المحتوى الرئيسى

La masia.. مدرسة برشلونة

04/20 15:23

حسن المستكاوي عندما يبدأ فريق فى الفوز وحصد البطولات يبدأ النقاد والمحللون فى البحث عن الأسباب.. حدث ذلك مع فريق برشلونة الذى يواجه منافسه القديم ريال مدريد اليوم فى نهائى كأس إسبانيا ضمن «مسلسل الكلاسيكو» الذى يتابعه عشاق كرة القدم فى العالم.. والسر فى أداء برشلونة الحالى، هو أكاديمية الناشئين التى تعرف باسم (La masia) التى تحتل أحد المبانى الريفية التاريخية وتم بناؤه عام 1702.. وكان هذا المبنى موقعا اجتماعيا لأعضاء برشلونة، وأغلق عام 1957 ثم أفتتح مرة أخرى فى 26 سبتمبر 1966.. وأصبح المبنى فيما بعد عنوانا لأكاديمية برشلونة للناشئين، التى تضم 300 لاعب صغير من مختلف أنحاء مقاطعة كاتالونيا ودول العالم.. وتتراوح أعمار اللاعبين بين 10 و12 عاما.. وأول ما يتعلمه اللاعب الصغير فى تلك الأكاديمية هو: « التفكير.. ثم ارفع رأسك وأنت تلعب وانظر جيدا للملعب قبل أن تتسلم الكرة.. فهكذا سوف تقرر ماذا تفعل بالكرة قبل أن تتسلمها.. وعليك دائما أن تتحرك، ولا تتوقف أبدا». فى أكاديمية برشلونة أدخل يوهان كرويف نجم هولندا الشهير حين كان مدربا للفريق الأول أسلوب الكرة الشاملة الذى لعب به فريق أياكس أمستردام ومنتخب هولندا فى مطلع السبعينيات. ومزج كرويف بين الكرة الشاملة التى تقوم على تبادل اللاعبين لمراكزهم بصفة مستمرة أثناء اللعب والحركة، وبين أسلوب الكرة الإسبانية الشهير المعروف باسم (Tiki taka) «تيكى تاكا» وهو اسلوب يقوم على التمرير القصير والتحرك فتمضى الكرة فى عدة قنوات خلال اللعب. والاحتفاظ بالكرة والشعار واحد: «استقبل الكرة، ومررها، وتحرك».. واستخدم منتخب إسبانيا هذا الأسلوب فى بطولة أوروبا 2008 التى فاز بها وفى كأس العالم 2010 أيضا، كما أحرز بها فريق برشلونة ألقاب جميع البطولات التى شارك بها عام 2009 ففاز بـ 6 بطولات وهو الفريق الوحيد الذى حقق ذلك، وفى أسلوب تيكى تاكا تتحرك الكرة ويتبادلها اللاعبون. وهذا الأسلوب سمح للإسبان بالسيطرة على مراكز اللعب وعلى الخصم وكذلك يفعل برشلونة. تخرج من الأكاديمية عشرات المواهب والنجوم وأبرزهم فى الوقت الحالى ميسى، وهو أول تلميذ فى الأكاديمية يفوز بلقب أحسن لاعب فى العالم عام 2009، وتشابى أحسن لاعب فى العالم عام 2010.. وتخرج من المدرسة جوارديولا المدير الفنى الحالى الذى يصفه تشابى بأنه عبقرى يبحث عن الدرجة النهائية دائما، وهو نجح كمدرب، وكان يمكنه النجاح لو احترف الموسيقى أو التدريس أو الطب. إنه، كما يقول تشابى عن مدربه جوارديولا «يتعلم ويطور، ويفكر ويبحث، ويدقق، حتى يصل إلى الدرجة النهائية.. وعندما تعاقدت إدارة النادى معه قلت لزملائى بالفريق إننا سوف نحلق فى سماء الكرة الإسبانية.. وقد كان». يظل سر برشلونة هو الموهبة والإبداع والعمل.. فلا مكان للفاشلين والتنابلة، ولا أنصاف المواهب ولا أنصاف المتعلمين، الذين يرسبون فى حصص الإملاء ؟! * نقلاً عن "الشروق" المصرية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل