المحتوى الرئيسى

تحرير.. فتكفير

04/21 08:11

من الصعب أن ينكر أحد أن ما جرى ويجرى فى قنا يسبب غصة تبعث على الألم والحسرة.. فمن ميدان التحرير سجلت عدسات التاريخ مشهداً لا تكفى كلمات الدنيا لوصف روعته، ومن هذا الميدان كان ميلاد مصر الشعب الواحد أو قل كان لحظة جمع شتات «أوزوريس»، رمز الخير والنبات والخلود، بعد أن مزق نظام الحكم السابق بحيل وأساليب شيطانية، يعجز عنها ألد الأعداء، هذا الوطن الذى لا حضن لنا غيره ولا ملاذ لنا سواه.. تجلت إذن وحدتنا فى ثورة الخامس والعشرين المجيدة وأفشل الشعب مساعى فلول وذيول وأذناب النظام البائد ولكل منهم «واجهة» تم الإعداد لها جيداً..  لكن هؤلاء أو ما تبقى منهم لا تروقهم مصر الواحدة الموحدة الحضارية التى نفضت غبار العقود الماضية وتستعد للتحليق فى سماء المستقبل والوثوب إلى مقعدها اللائق بين الأمم، وبالتالى فأنا أتفق مع كل الكتاب الشرفاء الذين وضعوا أصابعهم على مكمن الداء والخلل وهو أسلوب النظام البائد وطريقته فى توزيع «المناصب» بصورة تخدم الشكل، وجميعنا يثق فى حكومة الثورة ولكننا نعتب عليها عدم تطهير البلاد من أساليب كادت تودى بها وثار عليها الشعب العاشق للحياة، ومن أظلم الصور تلك المتصلة «بالكوتة» غير المعلنة لاستكمال «الشكل» بأننا دولة يتبوأ فيها «القبطى» منصباً رفيعاً، أيضاً اللجوء إلى رجال الدين لتحقيق مصالحات هنا وهناك وتعلم الحكومة ويعلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن لبعض هؤلاء مواقف «داعمة» للنظام السابق هذا من جهة، ومن جهة ثانية لا يصح ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن تغيب الدولة عن مشهد بمثل خطورة أحداث قنا وأتمنى من أعمق أعماق القلب أن تنتصر الأصوات الواعية المطالبة بحل الموقف فى قنا على الأسس والمبادئ التى قامت عليها الثورة.. إن الاستسلام لمنطق «لا يجوز أن يتولى كافر منصباً قيادياً» هو نسف للثورة ومكاسبها التى خرجت إلى النور بتضحيات مئات الشهداء، الذين كتبوا بحبر دمائهم الزكية صفحة البداية لعهد جديد، كما بتضحيات آلاف المصابين الذين أدت إصابات بعضهم إلى إعاقتهم عن العمل، فليس مقبولاً ولا هو من العدل فى شىء أن يجنى من حرض على هؤلاء وحرم التظاهر ضد النظام السابق حصيلة التضحيات، بل وركوب الموجة بالترويج لأفكارهم ومخططاتهم وتربصهم بكراسى السلطة، إن مشكلة قنا تحتاج إلى حوار وطنى واسع وإلى تأكيد مبدأ المواطنة، لأن الخطر قائم ومسنود بأموال وأقلام، وأرى من أولويات المرحلة تقديم كل من يزدرى الأديان إلى محاكمة وفق الدستور المصرى وألا نسمع منذ الآن من يصف المختلف معه فى الديانة بأنه كافر! والأخطر أن يشعر أمثال هؤلاء بأن الدولة تقبل ما يقولونه! ومن أكثر أسباب العلاج أهمية تنمية الصعيد والبدء فى تنفيذ الشعار الأهم للثورة: عدالة اجتماعية: تحقيق العدالة سيقضى على البضاعة الفاسدة!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل