المحتوى الرئيسى

> «نايف حواتمة» لـ«روزاليوسف»: الثورات العربية لن يفلت منها أحد

04/19 21:00

لقب بفيلسوف الثورة الفلسطينية ولنين الوطن العربي وأحد أعضاء حركة القوميين العرب التي نشأت كرد فعل مباشر علي هزيمة العرب ونكبة فلسطين.. وأحد رفقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبوعمار» .. هو «الرفيق» نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المولود في نوفمبر في العام 1935 وأبرز المناهضين لاتفاقية أوسلو. علق «حواتمة» آمالا كبيرة علي الثوار المصريين الذين نجحوا في إسقاط نظام الرئيس «المخلوع» حسني مبارك في صحوة الشعوب العربية والوقوف إلي جوار القضية الفلسطينية.. مشددا في معرض حديثه لـ«روزاليوسف» علي ضرورة انجاز الثورة المصرية لمهامها من خلال الديمقراطية الشاملة والدولة الديمقراطية الفلسطينية ومساندتها.. وإلي نص الحوار:  ماذا تضمن برنامج زيارتك للقاهرة الآن.. خاصة بعد ثورة 25 يناير.. وما الجديد في علاقة الجبهة الديمقراطية بمصر الآن علي ضوء لقائك مع وزير الخارجية المصري؟ ثورة 25 يناير تشكل مركز المرحلة الثورية الجديدة في الحياة العربية وما يترتب عليها من نتائج لصالح القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وبناء دولة فلسطين المستقلة علي حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية وحق العودة للشعب الفلسطيني.. الكثير بهذه المرحلة الثورية الجديدة في الحياة العربية يتوقف علي مسار ومصير ثورة 25 يناير.. بمقدار ما تطور الثورة وتنجز مهامها الفعلية.. أي الديمقراطية الشاملة الدولة الديمقراطية المدنية والعدالة الاجتماعية.. وهو ما قدمته ثورة 25 يناير في ميدان التحرير وفي كل ميادين المدن المصرية.. وهذه هي القضايا المطروحة الآن علي جدول أعمال الثورة.. إذا انجزت هذه القضايا نكون أمام وضع ديمقراطي في مصر يمتد إلي جميع البلدان العربية.. وإذا أخذت الأمور مسارا آخر ولم تنجز ما وعدت به الثورة وما طرحته الثورة.. أي ديمقراطية شاملة ودستور ديمقراطي جديد ودولة ديمقراطية مدنية تقوم علي المساواة في المواطنة والمساواة بين الرجل والمرأة والعدالة الاجتماعية.. فهذا يعني مرة أخري أن هذا تطويق واحتواء للثورة من القوي المضادة لها التي تحاول أن تفعل كل ما تستطيع من أجل إجهاض ثورة 25 يناير.. ومن جديد محاولة قوي مضادة للثورة أن تتسلق جدران الثورة وتحتويها.. لذا جميع الشعوب العربية في المشرق العربي والمغرب العربي تنظر بانتظام إلي ما يجري في مصر علي طريق مسار ومصير نهج جديد يؤمن ما دعت له ثورة 25 يناير وبالتحديد القضايا التي رفعتها بكل الأشكال الممكنة في ميدان التحرير وميادين أخري «ديمقراطية شاملة ودستور ديمقراطي شامل.. دولة ديمقراطية مدنية والمساواة بين كل مكونات المجتمع المصري بدون تمييز علي قاعدة الكل مساواة في المواطنة بقانون واحد.. قانون الدولة الديمقراطية المدنية. الأمل أن تنجح الثورة باستكمال مهامها بالاتجاهات التي حددتها ثورة 25 يناير.. وهو ما سيؤدي إلي الانتفاضات والثورات والاحتجاجات تتعاظم في البلدان العربية ولا يمكن أن يهرب منها إلي بلد من هذه البلدان.. من أجل أيضا أن تنتشر رايات الديمقراطية والدسترة الشاملة. ماذا كان جدول أعمال زيارتكم الحالية للقاهرة؟ نحن في مصر بدعوة رسمية من الإخوة في القيادة المصرية وأجرينا جولة مباحثات موسعة مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي وأجرينا جولة مباحثات واسعة مع وزير الأمن القومي المصري، ورئيس الاستخبارات المصرية «مراد موافي» ومباحثات طويلة مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي والتقينا العديد من الأحزاب والقوي المحلية المصرية وكذلك الحال بالعديد من المجموعات الشبابية التي كان لها الدور المركزي في ميدان التحرير.. لقاءاتنا ومباحثاتنا كلها من أجل دعم ومساندة الثورة الشعبية المصرية ودورها في دعم البلدان العربية والشرق الأوسط وفي المقدمة الدولة الفلسطينية كما بحثنا بتدقيق ضرورة استئناف الحوار الوطني الفلسطيني الشامل من أجل انهاء الانقسام واعادة بناء الوحدة الوطنية.. لأن الثورة الفلسطينية تنتصر بوحدة الشعب برمته مثلما فعلت الثورة المصرية.. وعليه نحاول أن نحل بالحوار الشامل أي قضية مختلف عليها وخلال أيام قليلة ونعود إلي الشعب الفلسطيني بانتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة وانتخابات مجلس وطني فلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، ودمقرطة المجتمع الفلسطيني في الداخل والخارج بلديات - نقابات - اتحادات شبابية- نسائية علي أساس قوانين.. وهو ما وصلنا إليه في حوار دام حتي الآن 6 سنوات من عام 2005، حان الوقت للانتقال إلي وضع الآليات التنفيذية له حتي لا تبقي قضايا معلقة.. أيضا ما يبقي من نقطة «ما» خلافية نعود للشعب.. نلتزم جميعا ونوقع جميعا علي الالتزام بنتائج الانتخابات التشريعية وانتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير.. أن يحترمها الجميع لأن هذا يستدعي وبكل صراحة علاقات داخلية ديمقراطية بين جميع القوي ومكونات الشعب لأن الثقافة الديمقراطية واحترام ما يتم الموافقة عليه والتوقيع عليه.. لأننا وقعنا في السنوات الستة ثلاثة برامج بالاجماع.. لم تحترم من عدد من الفصائل التي تجنح إلي احتكار السلطة أو محاصصة السلطة بين فصيل وفصيل.. هذا يدمر الوحدة الوطنية.. ولذلك نفتح ملف الآليات التنفيذية والتوقيتات التي تتيح الالتزام بكل هذه القضايا واحترامها.. حتي نبني ثقافة ديمقراطية داخلية تخدم الآخر وتلتزم بما يتم الاتفاق عليه من الجميع. ما الجديد في العلاقة بين الجبهة الديمقراطية ومصر؟ - بالتأكيد الثورة المصرية بنت مناخا جديدا يشق طريقه خطوة خطوة في حياة الدولة المصرية.. ولمسنا أن هذا المناخ الجديد مفتوح لحوارات شفافة وقائمة علي الموضوعية وعلي العقل بدون أي «عقد» أو «تعقيدات». نأمل فيما تم بهذه الزيارة أن تنتج خطوة كبيرة إلي الأمام في الموقف المصري ودوره المقبل في القضية الفلسطينية وجميع القضايا العربية التي تتعاطي مع مصالح الشعوب العربية وعلي المصريين أن يتذكروا الآن أن كل الانتفاضات والثورات والاحتجاجات الجارية في البلاد العربية ستحاول أن تستلهم تجربة الثورة الشبابية التي أصبحت ثورة شعبية وبالتالي المناخ في المباحثات مناخ مفتوح والحوار والوصول إلي نتائج.. وفعلا وصلنا إلي نتائج جديدة حول الدور المصري واستئناف هذا الدور المصري اليوم قبل الغد في العمل المشترك فيما بيننا لنسرع بإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية علي قواعد ديمقراطية وعلي قواعد قوانين جديدة انتخابية تقوم علي التمثيل النسبي الكامل بهدف اشراك كل مكونات المجتمع لأن أي شكل آخر من الانتخابات في أي بلد عربي وليس فقط فلسطين وشعبنا في الداخل والخارج يحتاج إلي كل المكونات.  لكم الآن ممثلا للجبهة داخل حكومة سلام فياض التي كلفه بتشكيلها الرئيس أبومازن.. لماذا لم تشارك الجبهة الديمقراطية في وزارة إسماعيل هنية عندما شكل حكومة حماس؟ -كان لنا ممثل بحكومة إسماعيل هنية عندما كانت حكومة ائتلافية وكان لنا فيها وزير الشئون الاجتماعية في عام 2006، هذه الوزارة الائتلافية لم تعمر طويلا لأن حماس جنحت نحو الاحتكار الفردي والثنائي وانهارت هذه الوزارة فيما بعد وبالتحديد بعد 4 أشهر من اتفاق مكة الذي قام علي محاصصة في السلطة بين فتح وحماس وبحضور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، انهارت.. وقلت علنا لحظة التوقيع علي هذا الاتفاق الثنائي أنه من وراء ظهر الشعب الفلسطيني وكل مكونات الشعب الفلسطيني وأنه سيؤدي إلي انقلابات سياسية وعسكرية علي برامج الوحدة الوطنية التي أنجزناها.. وبعدها انفردت حماس بغزة بالقوة العسكرية. ونحن في الجبهة الديمقراطية لم نشارك بوزارات فتح العشر من 1996 إلي 2006 لأننا نرفض ما بني علي اتفاق أوسلو وكذلك لم نشارك في وزارات فتح الانفرادية.. ونشارك الآن لأن اتفاقيات «أوسلو» تجاوزها الزمن الآن ونريد توحيد الصف الفلسطيني.  باعتباركم أحد القيادات الفلسطينية التاريخية كأمين عام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كيف تري مسارات القضية الفلسطينية خاصة بعد قيام هذه الهبات الشعبية في دول المواجهة مع العدو الصهيوني؟ - الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية الجارية في المنطقة علي امتدادها مهما كان رأي الحاكم ستأخذ مجراها وتفتح طريقا نحو تحولات ديمقراطية تقوم علي المساواة في المواطنة وخطط اقتصادية جديدة.. وهذا سيقع في اليمن والبحرين وسوريا.. وفي الجزائر.. وكذلك الحال ما يدور في ليبيا أمر محزن أن تستدعي الولايات المتحدة والناتو للتدخل. لا يمكن لأي نظام عربي أن يهرب سواء أنظمة عربية رئاسية أو أنظمة ملكية والتي ستصل إلي إعادة صياغة النظام إلي ملكيات وإمارات دستورية تحت سقف دساتير ديمقراطية جديدة.. لا مكان لحكم استبدادي ديكتاتوري سواء كان تحت حكم جمهوري أو حكم ملكي.. وبالنسبة لفلسطين فإن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قادمة، لكن متي التوقيت الزمني يتوقف علي إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية.. الصراع علي السلطة بين فتح وحماس أدي إلي انقسام الشعب وتوحيد الصف يؤدي بالضرورة إلي فتح كل الأبواب أمام الانتفاضة الثالثة بمشاركة كل المكونات بما في ذلك المرأة الفلسطينية والمنظمات الشبابية.. وهناك مظاهرات ستتسع الآن في الضفة الغربية وغزة لإنهاء الانقسام.. لتأمين الحصانة لانتفاضة ثالثة، ولذلك يجب ردم الانقسام.  أما آن الأوان لجمع الشمل الفلسطيني ليصبح صفا واحدا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. وهل ستلعب الجبهة الديمقراطية دورا بارزا في وحدة الصف الفلسطيني علي ضوء زيارتكم لمصر؟ - حان منذ زمن بعيد.. لكن الأخوة في فتح وحماس لم يحترموا المبادرات الخاصة بإنهاء الانقسام.. لماذا يقع الارتداد؟.. لأن هناك فصائل مهتمة بالصراع علي السلطة وحجم وجودها علي السلطة.. بينما الصراع المفترض هو مع العدو الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية.. وبمجرد بناء الدولة الفلسطينية.. نحن كجبهة ديمقراطية سندعو في اليوم التالي لبناء الدولة إلي دولة فلسطين ديمقراطية موحدة علي كامل تراب فلسطين بكل سكانها من الفلسطينيين العرب واليهود علي قدم المساواة حتي نحل المشكلة في الميدان.  ماذا تقول الآن بعد الثورة المصرية عن المفاوضات التي كانت دائرة في مصر بين الفصائل الفلسطينية وعلي رأسها «حماس» و«منظمة التحرير» علي خلفية الورقة المصرية التي استغرقت مئات الساعات ولم تسفر عن شيء.. وهل مازالت الورقة المصرية صالحة حتي الآن؟! أقول إن ضعف وهشاشة وسطحية الثقافة بين الصفوف والفصائل والالتزام بالقواسم المشتركة وراء هذا الارتداد.. لو الثقافة شاملة والتقاليد منفتحة علي الجميع وناضجة بنسبة أو بأخري لما تمكن أي فصيل أن يرتد عن الاتفاقات المشتركة ولابد من عدم استثناء أحد وندعو الآن إلي استئناف الحوار الشامل لأيام.. وإذا تبقت قضايا خلافية إذا تم حلها ندخل في التنفيذ وإذا تبقت بعضها بدون حلول نذهب إلي الشعب. بالنسبة للورقة المصرية.. اتفقنا علي ضرورة استئناف الدور المصري ومصر تحتل موقعا مركزيا بالضرورة ومصالح مصر وأمنها القومي ودورها الذي غاب طويلا عن الدور الفاعل في الحالة الفلسطينية والعربية شرقيا وغربيا وفي أفريقيا.. علي مصر أن تستعيده بعد ثورة 25 يناير.. كل هذا كان موضع نقاش مع المسئولين المصريين.. ونستبشر خيرا لأننا بالحوار وصلنا إلي نتائج محددة مشتركة.. ما يجري لمصر هو المشهد العربي وهو ما نراه من الدول العربية من أجل أنظمة ديمقراطية. وسمعنا مناخا متأثرا بالتأكيد بـ25 يناير وكفلسطينيين وعرب نتوقع الكثير.. ولكن يتوقف علي مسار ومصير الثورة، وبمقدار ما تنجز الثورة المصرية في الفترة القادمة بمقدار ما تتحرك الشعوب العربية.. والورقة المصرية بالتأكيد تحتاج إلي تطوير وهو ما أبلغته للقيادة المصرية لأن بها جزءا لم نتفق عليه بالحوار الشامل حيث تم بصفقة ثنائية بين فتح وحماس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل