المحتوى الرئيسى

الغرب يماطل الثوار الليبيين من أجل ابتزازهم بقلم:محمد شركي

04/21 18:08

الغرب يماطل الثوار الليبيين من أجل ابتزازهم محمد شركي الغرب على قناعة تامة بحتمية نهاية النظام الليبي لأن الشعب الليبي قد لفظه ، ولكنه يحاول ابتزاز الثورة الليبية من خلال مماطلتها في تنفيذ ما ألزم به نفسه عبر قرار مجلس الأمن الذي وفر له غطاء التورط في ليبيا . والغرب يحاول بهذه المماطلة في توفير الأسلحة للثوار إبلاغهم رسالة مفادها أنهم لا شيء بدونه ، وأنهم لا يستطيعون فعل شيء إذا لم يكن هو الفاعل. وكلما حقق ثوار ليبيا تقدما كلما أمعن الغرب في التسويف والمماطلة بل ربما قصف سلاح طيرانه الثوار وهم يحققون تقدما على كتائب القذافي وزعم أن ذلك من قبيل الخطأ ، والحقيقة أنه قصف عمد من أجل إضعاف الثوار ، ومنع رجحان كفتهم توسيعا لهامش مساومتهم فيما يريد من مكاسب فوق الأرض الليبية ، وتمهيدا للابتزاز المكشوف . ولا زالت الدول الغربية تدير بينها ومع باقي دول العالم الانتهازية هراش كلاب مسعورة من أجل البترول الليبي . فالدول التي كان النظام النافق يزودها بالبترول لا زالت تمانع زواله حفاظا على ما تبتزه من بترول ليبي علما بأنها على يقين أنه قد انهار ولن تقوم له قائمة ، وما ممانعتها سوى مناورة ضغط على الثورة الليبية من أجل الاحتفاظ بنفس المكاسب. فروسيا والصين وألمانيا كشفت عن لؤم الموقف من ثورة الشعب الليبي المنتفض من أجل كرامته ، وهو موقف مخزي لا يبالي بما لحق الشعب الليبي من أضرار ، وما قدمه من ضحايا بسبب طغيان نظام فاسد مستبد . والروس والصينيون والألمان لا يرون في ليبيا سوى مصدر تزويدهم بالبترول، وهذا موقف يعكس مدى انحطاط قيم هذه الدول التي لا تستحيي من تلقين العالم دروسا في الأخلاق من خلال الاحتجاج على قصف كتائب مرتزقة النظام الليبي تقتل الشعب الليبي . ولقد صار مرتزقة النظام الليبي في نظر سياسة النفاق الروسي والصيني والألماني يعدلون الشعب الليبي المحاصر ، والمحروم من السلاح للدفاع عن النفس. ومقابل النفاق الروسي والصيني والألماني نجد المكر الخبيث الفرنسي البريطاني الأمريكي حيث تتفرج أنظمة هذه البلدان الأطلسية على الشعب الليبي وهو يذبح بشكل رهيب ، وتستغل ذلك كورقة ضغط لابتزازه وسرقة ثرواته البترولية .ولقد كان بإمكان الغرب الأطلسي أن ينهي مسرحية النظام الليبي الهزلية في ساعات من خلال تعطيل وسائل اتصاله مما يجعل فلول مرتزقة النظام تائهة ضالة في صحراء ليبية لا تعرف كيف تتحرك ولا أين تتجه ، وهو ما حصل مع الجيش العراقي إبان غزو العراق ولكن الغرب الأطلسي لا يريد إنهاء المسرحية الهزلية بهذه السرعة قبل أن يكسب ، ويحقق ما يريد فوق الأرض الليبية . والغرب الأطلسي لا يريد أن يحرر الشعب الليبي نفسه بنفسه ليبقى هذا الشعب مدينا له بالحرية و الانعتاق من نظام فاسد كان يقدم الرشاوى الفاحشة لهذا الغرب طيلة تسلطه على رقاب الشعب ، وكان هذا الغرب يقبل منه تلك الرشاوى بنهم وجشع ، وهو اليوم يريد بديلا عن هذه الرشاوى من الشعب القادر على تحرير نفسه بنفسه لو أن الغرب الأطلسي التزم مجرد الحياد بين الثوار الليبيين ومرتزقة النظام النافق . ولما أثبت الثوار الليبيون صمودهم واستماتتهم خصوصا في مدينة مصراتة الصامدة الصمود الأسطوري غير المسبوق في التاريخ بدأ الغرب الأطلسي يتحدث عن إمكانية تسليح الثوار ، أو إمكانية التدخل البري من أجل جني ثمار الثورة الليبية ، ذلك أن الثوار الليبيين سيدحرون فلول مرتزقة النظام ، والغرب الأطلسي سيعلق الجرس أو سيرفع شعار قتل الثعبان ، ويسوق لذلك إعلاميا ، ويقدم الفاتورة الثقيلة للشعب الليبي الذي سقى أرضه بدماء الضحايا الأبرياء بسبب ركوب النظام الليبي رعونته المسكوت عنها أطلسيا بفعل الرشاوى الفاحشة . ولقد تسرت أخبار مفادها أن الغرب الأطلسي أدرج قضية الشعب الليبي ضمن مساوماته مع الدول العربية بما فيها المساومة المتعلقة بأمن الكيان الصهيوني حيث وجد في هذه القضية فرصة سانحة ، وورقة إضافية جديدة من أجل فرض الاستسلام على العرب في منطقة الشرق الأوسط . ومن المحتمل جدا أن الثوار الليبيين بعد دحرهم لكتائب مرتزقة النظام النافق ربما كانوا عرضة للتصفية الأطلسية بذريعة من الذرائع الجاهزة خصوصا ذريعة تنظيم القاعدة في حالة ما إذا رفض الثوار الابتزاز الأطلسي. إن ما يحدث في ليبيا كشف عن عالم يسوده انحطاط القيم غير المسبوق. ولقد تأكد انحطاط هذه القيم سواء تعلق الأمر بموقف محور روسيا والصين وألمانيا ومن نحا نحوهم المتظاهر برفض استئصال نظام فاسد، أو تعلق بموقف محور الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والناتو ، وقد انكشفت نواياه السيئة . وهكذا صار حال الشعب الليبي حال المستجير من النار بالرمضاء كما يقال . وعلى كل شعب عربي مقهور أن يفكر قبل ثورته في الخيار بين النار والرمضاء في كل الأحوال .وإن الغرب الأطلسي الذي وقف حاجزا دون تطور الأمة العربية من خلال تكريس وجود أنظمتها الفاسدة التي ظلت تدفع له الرشاوى لعقود من السنين ،لا يتردد في إشعال الحروب الطاحنة في الوطن العربي عن طريق السكوت عن ظلم الأنظمة الفاسدة ، أو عن طريق السطو على الثورات العربية لتسخيرها وفق مصالحه ، وكان الله في عون الأمة العربية التي ابتليت بغرب ماكر خبيث لن يسمح لها بالخطو قيد أنملة نحو التحرر من أغلاله المختلفة ونحو التطور لتبقى أرضها عرضة لابتزازه الدائم سواء تعلق الأمر بسرقة الثروات أم بتسويق المنتوجات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل