المحتوى الرئيسى

قرار رئاسي!!بقلم م. محمد يوسف حسنة

04/20 19:32

قرار رئاسي!!! بقلم م. محمد يوسف حسنة كشوق الزهر للقاء ربيع نيسان، تلقف الشباب في فلسطين قرار السيد الرئيس محمود عباس بتشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فكما انتظرت الزهرة ربيع عمرها بقلب يختلجه الأمل، وتاقت أوراقها لملامسة نسيمه وكلها رجاء أن يتيح الربيع لها بيئة تُظهر فيها جمالها وتنثُر في الأرجاء عبقها، انتظر الشباب القرار بعد طول انتظار، رغبة منهم في ربيع يفجر طاقاتهم ويشكل حاضنة لابداعاتهم، ربيع تُكشف فيه مواهب الشباب وتُوزع فيه مواردهم لخدمة البلاد، ربيع يكون عنوانه الاستثمار في البشر وبنائهم قبل بناء المؤسسات، فهم من على عاتقهم ستقوم المؤسسات وتُبنى الدولة ويواصلون التميز على باقي الحضارات. وها هو القرار مع بداية الربيع وبمصادقة رئاسية قرار يُشكل بموجبه مجلس للعناية والاهتمام بالشباب، مجلس يُفترض أن يأخذ على عاتقه رسم السياسات والاستراتيجيات الخاصة بعمل قطاع الشباب، قرار يعول عليه أن ينقلهم أي الشباب إلى مرحلة التخطيط والتنظيم والإدارة والقيادة بما يضمن حل همومهم وعلاج قضاياهم، والتفاعل مع مستجداتهم ومواكبة الحداثة، بدلاً من حالة التيه وغياب الرؤيا وتشتت الجهود وتبعثرها التي تعصف بجسد الحالة الشبابية في فلسطين. إلا أنه وكما تفاجأت الزهور برياح خماسينية شديدة، عصفت بجنباتها، وكادت تبعثر أوراقها، صُعق الشباب بمن شُكل بهم المجلس، فمن يُفترض أن يحمل هم الشباب ويواكب متطلباته، يبعد بفجوات زمنية وثقافية ستؤدي بلا شك إلى عدم تحقيق الجسم لأهدافه ويجعل منه رقماً يضاف لسلسة الأرقام قد يزيد من ألقاب السادة الكرام لقب، وفي أفضل انجازاته ينفذ فعالية هنا وهناك يصفق لها الحضور وينتهى أثرها بانتهاء وقتها. يحق لي سيادة الرئيس أن أتسائل كيف لمن ذكرت أسمائهم واعتمدتهم في المجلس أن يقدموا شيئاً للشباب في فلسطين، فانشغالاتهم كثيرة، والملفات التي يحملونها أكثر، بل كيف لهم أن يجاروا متطلباتنا ويتعاملون مع واقعنا المتغير؟ سيادة الرئيس لا ننتقص من قدر أحد منهم، بل كلهم مقدرون لدينا، وأسمائهم معروفة لدينا جميعاً، ونعرف ما قدموه لوطنهم وقضيتهم، إلا أننا وصلنا لمرحلة نستطيع التعبير فيها عن أنفسنا، وصلنا لمرحلة نستطيع أن نمثل أنفسنا ونختار قيادتنا الشابة، وصلنا لمرحلة نعرف أنه ليس من الصواب أن يُمثل الشباب من تجاوزهم الزمن وتحملوا من أعباء الحياة ما سيشغلهم عن ممارسة واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الشباب ومتطلباتهم. سيادة الرئيس، نؤمن بحقنا بقيادة الدولة وأن المستقبل لنا وأننا راسموا سياستها المستقبلية، ونحن في يوم ما سنحدد قواعد اللعبة، ومراكز الثقل والقوة، بل ونعلم أننا نستطيع أن نقود التغيير وأن نطالب بحقوقنا، ونؤمن بأنفسنا حق الإيمان، إيمان قادر على أن ننتزع به حقوقنا، كما نعطى حبا وطواعية واجباتنا المترتبة علينا، وسنجعل التاريخ يسجل في صفحاته أن شباب فلسطين لم ولن يكونوا أرقاماً حسابية في دفاتر السجلات المدنية، أو كثرة عددية هنا أو هناك فنحن أصحاب فكر وريادة. سيادة الرئيس قطار الزمن قد مر منذ وقت طويل وترك خلفه من أوليتهم مسؤولية الشباب من خلال هذا المجلس، ولا أحد منهم – رغم تقديرنا لهم – يستطيع أن يُمثلنا أو أن يتحدث باسمنا، وعليه يا سيادة الرئيس فإنه ومن باب حقنا عليكم وواجبكم تجاهنا نسألكم أن تعيدوا النظر في تشكيل المجلس وأسمائه المطروحة، فقد فاض بشباب فلسطين مسميات براقة تختفي عن الأرض بمجرد تشكيلها ولا يُرى لفعلها أثر. سيادة الرئيس أحدثكم وكلي أمل، أن تتفتح الزهور وقد وجدت ربيعها لا أن تتحطم بريح تعصف بآمالها، فنحن نريد ربيعاً تتفتح فيه طاقات الشباب ومواهبهم، ربيعاً يكون الشباب عنوانه، ربيعاً يحمل للشباب مستقبل مشرق، ربيعاً تبصره قيادة شابه، واعية بواقع الشباب منطلقة من بين آهاتهم ومعاناتهم وآمالهم وأحلامهم، تأخذ على عاتقها قيادة الدفة والابحار بسفينة الشباب لشاطئ الأمان وسط العواصف الهائجة والموج المتقلب. والحقيقة أننا مدعون كشباب لأن تكون لنا وقفة جادة، فنحن من يرسم المستقبل ونحن من يختار ممثلينا، وحين يُمثل الشباب يجب أن يتم استشارتهم وأخذ رأيهم بمن يمثلهم، ولا أقل من أن يكون الشباب هم أنفسهم قادة هذا المجلس، لا أن يُشكل المجلس ممن جاوز عمره الخمسين، ورئيسه تجاوز السبعين فأي ابداع شبابي في روحه بل وما هي الإضافة النوعية التي سيحققها للشباب. شباب فلسطين باتت مدرسة تُعلم العالم أساليب الضغط والمناصرة والتشبيك، حتى اللحظة حاولنا الاستفادة من تلك الأدوات في مخاطبة الغرب لصالح قضيتنا وتسليط الضوء على معاناتنا، حان الوقت الآن لتسليط الضوء على بعض من قضايانا المحلية، حان الوقت لنُسمع سيادة الرئيس أعتراضنا وموقفنا من مجلس يُفترض أنه يمثلنا، وسيكون جسرنا في التواصل مع العالم الخارجي، نحتاج وقفة وتوحيد للجهود، فصورتنا وقدرتنا ومستقبلنا كشباب على المحك فوجب حسن التخطيط والتدبير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل