وقفـةالقروض ليست الـحـل

وقد عاد الوزير من جولة أوروبية أمريكية حاملا معه وعودا بقروض تتجاوز‏6‏ مليارات دولار من الصندوق والبنك الدوليين‏,‏ وتكفي نظرة سريعة علي أحوال الاقتصاد المصري هذه الأيام لتفسير وتبرير هذا التوجه لتوفير الطعام والنفقات الضرورية والعاجلة‏.‏ ولكننا نرفض أن يكتب التاريخ عن الحكومة التي أعقبت الثورة وجاءت بشرعية ميدان التحرير أنها أغرقت مصر في الديون خاصة أنها تأتي من مصادر تصيبنا بالحساسية المفرطة لما لها من شروط وأبعاد سياسية معروفة‏.‏ كان الأفضل لوزير المالية في حكومة الثورة التي تتحمل مسئولية استثنائية ألا يلجأ للحلول السهلة وأنما يبادر لرؤية ومنهج جديد يواكب الطموحات المشروعة لبناء مصر القوية القادرة علي العمل والانجاز لتبهر العالم بنهضتها القادمة التي يجب أن تقوم علي سواعد أبنائها‏.‏ والمقترحات القابلة للتنفيذ كثيرة وتتطلب روح المبادرة قبل كل شئ‏,‏ ومنها علي سبيل المثال لا الحصر الشراكة الفعلية مع الملايين من المصريين في الخارج الذين يتطلعون لتأمين مستقبل أولادهم وأحفادهم في الوطن الأم من خلال كيانات اقتصادية قوية وعملاقة تستطيع المنافسة في السوق المحلية بل والخروج الي الأسواق الخارجية‏.‏ ماذا يحدث اذا تم الاعلان عن شركة للمصريين العاملين في السعودية ومنطقة الخليج‏,‏ شركة لها نشاطات مختلفة واستثمارات متنوعة في المجالات الصناعية والزراعية والعقارية والسياحية وتدر أرباحا محققة كما تفعل بقية الشركات العربية والعالمية‏.‏ حتي رقم حساب التبرع الذي يحمل تاريخ الثورة لم يحظ بالدعاية اللازمة وكان يجب أن يتصدر صالات الوصول والسفر في المطارات وقيام وفود شعبية من الشباب للسفر الي أماكن التجمعات المصرية في العواصم والمدن العربية والأوربية المهمة‏.‏ أنها أمثلة لتحرك يليق بمصر بدلا من اضافة المزيد من الديون التي ستتوارثها الأجيال‏.‏‏muradezzelarab@hotmailcom‏