المحتوى الرئيسى

بالصوروالفيديو..أهل الجباسات للدستور الأًصلي:أصحاب المصانع حرقوا بيوتناودمروا صحتنا

04/19 20:14

لم يكن أهالي منطقة الجباسات يدركون أن وجودهم بجوار المصانع لا يلتهم فقط صحتهم بل أحلامهم كذلك, فعندما استيقظ سامح إبراهيم –أحد أهالي المنطقة- على صوت ضجيج عمال المطافى ليعلم أن الشقة التى قام بتجميع أموالها على مدار عشرة أعوام التهمها حريق لمصنع الكرتون المجاور للمنزل لم يتمالك نفسه قائلا "أحلامى كلها ضاعت بسبب مصنع جه عن طريق الفساد جنب بيوتنا". ولم تكن هذه الشقة فقط هى ثمرة جهد شاق تكبده سامح على مدار سنوات بل حلما ضاع وكاد يتحقق خلال أيام قبل وقوع الحريق حيث كانت هذه الشقة عش للزوجية بداية من شهر يونيه القادم قبل تحولها إلى كوم من الرماد بعد أن امتدت نيران مصنع ومخزن الكرتون لتقضي على أكثر من 10 منازل. تقول أم أيمن صاحبة أحد المنازل المحترقة أنها تحملت هى وأولادها ما يصدره المصنع من ضجيج وانبعاثات تسببت فى إصابة الكثير منهم بالأمراض الصدرية إلا أن أصحاب المصانع قرروا حرمانهم من العيش بداخل جدران تحميهم من خيام الإيواء كما حرموهم قبل ذلك من الصحة. أما وليد حسنى فيقول إن بناته الاثنتين الأولى 6 سنوات والثانية 4 سنوات تعانيان من حساسية مزمنة فى الصدر ومعه من الإشاعات والتقارير الطبية ما يؤكد تأثر رئتي الطفلتين بانبعاثات المصانع التى تسكن بجوارها الأسرة. وتعتبر  منطقة الجباسات والأحياء المجاورة لها أكثر المناطق التى يوجد بها مصانع ملاصقة تماما للمنازل بل تعد المنطقة الأشهر التى قام برنامج الأمم المتحده بتقديم دعم مالى لإزالة المسابك التى كادت تفنى صحة الأهالى فى المنطقة, وعلى الرغم من ذلك لا يزال بعض من هذه المسابك موجودا بالمنطقة, لعدم وجود إمكانيات تؤهله للانتقال. والأمر لا يقتصر على المسابك ومصانع الكرتون وإنما هناك مصانع للبلاستيك والكاوتش وكلها ملاصقة للمنازل الموجودة في حي شرق شبرا الخيمة والتي تعرف بالمنطقة الخضراء رغم ندرة وجود أية مساحات خضراء بها. وأصبحت منطقة الجباسات مهددة عقب حريق مصنع الكرتون, ففى حالة وصول النيران إلى غلايات المصنع التى تحمل 36 ألف طن من السولار  سيعد ذلك تدميرا كاملا للمنطقة التى هجرها معظم سكانها هربا من الموت البطىء. وأصبح البعض من الأهالى مستسلما تماما لأوضاعه الصحية السيئة, وهو ما يؤكده الطفل خليل إسماعيل المصاب بثقب فى القلب ولايقوم أحد من أقاربه بعلاجه لعدم وجود أمل فى شفائه بسبب وجودهم بجوار هذه المصانع.ويقول الحاج سيد إبراهيم إن وجود المناطق السكنية بجوار هذه المصانع يعد تخطيطا عشوائيا من قبل الدولة التى قامت ببناء مساكن حكومية للأهالى بجوار هذه المصانع و الورش الملوثة. أما الدكتورة نادية الطيب أستاذ تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث فتؤكد أن الطريق للخروج من هذه الأزمة هو إعادة الاستفادة من مساعدات المنظمات الدولية دون أن يطولها الفساد, والتأكد من وصولها لمستحقيها للمساهمة فى نقل العديد من الصناعات الملوثة خارج الكتل السكنية من خلال تشجيع أصحاب المصانع على ذلك وتقديم دعم مالى كبير لهم للانتقال لمنطقة أخرى تبعد عن المناطق السكنية.وتشير الطيب إلى ضرورة وضع قواعد صارمة من قبل الدولة تمنع إقامة أية صناعات بجوار المناطق السكنية فى العشوائيات. بينما يؤكد الدكتور أحمد عبد الوهاب خبير الملوثات الصناعية فى الشرق الأوسط أن إنهاء وجود الصناعات الملوثة بجوار المناطق السكنية لن يأتى إلا من خلال إستراتيجية طويلة المدى تحاول إخراج هذه المصانع بدون النيل من حقوقها لأماكن أخرى بعيدة عن القاهرة الكبرى. ويوجه عبد الوهاب نداء للشباب بتكوين لجان للمحافظة على البيئة داخل كل حى ليس فقط بتنظيف الشوارع من القمامة بل كذلك بتشجير المنطقة لتكون مصدات للانبعاثات وزيادة المساحات الخضراء بها, بجانب استغلال الدولة للنفايات الصلبة التى يمكن أن تدير عائدا اقتصاديا يصل إلى 240 مليار جنيه سنويا ولكن لا يستفيد منها أحد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل