المحتوى الرئيسى

مَن سَل سيف البغي.. قُتِلَ به بقلم:فهمي شراب

04/21 18:47

مَن سَل سيف البغي.. قُتِلَ به فهمي شراب* اللافت للنظر في قضية مقتل المتضامن الايطالي "فيتوري اريغوني" أن جميع أطياف وأفراد الشعب الفلسطيني أدان بشدة هذه العملية، والكل في الضفة وغزة وداخل حدود الخط الأخضر وفي الشتات يبكي ألما وحرقة على فقدان هذا الشاب الجميل الذي ترك بلاده من اجل نصرة قضية أخلاقية وعادلة، ومن اجل فك الحصار عن غزة التي يسمع عنها من والده المريض الذي يحكي له عنها وعن صلف الاحتلال وعن مؤامرات الصهيونية الحاقدة ومن والدته التي تعمل ك -رئيس بلدية في ايطاليا- وتخصص صندوق مالي من اجل مساعدة أطفال فلسطين، فقد أحب الشعب الفلسطيني أكثر مما أحب خطيبته التي استأذنها للرحيل لغزة يوم أن ودعها في ايطاليا.. ولعله يبعث شيئا من العزاء للنفس المجروحة بفقدان هذا المتضامن هذا الكم من الحزن ومن الاستنكار الشعبي الفلسطيني، حيث شكلت هذه الحادثة الفردية الاستثنائية جرحا غائرا لكل من يتمتع بقدر عال من الإنسانية والشعور بالمسئولية، وما يبعث على العزاء ايضا ويخفف من وطأة الألم أن مرتكبي الجريمة ليسوا فلسطينيين بل من خارج حدود فلسطين ولا يمثلوا فكرا او ينفذوا مخططا، فهم اخذوا على عاتقهم ان يخطفوا هذا المتضامن بعد ان أعياهم وأضناهم البحث عن فريسة وهدف سهل للخطف.. وما عرفناه مؤخرا - ولعلي اكشف سرا الان للقراء- ان الخاطفين استغرقوا وقتا وهم يبحثون عن اي أجنبي ، فلم يكن فيتوري بالضرورة وبالتحديد هو المراد والمطلوب ولكن المحاولات كانت مستمرة لخطف اي متضامن ( يبتعد قليلا عن موقع سكناه أو الدوائر الأمنية التي توفر له الحماية) للضغط على الحكومة للإفراج عن احد قادتهم في السجون. وكان قدر فيتوري ان يكون هذا اخر يوم له في غزة وفي حياته كلها، حيث كان الأكثر نشاطا وتحركا واطمئنانا وذلك للطيبة والمحبة والتسامح والتفاؤل الذي يملأ قلبه ويلون جوارحه ومشاعره. ان ملابسات الخطف وسرعة القتل تدل على عشوائية وتخبط وجهالة لا يمكن ان تكون جزءا من اي فكر لجماعة إسلامية ترفع راية الإسلام وتدعو حقا له. وقد دعونا في مقال سابق الحكومة في غزة وأجهزتها الأمنية بضرورة ملاحقة القتلة ومحاكمتهم أمام الملأ ليعتبر كل من تسول له نفسه بالقتل او المشاركة فيه والكف عن ترويع المسلمين او الاعتداء على الآمنين و أهل الكتاب الذميين، وقد أكدنا في نفس المقال ان هذا الأمر لم يرتق لمستوى الجريمة المنظمة، وانه حادث فردي لن يتكرر . وبرغم بشاعة الحادث الا انه لن يؤثر على حركة التضامن العالمي مع فلسطين ولن يقلل من نسبة التعاطف. اذ لا يمكن ان يكونوا هؤلاء القتلة الجهلة يرضون رب العالمين بهذه الفعلة، اذ كل المسلمين في شتى بقاع الأرض غضبوا لهذه الفعلة وكل فلسطين بجميع أفرادها ومثقفيها وأمييها استنكروا هذه الفعلة وصدموا ولم يصدقوا بان يحدث ذلك،، ويقول سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه " من أصلح ما بينه وبين الله .. أصلح الله ما بينه وبين الناس" وهؤلاء القتلة ما بينهم وبين الناس مسافة كبيرة من الكره والغضب وليست المحبة والرضى. ويقول ايضا سيدنا علي رضي الله عنه "مَن سَل سيف البغي.. قُتِلَ به"، ولا عزاء للقتلة، وجاءتنا الأخبار قبل قليل بأنه قد تمت عملية معرفة المكان الذي يحتمي فيه القتلة في النصيرات ، وتمت محاصرتهم وحسب رواية وزارة الداخلية فقد انتهت العملية بقيام احدهم بإلقاء قنبلة على رفيقيه أدت لمقتل احدهما وإصابة الآخر ثم أطلق النار على نفسه. وقد كانت هناك محاولات دبلوماسية لإقناعهم بتسليم أنفسهم وتمت الاستعانة بالرجل المسجون بإخراجه لإقناعهم ولكن دون جدوى. فسبحان المنتقم الجبار وصدق من قال " من قَتل يُقتل ولو بعد حين". كاتب من فلسطين [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل