سوريون يحتشدون لتظاهرات "الجمعة العظيمة".. ومخاوف من مواجهات دامية
دبي - العربية دعا ناشطون عبر مواقع الانترنت، السوريين بمختلف طوائفهم الى التظاهر الجمعة 22-4-2011 في ما أسموه يوم "الجمعة العظيمة" غير عابئين بدعوة السلطات إلى إيقاف الاحتجاجات، نقلا عن تقارير لوكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية. وأكد شهود عيان إن الجيش السوري انتشر خلال الليل في مدينة حمص، وذلك قبل صلاة الجمعة التي كانت إيذانا باشتداد الاحتجاجات على الحكم الشمولي خلال الاسابيع الخمسة الماضية. وترافقت الدعوة للاحتجاج مع صورة لجرس الكنيسة بين قبتي مسجد تأكيدا لمخاطبة كافة طوائف الشعب السوري، وأرفق بالصورة شعار "معا نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد". وأوضح المنظمون على صفحتهم ان "تسمية الجمعة العظيمة وذلك بناء على طلب الشباب في سوريا وفاء لأهلنا مسيحيي درعا وحمص والبيضة وكل سوريا البواسل الذين سقط منهم العشرات من الجرحى مع المسلمين في مظاهرات الحرية والكرامة". وأضافوا "نحن شعب واحد، كلنا سوريون ولن يستطيع النظام الظالم أن يفرقنا رغم كل محاولاته المستميتة". ووجهت الداخلية السورية نداء الى المواطنين بالامتناع عن القيام بأي مسيرات او اعتصامات او تظاهرات "تحت اي عنوان كان"، مؤكدة انها ستطبق "القوانين المرعية" من اجل استقرار البلاد. وأضافت أنها تطلب ذلك من اجل "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق ذلك". ودعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، السلطات السورية الى عدم قمع التظاهرات المقررة الجمعة، والتي قد تكون بحسب هاتين المنظمتين المدافعتين عن حقوق الانسان "أكبر تظاهرات يشهدها البلد حتى الآن". وذكرت منظمة العفو أن 228 شخصا على الاقل قتلوا منذ منتصف مارس/آذار في سوريا، والجمعة "سيشكل اختبارا حقيقيا لصدقية الحكومة السورية في ما يتعلق بتطبيق الاصلاحات". وقال مدير المنظمة في الشرق الاوسط مالكولم سمارت انه "يتحتم التعاطي مع هذه التظاهرات بذكاء وباحترام القانون الدولي لتجنب سفك مزيد من الدماء في شوارع سوريا". وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 اذار/مارس للمطالبة باصلاحات واطلاق الحريات العامة والغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. وسوف تختبر صلاة الجمعة أثر قرار الرئيس السوري أمس الخميس برفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ نحو 50 عاما. ويملك الرئيس الاسد، الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن، سلطة مطلقة في سوريا. ويظل رفع حالة الطوارئ، المستخدمة منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963 في انقلاب عسكري، مسألة رمزية مع وجود قوانين اخرى ما زالت تمنح أجهزة الامن القوية سلطات واسعة.
Comments