المحتوى الرئيسى

الشعب يريد.. إنهاء ظاهرة البريزات

04/21 22:08

بقلم: عماد زقوت أثارت قضية اختطاف المتضامن الإيطالي الرأي العام الفلسطيني، وخاصةً الغزِّيّ، ولأول مرة منذ فترة طويلة أجد حالةً من الإجماع على أن ما حدث خطأ بل خطيئة، ويجب أن لا يتكرر في بلادنا، هذا ما سمعته على الأقل ممن أعرفه، وهذا الأمر يدلل على أن الشعب الفلسطيني لا يرغب في تكرار تجارب بلدان أخرى من عمليات خطف للأجانب وتفجير أشخاص لأنفسهم في أماكن عامة، وغير ذلك من الأشياء المرفوضة تمامًا.   والحقيقة أن ما ورد في بيان المجموعة التي خطفت الإيطالي من تحريضها على محاربة حكومة هنية واتهامها بأنها تحارب شرع الله؛ فيه الكثير من الدلالات والإشارات إلى أنها تفكر في أمور ما.   لا أفهم كيف تحارب شرع الله في قطاع غزة؟ هل وجدوا محالَّ للخمور مرخصةً أو غير مرخصة؟ وهل رأوا أماكن للدعارة؟ وهل سمعوا بقانون رفع الحجاب والنقاب؟ وهل.. وهل؟؟.. ألا يوجد في غزة دور ومؤسسات لتحفيظ القرآن الكريم؟ ألم يسمعوا أن غزة ستصبح في المستقبل القريب بلد المليون حافظ لكتاب الله, وهذا عوضًا عن أنها حكومة تدعم المقاومة بمختلف ألوانها وأشكالها، وأنها خرجت من رحم المقاومة، نعم فيها أخطاء وبعض التجاوزات ولكنها ليست خطايا وفي النهاية هم أشخاص عاديون وليسوا ملائكة أو معصومين من الأخطاء.   وهنا نشيد بأداء وزارة الداخلية التي تعاملت بحكمة شديدة في عملية حصار المتهمين في قضية مقتل الإيطالي، واستنفدت كل الأساليب من أجل تسليم أنفسهم، إلا أن المدعو البريزات- وهو أردني الجنسية- أبى إلا أن يختم حياته بمعصية وخطيئة كبيرة، وهي أن يقتل رفيقه بلال العمري، وأن يصيب الآخر قبل أن ينتحر بإطلاقه رصاصة على رأسه بمسدسه الذي كان بحوزته، يعني الحقيقة لا أدري هل ديننا هكذا يحرِّضنا على قتل المستأمن وقتل أصحابنا وقتل أنفسنا؟!.   لا والله.. ما هذا ديننا، وهو ليس الانحراف الفكري؛ لأن أمثال هؤلاء لا فكر لهم، ولكنه الاستعلاء والتكبُّر في التعامل مع الأمور، ولا أريد أن أتحدث عن وجود أيادٍ خارجية في القضية، وهذا ما كان قد يتأكد في حال إلقاء القبض على البريزات حيًّا، ولكن قتله لنفسه بدَّد تلك التوقعات.   أمي أم بلال العمري.. كلنا استمع إلى كلماتك وكلُّنا تأثر بها عندما كنتِ تستنجدين ولدك بأن يُسلِّم نفسه، وحسب معلوماتي أنه أراد أن يسلِّم نفسه هو ورفيقه السلفيتي، ولكن المدعو البريزات رفض تلك الدعوات وهدَّدهما بالقتل في حال أصرَّا على قبول الوساطات بتسليم نفسيهما، وهذا ما كان، فقد قتل بلال وأصاب الآخر.   كنت قد كتبت مقالة بعد الحرب على غزة بأيام، وسميتها: "سيناريو اللحم المتناثر في غزة"، وتحدثت عن وجود مصالح مشتركة بين الاحتلال وبعض المتنفذين في حركة فتح في إثارة القلاقل في القطاع عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات الداخلية، خاصةً بعد فشل سياسة الحصار والحرب المجنونة، وأن تستغل أسماء وهمية، مثل "سيوف الحق" و"جند أنصار الله" لتنفيذ تلك العمليات التخريبية في قطاع غزة.   أوجه هنا نداءً للإخوة الذين ساءهم تعامل حركة حماس مع الأمور، خاصةً بعد دخولها غمار الانتخابات التشريعية وقيادتها الحكومة، وتغيير تكتيكها في صراعها مع الاحتلال الصهيوني، أقول: يا إخوة.. أساءتكم سياسة حماس لا ضير، ولكن لا تنجروا وراء أسماء وهمية ومجهولة الهوية، ووراء مسميات وشعارات براقة.   ونؤكد لكم أن حماس الماضي هي حماس الحاضر والمستقبل، ولكن تغيرات العالم هي ربما التي أضافت أشياء أخرى على سياسة الحركة، وهذه سنة الحياة التغيير والتبدل ولكن المبادئ والثوابت تبقى كما هي لا تتغير، فحياة الإنسان تختلف في مراحلها من الطفولة إلى الشباب حتى يصبح كهلاً، ولكن يبقى اسمه وأصله كما هو لا يتغير، فما بالك بحركة وتنظيم؟!! ------------ * إعلامي فلسطيني.         

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل