون تمحيص وتثبت أبدت حكومات عربية دعمها للاستقرار في سوريا الأسد لكنها خرساء ولم تعمل على إطفاء ميكروفونات التضليل والتفرقة التي تصرخ وتحرض من قلب أراضيها رأينا قنوات سلفية تكرس لعصبية الجاهلية وتزرع الحقد ضد كل ما يمت للمقاومة بصلة صارت بين عشية وضحاها مناصرة لحقوق أهالي درعا الآمنين التاريخ لا ينسى أن سياسة عبد الحليم خدام الأمريكان هي من أسباب كره جزء مهم من الشعب السوري لكيان حزب البعث وممارساته المجحفة في الماضي لكن هذا الشعب الأبي خرج بملايينه يؤيد العقل المتنور الممثل في الشاب الدكتور بشار الأسد فهل من المنطق أن نصدق العربية والجزيرة وفرانس 24 والبي بي سي ونكذب كل أهل الشام هناك دعوات للحرية وأخطاء أمنية وظلم إداري لا يجوز لنا مسح كل ذلك لأجل أن نظام دمشق ممانع ومقاوم لكن إراقة الدماء ليست هي الحل الوحيد إذا كان هذا النظام يرجى منه خير قريب أن يضع الشعب السوري يده في أيدي علمائه خير من أن يصدق العملاء ويتابع ترهات بعض الإخوان وليس كلهم وخزعبلات خدام وتواطؤ بندر وخرافات المتشددين سوريا أجمل من أن تخربها أياد آثمة فاسدة وأرقى من أن يبنيها أهل الثارات والانتقام على السلطة أن تسرع في الإصلاح وأن تكسب شعبها فهو حاميها بعد الله الثورة هناك هي ثورة ضد إرادة أمريكية خبيثة تهدف إلى تمزيق معالم حضارة العرب وما تبقى من شهامتهم الحراك السياسي الداخلي لا يحق لأي عاصمة عالمية أن تتدخل فيه وأن تعبر عن رأيها فيه بما يجيش العواطف المريضة السوريون شعب واع ومثقف وعريق يمكنه أن يحل مشاكله بنفسه وفي المقابل رأينا من وقف حجر عثرة ضد ثورة البحرين الشقيق وكان مناديا بالليل والنهار لتخريب كل الحياة في سوريا بعلة نصرة أهل السنة وإنقاذ المسجدين العمري والأموي مما يبرز لنا رائحة مذهبية نتنة من خلال هذه الأسماء المنتقاة وجب على الرئيس بشار الأسد أن يتحمل مسؤولية هذه الفترة الحرجة وأن يفتح ذراعيه لكل المهجرين والمبعدين المحبين لوطنهم وكل ما نتمناه هو أن تبقى سوريا قلعة صمود وإباء ضد الطغاة والحاقدين نصرها الله وحماها وأصلح حالها

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل